أكد المشاركون في ندوة "الاحتفال بمئوية ميلاد محمد حسنين هيكل" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في نسخته (54)، أن هيكل كان صحفي القرن العشرين، بلا منازع، مشيرين إلى أنه لم يكن مجرد صحفي صاحب قلم مبدع؛ بل كان صانع سياسات في عهدي الرئيسين الراحلين: جمال عبد الناصر، ومحمد أنور السادات، مبينين أنه أسهم بدور كبير في وضع نظرية الأمن القومي المصري.

وقال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، عبد الله السناوي - خلال الندوة التي عقدت اليوم الخميس وأدارها عمرو خفاجي - إن الاحتفال بمئوية محمد حسنين هيكل يمثل احتفاء بأهم صحفي في القرن العشرين، مشيرا إلى أن تجربة هيكل الصحفية تجربة متكاملة في مؤسسة صحفية كبيرة (الأهرام)، صاحبة مدرسة صحفية رصينة محافظة.

وأضاف السناوي "أننا نستلهم من خلال الاحتفال بمئوية هيكل؛ تجربته في القدرة على تنمية المهارات والقدرات، حتى استطاع أن يصل بنفسه لأن يكون ناقلا للصحافة والصحفيين إلى مستوى مختلف عما كان عليه الحال من قبل".

بدوره، قال الدبلوماسي والمفكر والكاتب الصحفي، جميل مطر إن "هيكل أخذني من العمل الدبلوماسي إلى العمل الصحفي"؛ لافتا إلى أنه "طلب منه أن يضع معه خططا لتأسيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في صحيفة الأهرام، وهو ما قد كان بالفعل".

وأضاف مطر "أن أول رحلة يقوم بها خبراء المركز كانت إلى الصين بغرض دراسة القارة الآسيوية؛ لأن هيكل كان يرى أن المستقبل سيكون لتلك القارة"، مبينا أن "الرحلة التي استغرقت 12 ساعة، تمكنت خلالها من دراسة هيكل، ومعرفة روتينه اليومي"، مشيرا إلى أن "هيكل كان لا يسافر إلا وفي جعبته كتاب وورقة وقلم".

وتابع: إن "هيكل كان يمتلك ذاكرة قوية، فلم يكن يكتب في أي مجلس نحضره في الصين، وكنا عندما نعود إلى غرفتنا نجد أنه يمتلك معلومات أكثر منّا جميعا، رغم أننا كنا نكتب كل ما يقال في تلك المجالس".

من جانبه، قال الكاتب الصحفي، وحيد عبد المجيد، إن هيكل عندما انتقل إلى الأهرام في عام 1957 كانت مشرفة على الإفلاس، وكانت موشكة أن تغلق، إلا أنه بحنكته استطاع أن ينعشها مرة أخرى، بل ويحولها إلى مؤسسة صحفية كبيرة ضخمة.

وأضاف عبد المجيد أن "هيكل كان منفتحا على الجميع، فلم يكن معاديا لأي فكر من الأفكار التي كانت منتشرة في حياته"، لافتا إلى أن هيكل لم يكن مجرد كاتب مقال، بل كان مؤلفا رفيع المستوى، ترك كتبا فيها ثروة معرفية كبيرة.

وأوضح أن هيكل لم يكن يكتب باللغة العربية فقط بل كان يكتب باللغة الإنجليزية أيضا، مبينا أنه "كان - إلى جانب عبد الوهاب المسيري وسمير سرحان - يكتب بلغة ربما يتفوق فيها على أهل اللغة أنفسهم".