قال ينس ستولتنبرج السكرتير العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) اليوم /الجمعة/ إن الشعب الأوكراني يقاتل بشجاعة من أجل الحرية، وعلى الرغم من أن العام الماضي شهد يأسا ودمارا، إلا أن عزمهم وشجاعتهم ستظل سائدة.
وأضاف ستولتنبرج - خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيسة وزراء استونيا كايا كالاس في العاصمة الإستونية (تالين) خلال الاحتفالات بذكرى استقلال إستونيا - إن القوات الإستونية قاتلت منذ أكثر من 100 عام بشجاعة من أجل الحصول على حريتها واستقلالها.
وأشار إلى أنه منذ عام مضى، شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجومه الكامل على أوكرانيا، والذي انتهك القوانين الدولية الأساسية، مؤكدا أنه أراد كسر إرادة الشعب الأوكراني.
وتابع ستولتنبرج "حلف الناتو والاتحاد الأوروبي يقفان بجانب كييف"، مشيرا إلى أن بوتين لم يحقق أهدافه، حيث إنه رغب في أن تكون أوروبا مختلفة.. موضحا أن بوتين لم يكن مستعدا من أجل السلام بل الحرب، لذلك فإنه يجب إعطاء أوكرانيا ما تحتاجه من أجل أن تسود.
ونوه السكرتير العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بأن الخطر الأكبر بالنسبة للجميع يتمثل في حال انتصار بوتين، حيث علل ذلك بأنه في حال استخدامك القوة من أجل الحصول على ما ترغب به، هذا سيجعل العالم أكثر خطورة ونحن أكثر عرضة لهذا الخطر.
وقال إن "دعم أوكرانيا يصب من أجل مصالحنا الأمنية، لذلك فإن حلفاء الناتو يقدمون دعما غير مسبوقا لكييف حيث يعملون يدا بيد مع الاتحاد الأوروبي".. لافتا إلى أن تواجد الناتو يوفر حماية للحلفاء حتى يتمكنوا من تقديم هذا الدعم، وأنه منذ عام 2014 فإن حلف الناتو عزز من تواجده واستعداداته من البحر الأسود حتى بحر البلطيق.
وأكد ستولتنبرج أن هذا يبعث برسالة واضحة إلى موسكو وهي أن حلف الناتو سيحمي ويدافع عن إستونيا وكل شبر من أراضي الحلفاء.. موضحا أنه خلال قمة الحلف المقرر عقدها في العاصمة الليتوانية (فيلنيوس) في شهر يوليو القادم، سيتم اتخاذ المزيد من الإجراءات من أجل تعزيز دفاعنا الجماعي.
وأضاف ستولتنبرج أنه تم إحراز تقدم في مسألة الانضمام التاريخي لفنلندا والسويد إلى حلف الناتو، مشيرا إلى أن 28 من أصل 30 دولة حليفة صادقت على بروتوكولات الانضمام.
وأعرب ستولتنبرج عن أمله في أن تنضم فنلندا والسويد إلى حلف الناتو في أسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أن هذا سيعزز من أمنهما وأمن أوروبا والحلف.
من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين - خلال المؤتمر الصحفي - "إنه مع مضي عام على الحرب الوحشية التي شنتها موسكو ضد أوكرانيا، فإن الرئيس الروسي فشل في تحقيق هدف واحد من أهدافه الإستراتيجية، فبدلا من أن يفرق الاتحاد الأوروبي، وجده متحدا وعازما على الوقوف إلى جانب أوكرانيا، وبدلا من أن يهيمن على الأسواق العالمية للطاقة، رأى عائده الرئيسي ينخفض، وبدلا من أن يمسح أوكرانيا من على الخريطة، شهد مواجهة مع دولة أكثر قوة من ذي قبل، فأصبحت أوكرانيا شاهدا على شجاعة الدولة التي لا تتوانى في سعيها نحو الحرية".
وأضافت فون دير لاين: "كما تقف إستونيا بفخر كدولة حرة ومستقلة، فإن أوكرانيا ستنتصر، أوكرانيا ستنتصر لأن الأوكرانيين لن يستسلموا أو يتراجعوا، ولأن أوروبا وحلفاءها وشركاءها سيقفون بحزم"..تابعت قائلة "أن ما رأيناه وسمعناه من موسكو في وقت سابق من هذا الأسبوع، يخبرنا بأنه مع تصاعد الخسائر في ساحة المعركة، كذلك يتصاعد اليأس والتضليل والمعلومات الكاذبة، وهذا يُظهر الضغط الذي يتعرض له نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، موضحة أنه حان الوقت لمضاعفة السبل لكي تدافع أوكرانيا عن نفسها حتى ينهي الروس هذه الحرب ويغادرون أوكرانيا.
وأكدت على الوقوف إلى جانب أوكرانيا بعزم مطلق لدعمها ماليا واقتصاديا وعسكريا، لزيادة الضغط على روسيا ومحاسبتها.. لافتة إلى أن عزلة روسيا تتزايد وتتجه نحو أن تكون اقتصادا مغلقا بعيدا عن العالم، كما تقوض العقوبات الأوروبية أساسها الاقتصادي مخفضة أي آفاق لتحديثه.
وشددت على أن أوروبا ستواصل الضغط على روسيا ومن يدعمها في ساحة القتال، وملاحقة من يساعد روسيا في الالتفاف على العقوبات أو من يجدد ترسانتها الحربية.
وأوضحت رئيسة المفوضية الأوروبية أنه في ذات الوقت فإن الاتحاد الأوروبي يعمل على ضمان مرونة أوكرانيا اقتصاديا وعسكريا، من خلال الدعم المالي المتواصل، حيث تم حشد 67 مليار يورو حتى الآن، وعن طريق زيادة الدعم العسكري يأمل الاتحاد في تدريب 30 ألف جندي أوكراني في الاتحاد الأوروبي، كما تعمل الدول الأعضاء في التكتل على تسليم معدات عسكرية، وسيتحول الاتحاد إلى الشراء المشترك لتسليم إمدادات عسكرية عاجلة لأوكرانيا كالذخائر من عيار 155 ملم.
وأردفت أن الأمر ليس متعلقا بالفوز في ساحة القتال، ولكن أوكرانيا تحارب من أجل حقها في اختيار مستقبلها، منوهة بأن كييف اختارت بالفعل الاتحاد الأوروبي ووحدة المبادئ.
وأشارت إلى أنه في مثل هذه الأوقات العصيبة، فإن قلوب الأوكرانيين يملؤها الثقة بأن بلادهم ستنضم يوما ما إلى الاتحاد الأوروبي، معربة عن شعورها بالفخر لتواجدها اليوم في العاصمة الإستونية للاحتفال برفقة رئيسة الوزراء كايا كالاس وأمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج باستقلال إستونيا وحريتها، وعن فخرها بوقوفهم جميعا معا اليوم لدعم الشعب الأوكراني وقتاله نحو الحرية والاستقلال.