كتب: أحمد مجدي
بعد الخسائر المتتالية لتنظيم «داعش» في الموصل، واقتراب فقدانه لقضاء تلعفر، بالعراق، واشتداد وطأة هجوم التحالف الدولي عليه في الرقة السورية، عاصمة خلافته المزعومة؛ أعلنت القوات العراقية أكثر من مرة، أن المعركة القادمة ستكون في منطقة «أعالي الفرات»، فهل تكون هي المعركة الفاصلة في حياة هذا التنظيم؟
منطقة أعالي الفرات، يوجد بها من القوات التابعة لـ«داعش»، ما يقدر بـ3 آلاف مقاتل، ينتظر أن يزيد عددهم إلى نحو 5 آلاف؛ في أعقاب الفرار العشوائي من تلعفر، وهو الأمر الذي ينذر بمقاومة كبيرة في تلك المنطقة.
وتستمد تلك المنطقة، أهميتها من مساحتها الشاسعة، التي تضم محافظة الأنبار بالكامل، ونحو ثلث مساحة العراق، بالإضافة إلى الطبيعة الجبلية الوعرة، في الكثير من المناطق؛ ما يمنح عناصر «داعش» صمودا نسبيا، أمام التفوق العسكري، والعددي للقوات العراقية.
وأكد المستشار الأمني، فاضل أبورغيف، أن التنظيم يسعى لبسط سيطرته على منطقة أعالي الفرات؛ لإخفاء خسائره المتتالية في شتى بقاع سوريا والعراق، سواء برفع الضرائب عن الأهالي، أو بضمان الأمن حال الانتصار في المعارك، وهو الأمر الذي حدث قبل ذلك في الفلوجة، والكرمة.
وكشفت مصادر أمنية عراقية، عن أن التنظيم أحدث حركة تغييرات داخلية، على مستوى إدارة المنطقة، التي يسميها «ولاية الفرات»، فعين واليًا جديدًا، مع تأكيدات بأن المنطقة تهيأت لتصبح «عاصمة جديدة» للخلافة الداعشية المزعومة، بعد فقد الموصل، واقتراب اختفاء التنظيم تقريبًا من الرقة، فيما لم تتوفر أي معلومات موثوقة حول هوية الوالي الجديد.
الحرب الحالية التي تخوضها القوات العراقية، بلا هوادة، خصوصا مع معرفتها بأن التنظيم يخوض معارك أشبه برصاصات الرحمة، تعني أن يلفظ «داعش» أنفاسه الأخيرة، إذا فقد ملاذه الأخير بأعالي الفرات.