شهدت الأيام القليلة الماضية كثرة حدوث الزلازل في مختلف أنحاء العالم، أشهرها زلزال تركيا وسوريا والذي لم تتوقف تداعياته عند حد سلب حياة المواطنين وانهيار المباني فحسب، بل تطرقت أيضًا إلى التسبب فيما يعرف بـ «متلازمة هرس الأطراف».

وتنتج متلازمة هرس الأطراف من ضغط تتعرض له الأطراف لفترة تزيد عن 12 ساعة، ما يؤدي إلى انقطاع الدورة الدموية على مستوى الأنسجة، ويعرض المريض للبتر والإصابة بقصور كلوي ومشكلات في القلب.

ولا يواجه المصاب خطر التعرض للبتر فحسب، ذلك أن إعادة تنشيط الدورة الدموية دونها عواقب، فارتفاع البوتاسيوم في الدم قد يؤدي إلى أذية قلبية بشكل مباشر، وارتفاع الهيموجلوبين قد ينتج عنه قصور كلوي.

متلازمة هرس الأطراف

ويعانى مئات المصابين بالزلزال من هذه الحالة؛ ما يجعلهم بحاجة لرعاية طبية متقدمة، ولعل من أشهر الحالات التي أصيبت بمتلازمة هرس الأطراف جراء زلزال تركيا وسوريا هى الطفلة شام الشيخ محمّد البالغة من العمر تسع سنوات وشقيقها عمر صاحب الـ15 عاماً، إذ تم نقلهما إلى تركيا للعلاج لإصابتهما بمتلازمة هرس الأطراف، وهما أول ضحيتين للزلزال يتم نقلهما لتلقي العلاج خارج البلاد.

وتصدّر مقطع فيديو يوثق إنقاذ شام مواقع التواصل الاجتماعي، وظهرت فيه ممددة تحت الأنقاض، تتحدث مع عناصر الإنقاذ، تطلب عبوة ماء وتقترح عليهم كيف يمكن سحبها.

زلزال تركيا وسوريا

كما توفي ألب أرسلان بري، البالغ ثلاث سنوات، في مستشفى في إدلب في شمال غرب سوريا، بعد التمكن من إنقاذه ولكنه كان يعاني متلازمة هرس الأطراف التي يقول الأطباء العاملون في شمال غرب سوريا إنهم استقبلوا حالات كثيرة منها، بينها العديد من الأطفال، إثر الزلزال الذي أودى بأكثر من 46 ألف شخص في تركيا وسوريا، بينهم 3,688 شخصاً في سوريا.