الجمعة 22 نوفمبر 2024

عمرو محمود ياسين: أنا داعم لقضايا المرأة.. وأتناولها درامياً عن قصد

الكاتب والسيناريست عمرو محمود ياسين

28-1-2023 | 12:02

أميمة أحمد

عشرات وعشرات من الأعمال المميزة، التى كتبها وتابعها الجمهور بشغف، وظلت عالقة فى وجداننا، فكتاباته دائماً صائبة، يستطيع أن يجذب الجمهور حول الشاشة، بما يقدمه من قضايا حياتية تتناول هموم الناس، فيشعر كل من يشاهد أعماله بأنه أحد أبطالها، كما أنه برع فى تقديم المحتوى الكوميدى، وكذلك الخيال العلمى، وكان أول من أعاد إحياء فكرة المسلسلات المتصلة المنفصلة.. هو فنان ابن فنان، شرب الفن وتربى عليه منذ نعومة أظافره، ليقدم لنا أجمل الأعمال الدرامية.

إنه الكاتب والسيناريست عمرو محمود ياسين، الذى التقته «الكواكب» فى حوار صريح لنتعرف منه كيف جاءت فكرة المسلسلات المتصلة المنفصلة لديه، وسر اهتمامه الشديد بقضايا المرأة وقانون الأحوال الشخصية، وما الجديد له فى الفترة المقبلة، وغيرها من التفاصيل...

 

كنت سباقاً فى فكرة المسلسلات المتصلة المنفصلة بدءاً من مسلسل «نصيبى وقسمتك 1».. كيف جاءت تلك الفكرة؟

كان ذلك سنة 2015، وخلال اجتماع جمعنى مع المخرج أحمد عبد العاطى والفنان هانى سلامة، فكرنا فى تقديم مسلسل متصل منفصل على غرار مسلسل «هو وهى»، لنقدم فى كل حلقة فكرة معينة، ولكنى وجدت أن حلقة واحدة لن تكفى بسبب الأحداث الدرامية الكثيرة فى القصة الواحدة، وكنت أملك الكثير من الأفكار التى تصلح لطرحها درامياً عبر مسلسلات كبيرة وليس مجرد حلقات، وكنت أطمح فى تقديم مسلسل كبير وقوى ومختلف، لا يمكن اختصاره فى حلقة واحدة.

وكان إحساس المخرج أحمد عبدالعاطى وهانى سلامة هو نفس إحساسى، لذلك اتفقنا على تقديم القصة عبر ثلاث حلقات، وهى أيضاً نفس مدة الفيلم السينمائى، وعرض الجزء الأول من مسلسل «نصيبى وقسمتك»، والحمدلله حقق نجاحاً واسعاً.. ثم تطور الأمر لخمس حلقات للقصة، وأيضاً الحمدلله نجحت الفكرة جداً، وأكملنا بقية الأجزاء على هذا النحو.

كيف كان شعورك بعد أن صار هذا النهج فيما بعد متبعاً من بعض كتاب ومؤلفى المسلسلات؟

لا شك أنى كنت فى غاية السعادة، خصوصاً أن يكون لك دور فى تطوير شكل الدراما المصرية، وأن التجربة التى خضتها منذ 2015 أنتجت الكثير من الأعمال الناجحة المستمرة إلى الآن، وأيضاً هذه النوعية من الدرام خلقت فرصاً للكثير من المؤلفين؛ لأن هذه الدراما يقوم بتأليفها أكثر من شخص، وأيضاً للمخرجين والفنانين، فكنت فخوراً وسعيداً لأن تجربتى نجحت، فقديماً كانت هناك هذه النوعية من الدراما، ولكن كانت تقدم من خلال حلقة واحدة.

