السبت 1 يونيو 2024

هل تتحول إلى حقيقة فنانة مصرية تجسد شخصية العذراء؟

27-8-2017 | 11:43

تحقيق: عمرو والي

تظل إشكالية تجسيد الشخصيات والرموز الدينية سواء على شاشة السينما أو التليفزيون قائمة، فيما لاتزال محل جدل كبير بين صناع الفن والأزهر الشريف، لرفضه هذا الأمر بشكل قاطع، وعلى الرغم من وجود أكثر من مشروع تم الإعلان عنه لتجسيد شخصية العذراء مريم إلا أن كل المشروعات كان مصيرها التوقف.. «الكواكب» تطرح تساؤلاً افتراضياً في حال تركنا لخيالنا وخيال مبدعينا العنان وتصورنا إمكانية خروج فيلم أو مسلسل مصري عن شخصية مريم العذراء فمن من النجمات الحاليات تستطيع تجسيد الشخصية حال الموافقة على تقديم عمل فني يتناول حياتها ؟، فماذا قال مبدعونا الاعزاء.

السيناريو هو البطل

قال المخرج أمير رمسيس إن السيناريو هو العنصر الأول لاختيار أي بطلة تقوم بتجسيد شخصية السيدة مريم العذراء، مشيراً إلى أن تفاصيل مثل المرحلة العمرية، وسرد الأحداث، والتصوير كلها عوامل هامة في هذا الاختيار والفنانة التي ستقوم بالدور.

وأضاف رمسيس أن نيللي كريم لديها القدرة على القيام بالدور في مراحله المختلفة بشكل متميز، بعدما أثبتت خلال الأعوام الأخيرة قدرة هائلة على تجسيد أصعب الأدوار، كذلك كندة علوش قد تكون اختياراً مناسباً من باب الارتباط بالصورة البصرية والتشكيل المكون للملامح، بالإضافة إلى قدرتها التمثيلية.

وأوضح أن الدور يتضمن مرحلتين الأولى فى الصغر والثانية في مرحلة متقدمة من العمر، وعليه فمن الصعب اختيار فنانة صغيرة في السن، لتستمر في تجسيد المرحلة الثانية، وقد يتحمل العمل وجهاً جديداً وبطلة، وفي النهاية يبقي كل الاحتمالات متروكة للخيال في مسألة تجسيد المرحلتين بحسب رسم مشاهد العمل.

صورة ملائكية

ويرى المؤلف أيمن سلامة أن الفنانة التي يتم اختيارها لتجسيد العذراء مريم يجب أن تتمتع بصفات وشروط شديدة الخصوصية، ضارباً المثل بالمسلسل الإيراني مريم المقدسة، حيث أقدم صناع العمل على اختيار وجه جديد لم يشارك في أي عمل من قبل.

وأكد سلامة أن اختيار وجه جديد هو الخيار الأمثل بالنسبة له قائلاً" الشخصيات المقدسة لابد أن يتم تجسيدها بعد بحث بعناية شديدة تاريخياً ودينياً، لأن من تقوم بتجسيدها لن تستطيع التمثيل بعد ذلك لارتباطها في أذهان الجمهور».

وأوضح سلامة أن الاختيار يجب أن يكون لفتاة تتمتع بصورة ملائكية لم يسبق لها التمثيل من قبل لأن السيدة مريم لها مكانة خاصة في قلوب المسلمين والمسيحيين، وهي أطهر نساء العالمين، مشدداً على أن مثل هذه المشروعات تظل محل جدل لفترات طويلة نظراً لرفض الأزهر الشريف تجسيد الشخصيات والرموز الدينية في الأعمال الفنية.

مراحل مختلفة

وفي نفس السياق أكد المؤلف عبد الرحيم كمال أن مسألة تخيل أي من الشخصيات التاريخية العادية لتجسيدها في عمل فني أمر سهل للغاية ويصلح فيه تعدد الاختيارات بحسب وجهة نظر صناع الأعمال، أما الشخصيات التي تحمل قداسة فمن الصعب اختصارها في شخصية أو أكثر، وبالتالي حال وجود مشروع لتجسيد السيدة مريم العذراء فالاختيار يحتاج لسنوات حتى يتم الاستقرار على من هي القادرة على تجسيد هذه الشخصية العظيمة.

