أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب «مقدمة في الفولكلور»، للكاتب الدكتور أحمد علي مرسي، والذي ينقسم إلى بابين، كل باب عدة فصول، وفي الباب الأول يتحدث الكتاب عن الفولكلور.. التاريخ والمصطلح، وفي تعريف الفولكلور، ومشكلات الفولكلور، أما الباب الثاني، يناول تحديد الميدان، والأداء والمؤدون، جمع الأدب الشعبي، وتصنيف الأدب الشعبي. وتزداد أهمية دراسة الفولكلور يوماً بعد يوم، ويشهد العالم الآن نهضة كبيرة في هذه الدراسات، تحت تأثير مختلف الاتجاهات السياسية والاجتماعية والعلمية.
الفولكلور - مادة وعلما - موضوع متعدد الجوانب، اختلف الباحثون حوله اختلافا شديداً، ذلك أن مجاله قد اتسع لأشياء كثيرة متنوعة، وتناول دارسوه أشياء كثيرة ومتنوعة أيضًا، مما جعل بعض دارسى العلوم الإنسانية الأخرى يشعرون أن الفولكلوريين يحاولون العدوان على مجال اختصاصهم وهو دراسة الإنسان من مختلف جوانبه، ومشاركتهم فيه، مما أدى - كما سنرى - إلى أن يحاول هؤلاء الدارسون حصر الفولكلور في جانب واحد، هو الأدب الشفاهي في بعض الأحيان، وهو الأدب الشعبى (أى الأدب الخاص بالجماعة الشعبية سواء أكان شفاهيًا أم مدونا) فى أحيان أخرى، وهو الفنون الشعبية في رأى فريق والتراث الشعبي في رأى فريق آخر.
على الرغم من أن الفولكلوريين يفهمون بعضها البعض، عندما يتعرضون لوصف ظاهرة فولكلورية أو تحليلها، فإن حدود العلم والمادة وأبعادها تبدو غير واضحة للكثيرين نتيجة الكم الهائل من المواد التي يعالجها الفولكلور والدائرة الواسعة التى يتحرك داخل حدودها، مما ينعكس على صعوبة تعريف الموضوع وتحديد ميدانه وتعدد المشكلات التى تواجه الجامعين والباحثين سواء في التصنيف أو اختيار المنهج، وكثرة الأشياء التى على الباحث أن يتنبه إليها في دراسته. وتحاول هذه الدراسة أن تناقش بعض هذه الأمور، لا لكي تجد لها حلاً أو تضع لها نهاية، يصح الوقوف عندها نهائيًا، ولا لكي تقلل من حجم المشكلات التي تواجه الدارسين والجامعين بل لعل الهدف الحقيقي منها هو لفت الانتباه إلى أن الطريق صعب، وأنه يحتاج إلى تكاتف كثير من الجهود حتى نستطيع أن نتوصل إلى مجموعة من المبادئ التي يمكن أن يستند إليها عملنا، وأن تتضح بعض المعالم التي تجعل الطريق أكثر سهولة ويسرا.