الأربعاء 24 ابريل 2024

بيتر وكريم.. شلبي وزيكو!!

مقالات17-2-2023 | 17:56

كان كل منهما لاهثاً في طريق ، فأولهما طبيب اخترق الفن بكل عراقيله، وحاول أن يقول "ها أنا ذا"، ومنذ إخراجه أول أفلامه "سبوبة" 2012، وضع أول البصمات التي كانت في طريقها للتشكيل، ثم توالت أعماله حتى وجد ضالته في ثلاثية مسلسل "الاختيار" التي جمعته بالآخر؛ في مشاهد كضيف شرف؛  ليلتقيان في ثلاثية فيلميه بدأت بـ "موسى" 2021، ثم "من أجل زيكو" 2022، وجاء بعدها "شلبي" 2023 الذي كان تحدياً للحالة السينمائية، لكن المفارقة أن شباك التذاكر منحهم التفوق بعض الوقت؛ بل إنه  تصدر أسابيع!!!

فقد شكل المخرج بيتر ميمي، والفنان كريم محمود عبد العزيز ثنائية متجددة في كل لقاء، فقد وجد "كريم" طريقه الذي ضل كثيراً في العثور عليه لأن عباءة والده كانت كبيرة فحوصر فيها فترات طويلة خاصةً مع اختياره نوعية من الأفلام، ولم لا وهو ابن الفنان الكبير محمود عبد العزيز الذي لا بد وأن يتأثر بأدائه في الكثير من المشاهد؛ حتى أننا رأينا إعادة بعض المشاهد استغلالا لنجاحها السابق ورغبة في إحراز نجاح جديد "مضمون"؟؟

أما بيتر فرغم تفوقه المتتالي؛ إلا أن هناك مساحة عشقها الطفل بداخله نحو رؤيته للسينما ونوعية من الأفلام أتصور أنه أراد تنفيذها من خلال قصصه التي ظل يحلم بظهورها، ولذلك كانت أولى المفاجآت قصته "موسى" الذي مزج فيه بين تكنولوجيا سينمائية متطورة ومشاعر إنسانية واضحة، ثم كان "من أجل زيكو" الذي اكتفى فيه بالحالة الإنسانية والحلم البسيط ، لتأتى قصته وشخصيته "شلبي"  فتجمع بين حالة إنسانية بقدر بساطتها كان عمقها، فصابر أسير صديق "الدمية شلبي" التي لم تكن مجرد دمية ؛ بل شخصاً قادراً على إنارة الطريق، وذِكر الحقيقة مهما كانت مؤلمة، لذلك كانت لحظة "تحطيمه" المتعمد تحولاً في تعامل صابر مع الحياة ككل، وكأنه خرج من عباءة طفولته وحياته الصامتة التي شاركه فيه شلبي، لنرى مارداً خرج من "قمقمه"، ذهب "ليأخذ حق شلبي" دون أي تفكير في العواقب، فمنحه غياب شلبي الطاقة والقوة ليسير  فى طريق حلمه ،  ويدرك أن كل شيء مجرد خطوات مهما كانت النتائج.

لقد نضج الحلم  وأتمه "شلبي" بصورة أكثر شمولاً لنرى فيلماً متقناً في كل عناصره السينمائية ، فكان السهل الممتنع الذى منحنا حلم بيتر في سينما تحملها النغمات ، لذلك أتصور أن قادم بيتر وكريم سيكون مختلفاً؛ فقد وصل بهما "شلبي" نحو بداية حلم جديد.

Dr.Randa
Dr.Radwa