شهد، مساء أمس الاثنين، المتحف المصري بالتحرير، بحضور أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، فعالية افتتاح المرحلة الأولى من مشروع تطوير المتحف والذي يتم بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار والاتحاد الأوروبي بمشاركة لجنة علمية تضم عدداً من علماء المصريات بالجامعات المصرية وخمسة متاحف أوروبية كبرى وهي متحف اللوفر والمتحف البريطاني والمتحف المصري بتورين ومتحف برلين، والمتحف الوطني للآثار في ليدن بهولندا.
كما شارك في الحضور كل من الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، واللواء عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به، ومساعدي الوزير لكل من شؤون قطاع مكتب الوزير، والشؤون الأثرية بالمتحف المصري الكبير، والشؤون الفنية، ومؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، والدكتور على عبد الحليم مدير عام المتحف المصري بالتحرير، وصباح عبد الرازق المدير العام السابق للمتحف، والمستشار عمرو عبدالله المشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات بالوزارة، والدكتور حسن سليم أستاذ المصريات بجامعة عين شمس وعضو اللجنة العلمية للمشروع، ومستشاري الوزير لسيناريو العرض المتحفي، وعدد من قيادات الوزارة والمتحف المصري بالتحرير والمتحف المصري الكبير.
كما شارك في الحضور السفير كريستيان برجر سفير الاتحاد الأوروبي بجمهورية مصر العربية، وسفراء دول المتاحف المشاركة في المشروع ومنها فرنسا وإنجلترا وإيطاليا.
واستهل أحمد عيسى وزير السياحة والآثار كلمته التي ألقاها خلال الفعالية بالترحيب بالسادة الحضور في رحاب المتحف المصري بالتحرير، أعرق وأقدم متاحف الآثار المصرية في العالم، وأيقونة الحضارة المصرية القديمة على مدار 120 عاماً مضت، كما توجه بالتهنئة للدكتور على عبد الحليم على توليه مهام منصبه مديراً للمتحف المصري بالتحرير متمنياً له النجاح والتوفيق في مهام عمله خلفاً لـ صباح عبد الرازق المدير العام السابق للمتحف لبلوغها السن القانوني حيث حرص الوزير على توجيه الشكر لها على ما بذلته من جَهد وعمل دؤوب خلال فترة توليها إدارة المتحف والتي استمرت على مدار أكثر من ست سنوات.
وأشار عيس إلى أن اليوم هو الإعلان عن انتهاء المرحلة الأولى من مشروع تطوير المتحف والذي هو رسالة للعالم أجمع بأن المتحف المصري بالتحرير لازال يطور من نفسه مما يُمكنه لينافس باقي المتاحف الحديثة الكبرى كالمتحف القومي للحضارة المصرية والمتحف المصري الكبير، وأنه مستمر في أداء دوره ورسالته كصرح ثقافي، وتعليمي، وحضاري عريق، مضيفا أن المتحف المصري بالتحرير كان وسيظل واحداً من أهم المتاحف في العالم، فهو قبلة الزائرين المصريين والسائحين وعشاق الآثار من كل دول العالم، فهو أقدم مؤسسة مصرية قائمة لحفظ الآثار المصرية منذ افتتاحه عام 1902، ومجموعاته الأثرية الثرية والفريدة تعتبر مرجعاً أساسياً لا غنى عنه لكل دارسي علم المصريات وعشاق الحضارة المصرية.
وقد أثنى الوزير على افتتاح هذه المرحلة من المشروع والتي تمثل نموذجاً للتعاون المتميز بين مصر والاتحاد الأوروبي، وبمشاركة لجنة علمية أثرية مصرية وفريق عمل من المتحف المصري بالتحرير، وتحالف من أهم 5 متاحف أوروبية وهى المتحف المصري بتورين ومتحف اللوفر بباريس والمتحف البريطاني بإنجلترا ومتحف برلين بألمانيا ومتحف ليدن بهولندا، لوضع رؤية استراتيجية جديدة للمتحف المصري بالتحرير، وتطوير نظام العرض المتحفي للمجموعات الأثرية به وفقاً للمعايير الدولية وبالشكل الذي يؤهله لاستقبال أكبر عدد مُمكن من الزائرين والسائحين.
كما حرص خلال كلمته على توجيه الشكر للدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار السابق، على مجهوداته التي قام بها خلال توليه وزارة السياحة والآثار.
