الثلاثاء 11 يونيو 2024

"واشنطن بوست": حصار باخموت قد "يستنزف" أوكرانيا

الرئيس الاوكرانى

عرب وعالم16-1-2023 | 11:54

دار الهلال

 رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الحصار الذي تفرضه روسيا على مدينة باخموت بشرق أوكرانيا منذ أشهر، يشكل تهديدًا مؤرقًا لكييف بشأن قدرتها على شن هجوم مضاد منتظر على جبهة أخرى من الحرب.

وذكرت الصحيفة أنه كلما أنجرت أوكرانيا إلى معركة طويلة الأمد على المدينة المحاصرة، واجهت خيارات صعبة بشأن هجومها المضاد المتوقع خلال أشهر، والذي يتطلب الحفاظ على الأسلحة والذخيرة والمقاتلين ذوي الخبرة.

وقالت الصحيفة، في تحليل إخباري لها، إنه يجب على الجيش الأوكراني الآن أن يقرر عدد القوات اللازمة وكم الذخيرة والأسلحة التي يمكن إنفاقها لمواصلة الدفاع عن باخموت، وهي مدينة يرى العديد من المحللين العسكريين أنها ذات أهمية إستراتيجية قليلة نسبيًّا لساحة المعركة الأوسع، لكنها أصبحت مشحونة بالرمزية السياسية لكلا الجانبين.

وأشارت الصحيفة إلى أن نجاح الهجوم المضاد المزعوم سيكون أمرًا حاسمًا للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لإظهار الزخم المستمر في ساحة المعركة والاحتفاظ بالدعم المحلي والدولي في حرب أوشكت على إتمام عامها الأول. وتأتي التقارير حول استعداد كييف لشن هجوم مضاد لمحاولة استعادة المزيد من الأراضي التي استولى عليها الروس، في الوقت الذي ينتظر فيه المسئولون الأوكرانيون تدفق المركبات المدرعة الجديدة التي وعدت بها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، بالإضافة إلى دفعة من الدبابات البريطانية.

وعن الأساليب التي يمكن أن تتبعها كييف بشأن مواصلة الدفاع عن باخموت، نقلت "البوست" عن مايكل كوفمان، وهو خبير في الشأن الروسي، قوله "إنهم (الأوكرانيون) بحاجة إلى وحدات خارج نطاق القتال يقومون بتجهيزها وتدريبها على هذا الهجوم". وأضاف "إن تكلفة القتال من أجل باخموت يمكن أن تعرقل إستراتيجية أوكرانيا الشاملة لهذا الشتاء أو الربيع المقبل". وقالت الصحيفة إن باخموت أصبحت في الأسابيع الأخيرة "مشبعة برمزية سياسية" لكلا الجانبين.

وأوضحت أنه بالنسبة للروس، سيسمح الاستيلاء عليها لموسكو بالترويج للنصر وهي في أمس الحاجة إليه والمطالبة بالزخم في حرب لم تستول فيها قواتها على مدينة رئيسية منذ الصيف الماضي. وأضافت أنه بالنسبة لأوكرانيا، يعتبر المسئولون هناك باخموت "حصنًا وأيقونة للمقاومة الخارقة"، ما يجعل حتى الانسحاب المحسوب محفوفًا بالمخاطر السياسية، وذلك بعدما زارها زيلينسكي أواخر العام الماضي وجعلها ركيزة الخطاب الذي ألقاه أمام الكونجرس الأمريكي.

ونقلت الصحيفة أيضًا عن مسئول أمريكي كبير قوله إن الجيش الأوكراني يدرك الحاجة إلى الحفاظ على قواته للهجوم المضاد المتوقع. وفي الوقت نفسه، حذر المسئول – الذي رفض الكشف عن هويته – أوكرانيا من فكرة ترك باخموت أو سوليدار المجاورة باعتبارهما مواقع غير إستراتيجية، مشيرًا إلى أن مناجم الملح والجبس هناك تعطي المنطقة أهمية اقتصادية.