حققت هذه النوعية من الدراما نسب مشاهدة عالية جداً عن غيرها.. من وجهة نظرك ما سبب نجاحها؟

من الجيد أن يعيش الجمهور مع قصة يصل إلى نهايتها فى خمسة أيام؛ بسبب الإيقاع السريع، فتحقق له متعة بشكل مختلف بعيداً عن المط والتطويل فى أحداث العمل، فهناك أشخاص ليس لديهم وقت لمتابعة مسلسلات طويلة، فهذه النوعية من المسلسلات تكون مناسبة لجميع الأذواق، إلى جانب القصص الشيقة التى تناولتها هذه الأعمال، التى جعلت المشاهد ينتظر الحلقة الجديدة بفارغ الصبر.

كثيراً ما يرى المشاهد نفسه على الشاشة من خلال قصصك.. من أين تستلهم هذه القصص؟

أى مؤلف أو كاتب تكون لديه القدرة على التقاط التفاصيل الصغيرة فى الحياة، فمن الممكن أن أتعرض لموقف صغير يترك أثراً داخلى ويجعلنى أفكر، وتنتج عن ذلك فكرة جديدة، وهنا الفكرة يكون مصدرها الأساسي الحياة الواقعية وليس الخيال، كما أنى شخص مستمع جيد للناس وأتناقش معهم كثيراً، وفى تفاصيل حياتهم، وكل تفصيلة قد تكون سبباً فى قصة جديدة تصلح لعمل درامى أو سينمائى، وهكذا.

تناولت فى كثير من أعمالك قضايا المرأة.. هل أنت من داعميها؟

بالطبع أنا من داعمى المرأة، وأكتب ذلك عن قصد، فالمرأة تمثل عاملاً كبيراً جداً فى تنشئة الإنسان، فهى الأم والمعلمة والأخت والعاملة والابنة، فالمرأة مخلوق لديه إحساس عالٍ، وهى المساندة والمخلصة.. ولكن للأسف أحياناً يكون هناك بعض الأشخاص فى المجتمع لا ينتبهون لقيمة المرأة ويتعاملون مع زوجاتهم بشكل غير لائق، فأنا ضد التعنت ضد المرأة أو عدم تقدير دورها العظيم فى المجتمع.. وأى كاتب يتخذ من المرأة فى أعماله الفنية محركاً كبيراً للأحداث، وبالتالى فى الحياة أيضاً، فهى الغاية والهدف والمكافأة، وبالتالى كان اهتمامي بالمرأة والقضايا التى تخصها.

مسلسل ونحب تانى ليه

 

 

من ضمن القضايا التى تناولتها فى أعمالك كان الطلاق وقانون الأحوال الشخصية.. حدثنا عن تلك الأعمال؟

من أحب الأعمال إلى قلبى فى هذا السياق حدوتة اسمها «جدول الضرب»، وكانت من القصص المهمة جداً التى تدور حول امرأة تزوجت رجلاً لا يشبهها، مع تحذيرات العائلة لها، إلا أنها لم تقتنع برأى أحد وتزوجته وأصبح بعد الزواج سيئاً جداً معها، بل كان يضربها يومياً، وعندما طلبت الطلاق رفض، وهنا كان من المهم تسليط الضوء أيضاً على قانون الأحوال الشخصية، فكان من الممكن أن يطلبها فى «بيت الطاعة» مع أنها هى المظلومة، وأيضاً مسلسل «اللى ملوش كبير» وعلاقة خالد الصاوى بياسمين عبدالعزيز.. وبسبب أنه كان يعول عائلاتها كان يشعر بأنه يمتلكها وعندما طلبت الطلاق تعرضت لكثير من المشاكل، وأيضاً فى مسلسل «ونحب تانى ليه»، وهناك الكثير من الأعمال التى تدور حول هذا الأمر.

