السبت 8 يونيو 2024

بالصور.. ضريح «العلاج والبركة» المجهول يستقطب أهالي البساتين

22-8-2017 | 10:37

أصبحت الأضرحة والمقامات في مصر تستخدم للغرض التجاري وتحقيق الربح المالي مستغلة شهرتها الواسعة لدى المعتقدين في زيارتها، فترى إقامة المستشفيات وتجارة المياه ويغيرها من الأشكال المتعارف عليها في البلاد المختلفة والتستر بها.

 

ويعتقد البعض أن هذه الأماكن تستخدم في أغراض وعمليات غير شرعية، كما تشهد رواجًا وإقبالا واسعًا بسبب انخفاض أسعارها، باعتبار أن كشفها رمزي يتناسب مع الفقراء والأقل دخلًا.

هذه الأماكن بعضها يكون مزيفًا لم يستدل علي صاحبه أو قصته، ومنها الأضرحة التي نعرف أصحابها وقصصهم.

 

لكن الغريب في ذلك أن هناك بعض الأضرحة التي لا تحتوى في الأصل علي رفاة أموات وبالرغم من ذلك يتردد عليها المواطنين ليطلبوا حاجتهم ويسألوه الوساطة في الدعاء من أجل تحقيق مبتغاهم.

 

بين أزقة حي البساتين، تجد مستشفى محي الدين الخيري، التي كانت عبارة عن مبنى مهجورًا لا يُرى الضوء إلا في عيادة أو اثنين في طابق واحد، وباقي الأماكن يسكنها الظلام الدامس، هنا ضريح محي الدين بن العربي، قد تخدعك عيناك، لكنك ستتأكد للتو أنه ضريح بالفعل حين ترى أهالي المنطقة يتهافتون لزيارته، ويقراؤون الفاتحة ومنهم من يشكو ويبكى ويخرج بخباياه ظناً منهم أن صاحب المقام سيساعدهم ويفك كربهم ويزيح همومهم.

 

وخلال الفترة الأخيرة، تم تجديد المستشفى، بعد أن أغلق الباب المؤدى للضريح من داخل المستشفى وفتحه من الجهة المقابلة، في حين أن الضريح ما زال داخل مبنى المستشفى ولم يتم نقله حتى الآن.

 

6 آلاف ضريح

ووفق بعض الدراسات الاجتماعية المتخصصة، فإن عدد الأضرحة والمقامات في مصر يبلغ نحو 6 آلاف ضريح وهو عدد يفوق عدد القرى والمدن المصرية، غير أن ما اشتهر من هذه الأضرحة نحو 1000 ضريح، يوجد منها في العاصمة "القاهرة" وحدها 294 ضريحاً من أشهرها "الحسين – السيدة زينب – والسيدة نفيسة"، فيما تتوزع البقية على باقي المدن والمحافظات، فعلى سبيل المثال يوجد في مركز فوّة – محافظة كفر الشيخ - 81 ضريحاً وفي مركز طلخا – محافظة الدقهلية -  54 وفي مركز دسوق 84 وفي مركز تلا 133 كما يوجد في أسوان – أقصى جنوب مصر - أحد المشاهد يسمى مشهد "السبعة وسبعين ولياً".

 

كما أنه من المعلوم أنه لا يوجد قرية في مصر إلا وبها ضريح أو اثنان أو ثلاثة أو أربعة أو ما يزيد عن ذلك، أنشئ لأغلبها مقامات أو شواهد أو قباب، ومن بينها ما هو مشهور ومعروف يرتحل إليها أهل القرى والمدن المجاورة، ومنها ما هو مقصور العلم به على أهل هذه القرية بل إن هناك أضرحة خاصة ببعض العائلات أقيمت مقاماتها بين بيوتهم ونسبت إليهم فكانت مصدر مباهاة وافتخار حيث تتكفل هذه العائلة أو تلك بالذبائح ومظاهر الاحتفالات الخاصة بيوم مولده.

 

أما الأضرحة الوهمية التي شهدت ارتفاعا قياسيا في أعدادها ربما فاق ما هو مسجل منها بشكل رسمي، فقد تحول أغلبها لأداة للنصب والثراء السريع نتيجة سيطرة مجهولين على صناديق النذور التي تدرّ سنويًّا ما يقرب من 10 مليارات جنيه مصري.

 

التبارك بالضريح

شوقيه عبد المعطى، إحدى قاطني الحي، قالت:" إن الشيخ محي "بركة" وله كرامات والناس كلها تأتي لتتبارك به".

 

أما  عبير أبو الوفا فقالت:" هو ليس ولى من أولياء الله لكن الأهالي جعلت منه ولى وله كرامات، ولكنه شخص عادى من العرب، ولأن الناس بعيدة عن أصول الدين الصحيح فتلهث وراء الخرافات".

 

بينما قال محمود فتحي:" منذ مولدي وأنا أرى أهالي المنطقة يلجؤون إليه في مشاكلهم ويعتقدون أنه له كرامات ويضعون النقود في صندوق داخل الضريح ظنًا أن هذا هو حل مشكلاتهم".

 

مولد محي الدين، يقام آخر جمعة في شهر شعبان كل عام، حيث يحضره كل أهالي المنطقة، كما يتوافد أشخاص من مناطق أخري، حيث يقوم حارس المقام بفتح باب المقام يومياً بعد صلاة المغرب ليدخل الناس لزيارة المقام ووضع النقود في "صندوق النذور".

 

وتقول إحدى المترددات على الضريح إنها تأتى كل أسبوع بعد المغرب لتتبارك بـ "الولي محي" وتضع النقود ليتوسط لها عند الله لفك ضيقتها، على حد زعمها".

 

كما يقول أحد المواطنين:" أتى إلى هنا كل يوم أصلى المغرب والعشاء وأشعر بالراحة و الهدوء الذي يسكن المكان، فالضريح "ريحه خفيفة" على النفس تريحك من الهموم".

 

المسئولون يجهلون الضريح

عندما تستطلع آراء المسئولين حول وضع الضريح، أجابتهم تصيبك بالدهشة والتعجب، حيث لا يعرف مسئولو وزارة الأوقاف ما إذا كان الضريح مسجل في دفاترهم أم لا، فهو خارج حساباتهم، والحال نفسه مع مسئولي وزارة الصحة الذين أكدوا أنهم لا يعرفون شيئاً عن الضريح، ومنهم من أمتنع عن الكلام أو الإدلاء بتصريحات.

 

وليس الحال ببعيد من نائب دائرة البساتين، الذي لا يدرك حقيقة وجود ضريح داخله مستشفى طبي وكأنها تابعة لدولة أو لدائرة أخرى غير التي رشح عنها لمجلس النواب.

    الاكثر قراءة