الأحد 28 ابريل 2024

رئيس جامعة الأزهر السابق: نحن مأمورون بالتعايش الإيجابي والاندماج في المجتمع والحوار

جامعة الأزهر

أخبار4-2-2023 | 17:53

دار الهلال

قال محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر السابق أن وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها شيخ الأزهر أحمد الطيب وبابا الفاتيكان فرانسيس تؤكد أن البشر جميعهم متساويين في الحقوق والواجبات، وأن البعض يظن أن ما نتكلم به ليس من الدين وهو مسايرة للمبادرات العالمية، مشددا على أن كل هذا من مبادئ الدين فقال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"، فنحن مأمورون بالتعايش الإيجابي والاندماج في المجتمع والحوار مع الآخر.

جاء ذلك خلال الاحتفالية الكبرى التي نظمها الأزهر الشريف بجناحه بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في نسخته الـ 54، للاحتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، اليوم /السبت/، تحت عنوان" الأديان والحوار من أجل التعايش والسلام".

واستعرض المحرصاوي، الجهود التي بذلها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية.

ومن جانبه قال نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن المشترك بين الأديان السماوية كثير، فنتفق في أصول الشرائع والعقائد والأخلاق، هذه الأصول الثلاثة قد تم الاتفاق بينهم في الأديان السماوية، واليوم نتفق في قضية جديدة وهي قضية الحوار، فالإنسان لا يستطيع أن يعيش منفردا، وهذا يقتضي آلة وسبيل للتعارف والتخاطب، وآلية الحوار التي جاءت في القرآن الكريم أن الحوار يكون بالحكمة واللين والموعظة الحسنة والبعد عن الغلظة، فالحوار كان الوسيلة التي سلكها الأنبياء من لدن أبينا آدم إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، كما يكون الحوار بالموضوعية واحترام الآخر وعدم التعرض لخصائص الطرف الآخر وأن يكون الهدف منه الوصول للحق والطريق الصواب.

وفي ذات السياق، أوضح الدكتور محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، أن الشريعة الإسلامية حثت على التعايش والتقارب بين الأديان ويتجلى ذلك فيما فعله النبي مع وفد نجران حيث جعل النبي لهم جانبا يتعبدون فيه، وما فعله عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في بيت المقدس ومحافظته على كنائس بيت المقدس فأصبحت هذه العهدة عهدة تاريخية على كل المسلمين في كل الأزمنة والعقود، مبينا أن بيت العائلة المصري أُسس للحفاظ على النسيج المصري، ويعد امتدادا لما تقوم به مصر من جهود في الحفاظ على الهوية الوطنية والنسيج المصري، كما أن الأزهر وضع عدة وثائق للحفاظ على العلاقة بين بين أبناء الوطن الواحد.

ومن جانبه، قال الأنبا أرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، إن اليوم الدولي للأخوة للإنسانية يمثل فرصة كل عام لأكون مع إخوتي وزملائي في الوطن، نحتفل فيها بالحوار البناء والعيش المشترك والحياة المشتركة، في وطن واحد يجمعنا، لافتا إلى أن الحب والعيش المشترك هو السبيل الذي يجمعنا عبر قرون طويلة من الزمن، مؤكدًا أن بيت العائلة المصرية هو نموذج فريد للتعايش بين أفراد الوطن الواحد، نقوم فيه بالعمل معا، انطلاقا من الأسس والمبادئ التي تقوم عليها الأديان، والقواسم المشتركة التي تجمعنا، وبنجاح تجربة بيت العائلة في مصر امتد إلى الكثير من دول العالم.

وبدوره، أكد الدكتور عمرو الشوبكي، المفكر والكاتب السياسي، أن العيش المشترك ليس قضية دينية فحسب، بل قضية اجتماعية أيضا، يستفيد بها أبناء الوطن الواحد، فأفراحهم وهمومهم مشتركة، مبينا أن العيش المشترك ينطلق من احترام عقائد الآخرين، مضيفا أن الأزهر والكنيسة القبطية من أبرز معالم القوة الناعمة في مصر، فحضور الأزهر الشريف في العالمين العربي والإسلامي يعد فرصة حقيقية لنشر الفكر الوسطي، وأن هذا الحضور للأزهر عالميا، كقوة ناعمة، يعزز من مكانة مصر ودورها الإقليمي وشراكاتها الاقتصادية.

Dr.Randa
Dr.Radwa