وأضاف كمال أن السيدة مريم من عظم مكانتها فمن المفترض أن يُبنى لها بطلة، وليس بطلة تقوم بتجسيدها، مشيراً إلى أن الفنانة التي تقوم بالدور يجب أن تكون وجهاً جديداً يطل على الجمهور لأول مرة تتمتع بكافة المقومات الروحية والجمال المقدس، وتظل تدرس وتبحث حتى تكون مناسبة للدور.

وأوضح كمال أن مثل هذه الأعمال صعبة للغاية في كافة مراحلها سواء في الكتابة أو رسم الشخصيات أو التصوير أو التمثيل لأنها تتناول موضوعات ذات طبيعة خاصة، وإذا لم يتم التحضير لها بمستوى احترافي فمن الأفضل عدم تنفيذها.

بحث طويل

واتفق المخرج الدكتور أحمد ماهر مع الرأي السابق في ضرورة اختيار وجه جديد لتجسيد الشخصية المقدسة، لافتاً إلى أن هناك نجمات في مصر يستطعن القيام بالدور، ولكن مسألة الاختيار من بينهن صعبة وتدعو للحيرة.

وأضاف ماهر أن اختيار نجمة تستطيع تجسيد مرحلة زمنية في الصغر يحتاج لسنوات عديدة من أجل الاختيار المناسب، وبالنسبة لي.. مازلت أحاول من أجل إخراج فيلم «المسيح والآخر» الذي كتبه السيناريست الراحل فايز غالي وقد وافقت الكنيسة عليه لكن المنع يأتي من الأزهر وفى حال إصرار الأزهر على الرفض سوف أقوم بتصويره خارج مصر وأبحث على بلدان لها طبيعة مشابهة لمصر من أجل تحقيق المصداقية، وحتى هذه اللحظة توجد مفاوضات بينى وبين مؤسسة الأزهر التى يحترمها ويقدرها الجميع وأتمنى أن يتغير رأيها لأن فيلم المسيح سيكون رائعاً وهدفه عظيم جداً.

الأقرب

واعتبر المؤلف وليد يوسف أن منة شلبي هي الأنسب لتقديم الدور حال وجود مشروع فني يتعرض لحياة السيدة مريم ، مشيراً إلى أن دورها الأخير في مسلسل واحة الغروب، والصورة التي ظهرت عليها تجعلها الأقرب لتقديم شخصية العذراء، حيث ظهرت من الناحية الشكلية قريبة من الصور التي يتم تداولها للعذراء.

وأضاف يوسف قائلاً "منة شلبي استطاعت خلال الآونة الأخيرة تقديم أدوار متنوعة أثبتت قدرتها ونضجها الفني، وظهر ذلك جلياً من خلال أعمالها الأخيرة فى السينما والتليفزيون". وبالتالي هي مؤهلة من الناحيتين الشكلية والمهنية.

مخاطرة فنية

وعلى النقيض قال المخرج والمنتج هاني جرجس فوزي إن مثل هذه المشروعات تظل محض خيال لأنه من الصعوبة تنفيذ أعمال فنية في مصر تتناول الشخصيات والرموز الدينية المقدسة، مؤكداً أنه لا توجد أي فنانة لديها القدرة على تجسيد شخصية العذراء مريم سواء من المتواجدات على الساحة أو اختيار وجه جديد.

وأوضح فوزي أن مثل هذه المشروعات تحتاج إلى أموال طائلة لأنها مكلفة للغاية تتناول عصراً قديماً يحتاج إلى دراسة كاملة ومتخصصة عن الملابس والديكورات والمكياج وأماكن التصوير والنص نفسه وإيجازته رقابياً، وبالتالي تنفيذه يحتاج إلى حماس شديد لتخطي كافة العقبات وكذلك تكلفة عالية.

وأكد فوزي أن مثل هذه الأعمال الفنية مخاطرة لأن مردودها الإنتاجي من الناحية المادية غير مضمون خاصة وأن طبيعة السوق في مصر تتغير بشكل سريع، وعمل مثل هذا يحمل طابعاً تاريخياً ودينياً قد لاتقبل عليه سوى الطبقة المثقفة أو العاملة في الفن أو الجمهور المتخصص الذي يهتم بمثل هذه النوعية من الأعمال الفنية.