 حدوتة اسمها جدول الضرب من مسلسل نصيبي و قسمتك

ما الرسالة التى تحرص على توجيهها من خلال أعمالك؟

أنا دائماً حريص على تناول موضوعات وأفكار هادفة، فالفن هو الشىء الوحيد الذى يستطيع أن يدخل فى عقل المشاهد بشكل كبير جداً ومؤثر، دون أن يدرك المتفرج ذلك، فمشاعر الإنسان تتأثر بالمشهد الذى يراه ويظل بداخله ويؤثر في حياته بشكل أو بآخر، فالبعض لا يدرك أهمية الفن ولكنه سلاح مهم جداً، وهو أيضاً أداة لتقريب الشعوب، ومن هذا المنطلق عندما أكتب عملاً أخاطب وجدان المشاهد ولا يكون هدفى التسلية فقط، وإنما بث رسائل هادفة للجمهور، مثل قصة «604» التى قدمتها الفنانة حنان مطاوع، وكانت الفكرة تدور حول التوبة والتقرب إلى الله دون النظر هل أنت مسلم أم مسيحى، ومن بعد هذه القصة تلقيت العديد من الرسائل من المسلمين والمسيحيين يقولون لى نحن سنلتزم فى صلاتنا، وهو الشىء الذى أسعدنى كثيراً، فأنا فى هذه القصة تحدثت عن فكرة الخير والشر والتوبة إلى الله، فكانت قصة مؤثرة جداً فى إطار الرعب والإثارة، وهذا هو منهجى الذى أتبعه فى كل أعمالى.

تنوعت أعمالك بين الدراما الاجتماعية والرعب والخيال أيضاً.. هل كنت تقصد هذا التنوع أم جاء بمحض الصدفة؟

أنا محب جداً للتنوع فى الأفكار، وللعلم أغلب الكتاب والمؤلفين يكونون متخصصين فى نوع واحد من الكتابة مثل الاجتماعية أو الرومانسية والكوميدية، لكن أنا الحمدلله لديّ القدرة على التنوع والاستمتاع بذلك، فقدمت الكوميدى فى حكاية «على الهادى يا زبادى» وأكثر من حكاية.. أيضاً قدمت الخيال العلمى فى «بدلة جديدة» وتناولت من خلالها ما هو قادم فى الحياة، وهل ممكن أن يصل التطور التكنولوجى إلى أن يجعل الإنسان يعيش مع أشخاص أصبحوا غير موجودين، وأيضاً من القصص المحببة إلى قلبى حدوتة «بعيش فيك»، وتدور حول وفاة الأب أو رب الأسرة فجأة وحالة الصدمة التى تنتاب أسرته من بعده.

ابنك الفنان الشاب محمود ياسين جونيور.. كيف رأيت تجربته الفنية؟

هناك من يقول إن أبناء الفنانين يعملون بالواسطة، وأنا لديّ وجهة نظر فى ذلك الأمر، وهى أنه من الطبيعى أن يكون ابن الفنان فناناً؛ بسبب البيئة التى نشأ فيها منذ صغره، فأنا فنان ابن فنان، وأختى وأمى كذلك، وكل أبناء الفنانين هم نجوم مثل دنيا وإيمى سمير غانم وأحمد الفيشاوى، أحمد السعدنى، وغيرهم الكثير من أبناء الفنانين الذين هم نجوم الآن، فهى ليست إرثاً، بل جينات يحملونها.

أما بالنسبة لمحمود فأنا لم أتدخل فى مشواره الفنى مطلقاً، والحمدلله أنه أثبت نفسه بنفسه، وأنا سعيد جداً بخطواته الفنية، وترشيحه لأعمال كثيرة، ولديه قبول كبير لدى الجمهور، وكلهم يقولون له نشعر بأنك منا، فهو شاب مكافح وطيب ومحترم ويحترم عمله ومواعيده.

«مرزوق وإيتو» تجربة سينمائية مختلفة.. حدثنا عنه وعن فكرته؟

الفيلم من بطولة النجم محمد رمضان، وأنا أعرفه منذ زمن بعيد جداً، وهو نجم كبير، والشخصية التي سيقدمها ستكون مفاجأة للجمهور، والفيلم ملىء بالتفاصيل، لكننا لم نبدأ تصوير حتى الآن نظراً لانشغال غالبية الفنانين بأعمالهم الدرامية المقرر طرحها فى رمضان، وأتمنى أن نبدأ تصويره بعد رمضان، فالفيلم مختلف وسيكون خطوة مميزة جداً بالنسبة لى ولمحمد رمضان.