الأحد 16 يونيو 2024

الحب والوطن


أ.د. ياسر شحاتة

مقالات10-2-2023 | 23:31

أ.د. ياسر شحاتة

الوطن هو الرمز للحاضر والماضى والمستقبل، وهو مسقط الرأس الذي ترعرع فيه الإنسان وذاق حلاوة الحياة، وتربى فوق ترابه وتنفس من هوائه، الحب من أفضل المشاعر التى يمكن أن تقدمها لأحد، فهو يمتاز عن المشاعر الأخرى حيث لا يوجد مسافات أو حدود ، والحب يساعد علي لقاء القلوب والأرواح، ويجعل الحياة ذات شكل مختلف عما كانت، فالحب ذلك الشعور الأقوى تأثيراً، فهو يجعل لكل شىء معنى.

هكذا ارتبط الحب منذ القدم لقد قدمت كل أمة شهداءها من الأبرار علي مذابح الحب، فقدم الإيطاليون روميو، والفرنسيون أبيلارد، والألمان فرتر، وقدم العرب، قيس بن الملوح، وقدمت مصر شهداء ولكن من حب آخر، ذلك حب العاشق لوطنه، أتحدث عن نوع آخر من الحب، فهو حب العاشق لمحبوبتة الذى لا ينضب، حب الانتماء للوطن، عن حب الأوطان أتحدث، عن الانتماء الوطني أتكلم. فهناك علاقة فطرية بين الإنسان ووطنه، كلا منهما يسعي للآخر، ويعمل من أجله، والأساس في هذه العلاقة وهذا السعى هو صدق الانتماء والحب إلي الوطن ، فالانتماء يعد أحد المطالب المهمة والضرورية في الحياة، فيقوم الإنسان بواجباته نحو الوطن دون التفريط، وإن الانتماء للوطن النابع من الحب يحتل موقعاً مهماً في الفكر الثقافي بما يشكله من اعتبارات شخصية ذات علاقة بالواجبات والحقوق. ففي ظل التقدم العلمي والثورة المعرفية التى تجتاح العالم ظهرت بعض المصطلحات غيرت في المفاهيم العامة للحياة ولا سيما الأفكار والقيم، بعضها يرجع إلي الغزو الفكرى، والأخري بسبب تقدم وتطور العلوم.، من بين تلك المصطلحات التى ظهرت الانتماء للوطن. مما لا شك فيه أن أثمن ما في الوجود هو الوطن الغالى، الذي يضحي الإنسان بدون تفكير بحياته دفاعاً عن ترابه، حيث يستمد منه كيانه الإنسانى، وبالتأكيد أن من الصعب على النفس أن تكتب عن شىء ضاع منها، ووضع العديد من الاحتمالات عن ملامح مكان وجودها في زمان معين اعتماداً على ذاكرتها، فالذاكرة مهما حاول الإنسان الاعتماد على الدقة تبقى خداعة فالذاكرة أحيانا لا تقول الأشياء التى تعيها، والمكان في حالات كثيرة ليس حيزاً جغرافياً فقط، فهو أيضاً البشر في زمن معين لتكشف العلاقة بين عناصر متشابكة ومتفاعلة، وهى فى تغير مستمر، وكيفية النظر إليها من أى زاوية وفى أى وقت وبأية عواطف وأن تبحث عمن تحب، وكيف إذا كان ذلك هو حب الوطن؟، حين تكون بعيداً أو مبعداً عنه، حيث تمتع الإنسان بالنظر والعيش بين جنباته، وسمائه.