كما وجه الشكر لفريق العمل من المتاحف الخمسة والجانب المصري، وأعضاء اللجنة العلمية المصرية على الجهود التي قاموا بها لإنجاح هذه المرحلة الهامة من مشروع تطوير المتحف، والذي نتج عنه توصيات بشأن خطة التطوير الشاملة للمتحف المصري بالتحرير، والتي توفر إطاراً استراتيجياً لأنشطتة وخدماته بما يفيد في دعم نقل ملف تسجيل المتحف من القائمة التمهيدية إلى القائمة الدائمة لمواقع التراث العالمي بمنظمة اليونسكو، كما تُقدم بنود خطة التطوير استراتيجيات للتنمية المستدامة تشمل زيادة موارد المتحف والمشاركة المجتمعية، ورفع الكفاءة الإنشائية والمعمارية لمبنى المتحف، وتفعيل النشر العلمي، وتطوير الأرشيف والخدمات الرقمية.
وفي كلمته أشار أحمد عيسى إلى الاستراتيجية الوطنية لتنمية صناعة السياحة في مصر والتي تهدف إلى تحقيق نمو سريع في الصناعة يتراوح ما بين 25% إلى 30% سنوياً، والتي من أبرز محاورها العمل على تحسين التجربة السياحية في المتاحف والمواقع الأثرية والمقاصد السياحية في مصر، لافتا إلى ما تقوم به الوزارة من عقد شراكات مع شركات القطاع الخاص لتقديم وتشغيل ورفع كفاءة الخدمات المقدمة للزائرين بالمتاحف والمواقع الأثرية المختلفة، مع التأكيد على الحفاظ على هوية هذه المتاحف والمواقع وطابعها المميز، والتي جاء من بينها المتحف المصري بالتحرير.
كما أكد الوزير على أن المتحف المصري بالتحرير لم يبوح بعد عن جميع أسراره، حيث مازال تحتوي مخازنه على عشرات الآلاف من القطع الأثرية التي تنتظر إعادة إكتشافها وإبراز جمالها وعرضها للجمهور.
وأشار إلى أن الدكتور مصطفى وزيري سيعرض اليوم بردية يتم عرضها لأول مرة بالمتحف، وهى من نتاج الاكتشافات الأخيرة التي تمت في منطقة سقارة الأثرية والتي تحمل اسم بردية وزيري.
وفي ختام كلمته، أعرب الوزير عن تمنياته بالتواجد مجدداً داخل المتحف قريباً للإعلان عن انتهاء وافتتاح مشروع تطوير خدمات الزائرين به.
كما ألقى الدكتور حسن سليم أستاذ المصريات بجامعة عين شمس ممثلاً عن أعضاء اللجنة التوجيهية المصرية للمتحف المصري بالتحرير كلمة استهلها بالإعراب عن سعادته اليوم بافتتاح المرحلة الأولى من المشروع، واصفاً اليوم بأنه خاص جدًا لعلماء المصريات من جميع أنحاء العالم لأنه يوم نجاح لمشروع تطوير المتحف المصري بالتحرير بعد أن أعلن الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار السابق أن المتحف لن يموت حتى بعد افتتاح المتحف القومي للحضارة المصرية والمتحف المصري الكبير.
وخلال كلمته استعرض د. حسن سليم الأعمال التي تمت بالمرحلة الأولى من المشروع والتي تمثلت في تطوير قاعة عصور ما قبل التاريخ والعصر العتيق بالدور الأرضي بالمتحف، وتطوير سيناريو العرض المتحفي لمقتنياتها والتى تتبلور فيها فكرة الملكية ومنتجات تلك الفترة من الأدوات الحجرية والأواني الفخارية وأدوات الزينة المصنوعة من العاج كما تم إعادة عرض أول تمثال ملكي في الحضارة المصرية في تلك القاعة ونقوش مقبرة 100 من عصر الأسرة صفر من هيراكونبوليس، كما تم كذلك تطوير قاعات الدولة القديمة بالدور الأرضي وسيناريو العرض المتحفي والتي تضم أهم فنون النحت والنقش خلال عصر الدولة القديمة مع إعادة عرض وترميم نقوش مقبرة "نفر ماعت" و "اتت" والدي المهندس خم-ايونو الذي بنى الهرم الأكبر، بالإضافة إلى تطوير قاعات العصر المتأخر بالدور الأرضي والتي تضم أهم الآثار المكتشفة من تونة الجبل وأهمها التابوت النادر الخشبي ل با-دي-اوزير، وأخيراً إعادة عرض كنوز تانيس في الدور الأول حيث تعرض لأول مرة آثار الملك الفضي بسوسنس كاملة في قاعة منفردة وإعادة عرض آثار الملك امون-ام-اوبت والملك شيشنق وقائد الجيش ون-جباو-ان-جد.
