الإثنين 25 نوفمبر 2024

كنيستنا في أفريقيا

  • 23-8-2017 | 18:26

طباعة

خاص الهلال

تتنوع قدرات وأدوار الكنيسة القبطية فى «أفريقيا »، ما بين الدور السياسى، والتنموي، والثقافي، والتعليمي، كما تتجلى قدراتها الإدارية والتنظيمة والاجتماعية والثقافية في القارة السمراء. وللكنيسة القبطية المصرية دور في انتشار المسيحية في القارة، على خلاف الأكاذيب التي تقول إن المسيحية وصلت أفريقيا من الغرب، فبصمات الكنيسة الثقافية والتعليمية سواء الدينية أو المدنية واضحة، وقد بدأت بأثيوبيا والسودان وامتدت إلي كينيا والكونغو ودول الجنوب لدرجة أن بعض القبائل في شرق أفريقيا تتشابه لغتها مع اللغة القبطية.

ولعل وضع النبا أنطونيوس مرقس، الأسقف العام لشؤون أفريقيا، مؤخراً حجر أساس أول كنيسة قبطية مصرية في أوغندا ملحق بها مجمع خدمات تحت اسم «كنيسة السيدة العذراء والقديس مار مرقس الرسول القبطية الأرثوذكسية »، وذلك في أحد أحياء العاصمة كمبالا، يعيد للأذهان دور الكنيسة المصرية في تشييد كنائس في عدد من الدول الأفريقية.

وبالعودة للوراء قليلاً نجد أن اهتمام الكنيسة المصرية وتوسعها في القارة السمراء زاد في عهد المتنيح البابا شنودة الثالث، والذي زار أفريقيا أكثر من 12 مرة خلال فترة قيادته للكنيسة القبطية، وهو ما ساهم في انتشار الكنائس الأرثوذكسية والتي بات عددها في أفريقيا يتخطى ال 40 كنيسة متواجدة في تسع دول أفريقية. وفي ديسمبر من العام 2015 ، انتدب الأنبا أنطونيوس مرقس، أسقف عام شؤون أفريقيا، ورئيس دير القديس مارمرقس، والأنبا صموئيل المعترف للأقباط الأرثوذكس، القس ماركوس صبحي، للخدمة بدولة للأقباط الأرثوذكس بتلك الدولة الأفريقية، وكان ذلك البذرة الأولي لإنشاء كنيسة قبطية أرثوذكسية في الجابون.

وتنتشر الكنائس المسماة باسم «مارمرقس » في العديد من الدول الأفريقية، والخاضعة جميعها للكنيسة القبطة المصرية، أولها كنيسة القديس «مارمرقس الرسول ،» في طرابلس بليبيا، والتي تم تدشينها في أوائل فبراير 1972 ، وقد انتدب البابا شنودة الثالث القمص ويصا السرياني لرعاية أقباط طرابلس، وتلاها زيارة للبابا شنودة في 27 مارس من نفس العام، وصلى البابا في الكنيسة الجديدة في ختام الصوم يوم 31 مارس 1972 ، كما توجد كنيسة أخري تحمل اسم «العذراء ومارجرجس » بمصراته، وكنيسة الأنبا أنطونيوس في بنغازي.

كما أقامت الكنيسة المصرية، في إطار خطتها للتوسع في أفريقيا، عدة كنائس في دولة جنوب أفريقيا، حيث توجد كاتدرائية القديس مار مرقس الرسول بجوهانسبرج، وكنيسة القديس مارمرقس الرسول بمدينة باريز، كنيسة القديس مار مرقس الرسول ومركز د. مفيد راغب بمدينة الكاب، كما توجد لافتة علقت على إحدى الكنائس في دولة جنوب أفريقيا تقول: “سيأتي السيد المسيح يوماً ومعه أقباط مصر ليحررونا من العبودية”.

كما اهتمت الكنيسة القبطية بعلاج المرضى الأفريقين، فأنشأت مستشفى في العاصمة الكينية نيروبي، كما أنشأت أيضا مركز الرجاء الطبي لعاج المصابين بمرضى الإيدز المنتشر في أفريقيا.

في حين تعود العلاقات بين الكنيسة المصرية والأثيوبية إلى النصف الأول من القرن الرابع الميادي، حين قام بابا الإسكندرية أثناسيوس الرسولي بسيامة أول أسقف لإثيوبيا، وهو الأنبا سامة في عام 330 ، ومنذ ذلك الحن جرى التقليد أن يكون رأس الكنيسة الأثيوبية، أسقفاً مصرياً، يرسله بابا الإسكندرية وبذلك تعتبر كنيسة الإسكندرية الكنيسة الأم لكنيسة أثيوبيا، بخلاف كنيسة القديس مارمرقس الرسول في كوت دفوار، وكنيسة القديس مارمرقس الرسول في ويندهويك بنامبيبا. الحديث يطول عن تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في أفريقيا، لكن يمكن القول إن مرحلة الاحتكاك الحقيقي مع القارة السمراء بدأت في فترة البابا شنودة الثالث، حين تمت رسامة الأنبا أنطونيوس مرقس أسقفاً للشئون الأفريقية في القاهرة، في 13 يونية 1976 ، وتوجه بعدها إلى نيروبي حيث بدأت الكنيسة القبطية في تنظيم الرسالة التبشيرية القبطية في كينيا، التي بدأت تتضح معالمها مع زيارة البابا شنودة عام 1979 لأفريقيا وتوقفه في نيروبي، حيث وضع حجر الأساس من أجل تأسيس الكنيسة القبطية الأولى في أفريقيا السمراء والتي عرفت باسم دير القديس أنطونيوس.

وفي نفس الوقت كانت قد بدأت منذ عام 1984 أنشطة مختلفة تم تنظيمها بواسطة المركز القبطي في نيروبي، تمضي موازية لعملية التبشير، فضاً عن ذلك كانت هناك فصول لتعليم اللاهوت من أجل إعداد شمامسة، وخدام مدارس الأحد، والقيام بأعمال الترجمة لعدد من النصوص الطقسية، وللكتب المسيحية الأخرى، وإنشاء بيوت ضيافة.

وتواصلت عملية التبشير القبطي بانتظام في أماكن أخرى من أفريقيا سواء في زامبيا أو زيمبابوي أو ناميبيا أو الكونغو الديمقراطية أو تنزانيا، حيث تأسست القواعد أو البنية الأساسية لهذا التواجد.

ويؤكد انتظام الدور التبشيري للكنيسة القبطية فى عهد البابا شنودة في بقية البلدان الأفريقية، سواء من جانب الرهبان أو القساوسة المتزوجين أو الشمامسة، أو الأقباط العلمانين المتواجدين في أفريقيا، فضلا عن رسامة أسقف عام للكرازة القبطية في أفريقيا عام 1995 باسم الأنبا بولس مما يعد إيمان الكنيسة القبطية بأهمية الكرازة في القارة

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة