السبت 20 ابريل 2024

التجربة المصرية

مقالات13-2-2023 | 21:19

دروس عبقرية لكيفية تحويل المحن والتحديات إلى منح وإنجازات
 
التجربة المصرية
 
الحقيقة أن الحديث عن التجربة المصرية فى البناء والتنمية والإصلاح الشامل.. يحتاج إلى كتب ومجلدات.. خاصة أن هذه التجربة الملهمة التى قادها الرئيس عبدالفتاح السيسى وفق رؤية وإرادة.. شديدة الخصوصية حيث انطلقت من تحديات ومصاعب وتهديدات غير مسبوقة.. وهو ما يجعلها تجربة متفردة ومبدعة خاصة فى ما حققته من نتائج مهمة فى استعادة الدولة المصرية وقدراتها ووقوفها على أرض صلبة.
لك أن تتخيل حجم التحديات والمصاعب التى واجهت الدولة المصرية قبل تجربتها الملهمة فى البناء والتنمية والإصلاح أو تزامناً معها.. خاصة أن الدولة ورثت ميراثاً ثقيلاً من التحديات والمعاناة على مدار خمسة عقود وصلت فيها الأمور إلى معاناة حقيقية بسبب عدم الشجاعة فى اتخاذ قرار الإصلاح فى ظل ظروف كانت شديدة التعقيد.. وانهيار فى الخدمات الصحية والتعليمية ومستوى الحياة للمواطن.. وأزمات ومشاكل متواصلة ومزمنة.. وترهل اقتصادى وغياب رؤية للبناء والإصلاح ثم جاءت أحداث يناير 2011 وانتشرت الفوضى والتفكك وفقدان الأمل من جانب المصريين.. وإرهاب يرتكب جرائم.. وغياب التماسك المجتمعى.. وتفاقم الأزمات مثل الكهرباء ونقص المنتجات البترولية وتراجع البنية الأساسية والتحتية.. وزيادة عدد السكان من 2011 وحتى 2023 ووصول مصر من 81 مليون نسمة إلى 105 ملايين نسمة وبالتالى حاجة البلاد إلى التوسع العمرانى.
خسرت مصر بسبب الفوضى والانفلات ما يقرب من 450 مليار دولار وهو مبلغ ضخم للغاية.. وانفقت فى تجربتها على البناء والإصلاح والتنمية التى قادها الرئيس السيسى 1.7 تريليون جنيه لحل أزمة الطاقة ثم إعادة تأهيل الطرق فى مصر احتاجت إلى تريليونى جنيه بالإضافة إلى ان تطوير التعليم يحتاج إلى 250 مليار دولار.
الحقيقة ان حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الفقرة الحوارية بالجلسة العامة لقمة الحكومات العالمية بدبى تناول حقائق مهمة وجسد عبقرية التجربة المصرية التى انطلقت من قلب المحن والشدائد والتحديات.. فقد واجهت الدولة المصرية تحديات كثيرة أبرزها الفوضى والإرهاب وغياب الأمن والاستقرار وأيضاً التراجع إن لم يكن الانهيار الاقتصادى ووجود خلل وفجوة قاسية بين إيرادات الدولة واحتياجاتها.. لذلك فإنى استطيع القول ان التجربة المصرية فى البناء والتنمية انتصرت على أخطر التحديات والأزمات والصعاب وهناك منها من لم يجرؤ أى رئيس سابق على الاقتراب منها.. وحقق الإصلاح الاقتصادى الشامل ثماراً ونتائج فاقت التوقعات.
عندما أقول ان التجربة المصرية فى البناء والتنمية خاضت معركة حامية مع التحديات والتهديدات من فوضى وإرهاب واستعادت أعلى درجات الأمن والاستقرار وفى تزامن مع مواجهة هذه المخاطر نفذت أكبر عملية بناء وتنمية فى كافة المجالات والقطاعات وفى جميع ربوع البلاد.. فإن ذلك يكشف عن عمق التحديات التى واجهت الدولة المصرية.. وانتصرت عليها وهو ما يجسد قدرة فائقة للدولة المصرية على قهر المستحيل فعندما تنظر إلى حجم العقبات والتهديدات والتحديات قد يتراءى للبعض ان يكتفى بمواجهة الفوضى والإرهاب ويتفرغ تماماً لاستعادة الأمن والاستقرار الذى كان يشكل جل أمانى المصريين لكن كانت الرؤية مختلفة تماماً هو المضى والسير فى الاتجاهين.. القضاء على الفوضى والإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار وهو ما حدث بنجاح كبير.. وأيضا البناء والتنمية والإصلاح لتتوج التجربة المصرية بنجاحات وإنجازات غير مسبوقة.