فالوطن مسقط الرأس الذي ترعرع فيه الإنسان وذاق حلاوة الحياة، وتربى فوق ترابه وتنفس من هوائه، فهو الرمز للحاضر والماضي والمستقبل. إن من لا يملك انتماء للتراب الذي تربى عليه، لا يملك الحق لأن يحمل هويتها، ويعيش على أرضها وبين أهلها. الوطن هو المكان الذي عشت في كنفه، وولدت وكبرت على أرضه، وأكلت من خيراته، واحتميت في أحضانه، فالوطن هو الأم التى ترعانا ونرعاها، الأسرة التي ننعم علي أرضها بالدفء ، فلا معنى للأسرة دون الوطن، فهو الأمن والحرية، وهو الانتماء، والولاء، والتضحية، والفداء. فإذا تحدثنا عن حب "مصر"، أم الحضارات وأرض الكرامة والعزة، البلد التي ذكرها الله في كتابه العزيز في مواضع كثيرة مما يعزز من رصيدها الذي تزخر به. وعندما نتحدث عن مصر فإننا أمام دولة ارتبط اسمها بالأرض والسماء، وسار علي أرضها الأنبياء والرسل، فلنا أن نفخر ببلدنا الحبيب، لقد استحقت مصر تلك المكانة، فهي الحاضنة للأشقاء حيث لجأ اليها العديد من أبناء الدول العربية، فهي البلد الطيب الذي ارتبطنا به، وارتبط به أبناء الأمة العربية، حيث إنها بلد الثقافات والفتوحات، ولديه موقع جغرافي أتاح لها أن تتحاور مع العديد من الحضارات البشرية. إن خيرات مصر الكثيرة جعلتها علي مر العصور مطمعاً للغزاة الذين حاولوا الاستيلاء علي خيراتها وتحطيم حضاراتها، أبداً لم تكن مصر في يوم ئفي الاعتداء علي أحد، ولكنها قادرة علي صد الردع بواسطة صمود أبنائها وحبهم وانتمائهم لوطنهم أمام كل التحديات، وضحوا ونضحى بالغالي والنفيس حتي تظل عظيمة شامخة.  

وأخيراً تنبع أهمية الوطن للإنسان من شعوره بالاطمئنان الناتج عن وجود أرض تُحفظ فيها كرامته، ويتمتع فيها بحقوقه، فضلاً عما يربطه بها من مشاعر وجدانية تعمل علي تقوية هذه الصلة، إن التمسك والالتزام ببلد أو أمة هى في حد ذاتها الوطنية، فالوطنية تُعني حب الوطن، وهي الانتماء لأمة واحدة، فيكن انتماؤنا لمصرنا الحبيبة.

 

لاحظ

فنعمل بمشاركة 30 دولة.. مصر تستضيف النسخة الـ29 من المؤتمر الدولي للأسمدة في فبراير المقبل

تستضيف القاهرة فعاليات المؤتمر الدولي السنوي للأسمدة في نسخته التاسعة والعشرين، والمعرض المصاحب، في الفترة بين 21- 23 فبراير المقبل تحت عنوان "الصمود من اجل استدامة الأمن الغذائي".

ويأتي الملتقى الدولي برعاية غير مسبوقه من كبرى الشركات أعضاء الاتحاد العربي للأسمدة وبحضور مكثف من المشاركين والزائرين من مختلف المؤسسات والهيئات والشركات العربية والدولية من أكثر من 30 دولة حول العالم.
ويعد المعرض المصاحب لفعاليات المؤتمر الذي يستضيفه فندق النيل ريتز كارلتون، جزءً رئيسيًا من الحدث الاقتصادي الأبرز في المنطقة العربية حيث تحرص على المشاركة مجموعة متميزة من المؤسسات والشركات العربية والعالمية العاملة في مجالات صناعة وتجارة الأسمدة في ظل وجود فرصة خاصة لعرض أحدث المنتجات والتكنولوجيا العالمية.

كما يأتي المؤتمر الدولي في ظل توقعات متفائلة بشأن زيادة أهمية المنطقة العربية في المستقبل عبر التركيز المستمر على قضية الأمن الغذائي وإنتاجية القطاع الزراعي وتوفير بيئة أكثر استدامة. واعتمادًا على نجاح الأحداث السنوية السابقة للمؤتمر الدولى، فمن المتوقع أن تجذب النسخة الـ29 من هذا الحدث الاقتصادي المهم في مجال الأسمدة، مئات الزائرين بين منتجين وموزعين وتجار بالإضافة إلى صناع القرار في هذه الصناعة المحورية، بجانب المشاركين من الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا وآسيا. علي الحفاظ والدفاع عنها.