وفي نهاية كلمته توجه الدكتور حسن سليم بالشكر لكل من ساهم في إنجاز هذا المشروع الهام وعلى رأسهم الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار السابق والسفير كريستيان برجر سفير الاتحاد الأوروبي بجمهورية مصر العربية ومديري المتاحف الأوربية، وأعضاء اللجنة التوجهية المصرية لتطوير المتحف المصري بالقاهرة، ولجنة تطوير المتحف المصري وشباب الآثاريين بالمتحف المصري وأمناء أقسام تانيس والدولة القديمة والعصر المتأخر وقسم الترميم بالمتحف المصري بالتحرير.
كما أعرب د. كريستيان جريكو مدير المتحف المصري بتورين ورئيس تحالف المتاحف الأوروبية الخمسة في كلمته عن سعادته بهذا التعاون المثمر والفعال، واصفا هذا المشروع بالعمل الرائع، مثنيا على التعاون الوثيق والمثمر الذي شهده هذا المشروع بين كافة شركائه بما دفع في تحقيق كافة أهدافه، لافتا إلى ان نتائج هذه المرحلة هي الأساس الذي سوف يبني عليه المستقبل الرائع للمتحف المصري بالتحرير، كما توجه بالشكر لكل من ساهم في إنجاز هذا المشروع.
ومن جانبه أعرب السفير كريستيان برجر سفير الإتحاد الأوروبي في كلمته عن سعادته بتواجده اليوم في المتحف المصري بالقاهرة ممثلا عن الاتحاد الأوروبي وكمحب للمتحف الذي يضم مجموعة أثرية رائعة قام بزيارتها لأول مرة منذ 51 عامًا تلاها مرات عديدة منذ ذلك الحين.
كما وصف مشروع تطوير المتحف بالمهمة الصعبة ولكنها مجزية فهو نتيجة التعاون بين أهم المتاحف المصرية، وكونسورتيوم من خمسة متاحف أوروبية كبرى، مستعرضا أهم ما تضمنه مكونات هذا المشروع، مثمنا على ما تم انجازه به.
ومن جانبه، أكد مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار أن وزارة السياحة والآثار بدأت في مايو 2022 بوضع خطة تطوير شامل للمتحف المصري بالتوازي مع مشروع تطوير المتحف والذي يتم تنفيذه بالتعاون مع الإتحاد الأوروبي، وذلك إيمانا منها بأهمية المتحف وضرورة وجوده باقياً أمد الدهر كواحد من أهم متاحف العالم، لافتا إلى أن خطة التطوير شملت العديد من التوصيات التى تهدف إلى وضع رؤية مستقبلية للمتحف من خلال استراتيجيات التنمية المستدامة المتبعة في المتاحف العالمية، بما يعمل على زيادة الموارد المالية للمتحف والمشاركة المجتمعية ورفع الكفاءة الإنشائية والمعمارية لمبنى المتحف وتفعيل النشر العلمي والخدمات الرقمية وتطوير مكتبة المتحف، وقسم الأرشيف.
وأضاف عثمان أن الوزارة قامت كذلك بتطوير منظومة الإضاءة بتمويل ذاتي وفق أحدث نظم الإضاءة المتحفية، في القاعات التى تم تطوير العرض بها على أن يتم تطوير الإضاءة بكافة قاعات المتحف تباعاً خلال الفترة القادمة، كما بتغطية النوافذ الموجودة بالممر الغربى بالكامل حتى عصر الدولة الحديثة وذلك باستخدام "ستائر معدنية" تسمح بفتح الشبابيك باعتبارها منافذ للتهوية وكذلك اختزال مقدار الإضاءة الطبيعية النافذة مما يسمح بظهور جماليات القطع المعروضة، كما تم استكمال أعمال الإضاءة فى الممر الغربى بأكمله، فضلاً عن حرصها على رفع كفاءة الخدمات المقدمة للزائرين بالمتحف، حيث جاري الآن أعمال تطوير حديقة المتحف وتطوير الكافيتريات ومكتبة المتحف، بما يعمل على تحسين تجربة الزائرين وجعل زيارتهم أكثر جذباً لهم.