الدولة المصرية مع بداية حكم الرئيس السيسى تسلمت أزمات معقدة ومزمنة ومشاكل حادة من العشوائيات إلى انتشار فيروس سى إلى انقطاع فى التيار الكهربائى ونقص فى المواد البترولية وظهور طوابير طويلة للحصول على الخدمات وانهيار الخدمة الصحية والتعليمية وبالإضافة إلى مناخ الفوضى والإرهاب وغياب الأمن والاستقرار والحقيقة ان كل هذه التحديات والتهديدات والأزمات تحولت إلى طاقة نور وإنجاز ونجاح هائل وعظيم ولم تعد موجودة فقد تم القضاء على العشوائيات وفيروس سى وقوائم الانتظار ولم يعد للطوابير وجود.. وتحسنت جودة الخدمات واستعادت الدولة كامل الأمن والأمان والاستقرار وتم تطهير البلاد من الفوضى والإرهاب والتشدد والتطرف وتحولت مصر إلى واحة للأمن والأمان والتسامح والتعايش وهو مصدر إشادة جميع دول العالم.. وهو من أهم إنجازات الرئيس السيسى الذى حقق حلم المصريين فى وطن آمن ومستقر يبنى ويعمر على مدار الساعة.
الحقيقة ان الدولة المصرية أصبحت لديها تجربة ملهمة تحكى وتتحاكى وتفاخر بها.. وتعرضها فى مختلف المحافل والفعاليات الدولية.. وتعد نموذجاً فريداً ومدرسة للبناء والتنمية والتغلب على أخطر وأقسى التحديات وتحويل المحن إلى منح مليئة بقصص النجاح.. وثراء فى العمل والرؤى والتضحيات فقد كان البطل فى تحقيق هذا النجاح العظيم هو الفكر والرؤى الخلاقة والمبادرات الفريدة التى هزمت طوفان التحديات والمشاكل والأزمات وحولتها إلى طاقة نور، تجاوزت مصر المحن وحولتها إلى منح وأصبح لديها حكايات وقصص نجاح ترويها للعالم ليتعلم البعض الدرس من تجربة ملهمة.. أصبح لدينا فرص غزيرة وواعدة نستطيع أن نعرضها ونستعرضها أمام العالم فى أروع دبلوماسية هى دبلوماسية التنمية والاستثمار فقد هيأت الدولة المصرية أنسب السبل لخلق بيئة استثمارية جاذبة من خلال بنية تحتية عصرية وموقع إستراتيجى عبقرى ومصادر متنوعة من الطاقة متوفرة ومناخ سياسى وأمنى فريد.. وشعب يصطف خلف قيادته السياسية وموانئ ومطارات وطرق.. ومجالات وقطاعات ومدن جديدة.. والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومستقبل واعد وقوى فى مجال الطاقة سواء التقليدية أو الجديدة والمتجددة والنظيفة وسوق مصرية تتمتع بحجم كبير فى بلد تعداده السكانى 105 ملايين نسمة بالإضافة إلى موقع يتيح الوصول إلى الأسواق العربية والأفريقية بسهولة ويسر وعمالة ماهرة ومدربة واتفاقيات فريدة للتجارة الحرة والتفضيلية.. وتيسيرات ومناخ جاذب للاستثمار ودولة تضع التشريعات والقرارات والسياسات التى تقضى على أى معوقات أمام الاستثمار ولديها فرص استثمارية هائلة وغير مسبوقة فى كافة القطاعات وإجراءات تم اتخاذها لتعزيز الإطار المؤسسى الداعم للاستثمار مثل سياسة ملكية الدولة والتى تحقق الحياد التنافسى وإنشاء (الصندوق السيادي) كآلية مهمة لدفع الشراكة مع القطاع الخاص كشريك أساسى فى مسيرة التنمية.
يقيناً تجربة مصر فى البناء والتنمية والإصلاح تستحق الاحترام والتقدير والفخر لأنها انطلقت من صعاب ومحن ووصلت إلى المنح والنجاحات والإنجازات.. وباتت مصر هى أرض الفرص والاستثمار المرتكز على الانفتاح والنجاح وتهيئة أنسب الظروف بشكل شامل.. فإذن التجربة المصرية أيضاً وإن كانت متفردة لكنها تتسم بالوفاء لوقفة الأشقاء فى السعودية والإمارات والكويت التاريخية إلى جانب مصر فى أوقات وظروف غاية فى الصعوبة.. لكن كان حرص الرئيس السيسى على تقديم الشكر والامتنان والتقدير لوقفة الأشقاء نابعاً من إيمان عميق بعلاقة المصير الواحد بمصر.. التى لن تنسى أبداً هذه المواقف التاريخية الأصيلة من أشقاء تكن لهم كل الخير التقدير والاحترام.