الخميس 27 يونيو 2024

الشرق الأوسط على فوهة بركان

مقالات2-2-2023 | 10:19

ما بين أصفهان وكييف يقف العالم على حافة بركان جديد لكنه هذه المرة في منطقة الشرق الأوسط وكلمة السر «المسيرات والملف النووي» الإيراني.

مخاوف عدة طرحها مراقبون ومحللون سياسيون وأكاديميون من نشوب حرب بين الكيان المحتل وإيران على خلفية المناوشات بين الطرفين عبر استخدام المسيرات في ضرب مصالح الطرف الآخر. 

تعود صناعة المسيرات في إيران إلى بدايات الحرب الإيرانية العراقية، حينذاك كانت إيران تعاني نقصا واضحا في الأسلحة والمعدات العسكرية نتيجة فرض الغرب حظراً عليها عقب الثورة الإيرانية خلال العام 1979، وكانت بداية الاتجاه نحو تأسيس أول كتيبة متخصصة في «المسيرات» خلال العام 1984 وحملت الكتيبة اسم «رعد» وتمكنت إيران من تطوير برنامجها في إنتاج «المسيرات» حتى تمكنت من إنتاج «شاهد 129».  

ومؤخرا دخلت «المسيرات» على خط الحرب الروسية الأوكرانية، بالرغم من نفي ناصر كنعاني المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية تزويد روسيا بـ«المسيرات»، بينما أكد أمير حسين عبد اللهيان وزير الخارجية الإيراني في 5 نوفمبر الماضي تزويد روسيا بـ«المسيرات» لكن قبل نشوب الحرب الروسية الأوكرانية، و حاولت «كييف» الاستعانة بالخبرة الإسرائيلية في مواجهة تلك المسيرات الإيرانية، وتحاول واشنطن السيطرة علي قدرات إيران في صناعة «المسيرات» الأمر الذي أكدته «أدريان واتسون» المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أن واشنطن تتواصل مع  شركات خاصة يدخل جزء من منتجاتها في صناعة «المسيرات الإيرانية» لإيقاف إمداد الجانب الإيراني بها. 

فيما يسعى «اللوبي الصهيوني والكيان المحتل» لإبراز خطورة برنامج «المسيرات الإيراني» عليها وعلي الخليج العربي وتدفقات البترول ودورها في دعم موسكو على حساب كييف والغرب، بل والأهم مما سبق اقتراب طهران من امتلاك القنبلة النووية، وهو ما يثير مخاوف الغرب وإسرائيل، خاصة مع تقارب العلاقات الروسية الإيرانية. 

تعرضت مدينة أصفهان الإيرانية التي تضم منشآت نووية في 29 يناير الماضي لهجوم من 3 مسيرات، وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال»: نقلا عن مسؤولين أمريكيين وأشخاص مطلعين أن إسرائيل مسؤولة عن هجوم سري بطائرات مسيرة استهدف مجمعا دفاعيا في إيران. 

وبالرغم من الوضع الداخلي في إيران الذي يعاني حالة غليان بعد حادث مهسا أميني، وما نتج عنه من تأجيج الأوضاع الداخلية في إيران، فإن أغلب تقديرات المراقبين تذهب إلي انتظار رد إيراني، وبعضهم ربط بين ضرب أصفهان التي تضم بعض المنشآت النووية ومصانع الأسلحة والذخيرة، وزيارة أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط لتهدئة الأوضاع. 


وفي اعتقادي أن شكل الرد الإيراني والتوقيت ما سوف يحدد موعد فوران البركان المنتظر، المراقب لتصريحات «بلينكن» في القدس المحتلة، حول التزام الولايات المتحدة بأمن الكيان المحتل وعدم امتلاك إيران للسلاح النووي، يدرك أن ضرب إيران لن يكون الأخير، وأن الواقع يشير إلي أن إسرائيل من المرجح أن توجه ضربة جديدة لها حال تقدم طهران في أنشطتها النووية. 

أما الجانب الإيراني فلديه حسابات معقدة للغاية من بينها الوضع الداخلي الذي لا يتحمل الدخول في حرب خاصة مع الوضع الاقتصادي الحالي له والذي يعاني عزلة دولية، ومخاوف من ثورة شعبية في مواجهة نظام «آيات الله» وبالتالي خيار الحرب التقليدية خيار مؤجل وفقا لتقديرات الموقف في طهران، لكن السيناريو الأقرب الرد عبر ضرب المصالح الإسرائيلية والغربية، أو عبر بعض الموالين للنظام الإيراني في المنطقة، وهو ما يعني أن الشرق الأوسط يجلس على فوهة بركان قابل للثوران في وقت قريب، وقد تنتقل حلقة جديدة من المواجهة بين الغرب وروسيا إلى الشرق الأوسط. 

كما أن الواقع في الأراضي المحتلة الفلسطينية مؤهل للانفجار في أي لحظة في ظل حكومة الاحتلال الحالية، التي ترتكب جرائم يومية ولا تتورع عن ممارسة أبشع الجرائم ضد الفلسطينيين، وهناك توقعات بنشوب انتفاضة جديدة، وفي حالة ثوران البركان سوف تتأزم أوضاع الشرق الأوسط بشكل أكبر قد يؤدي لأزمة لا يمكن السيطرة عليها. 

الاكثر قراءة