الجمعة 22 نوفمبر 2024

مسكن المطلقة والمرأة المعيلة والعنف ضدها..هل ناقشت الدراما المصرية قضايا المرأة؟

من مسلسل ذات

11-3-2023 | 13:14

أميمة أحمد

لاشك أن للفن أثراً كبيراً على تكوين بعض الأفكار وتصحيح بعضها الآخر من الأفكار المغلوطة داخل المجتمع، من خلال تراكم الصورة الذهنية لدى الفرد نتيجة المعلومات التى يستقيها من التليفزيون والمَشاهد التمثيلية، وهو ما يفرض على الدراما أن تدرك هذا الدور المهم، وأن تقتحم الملفات المجتمعية التى أصابها بعض الخلل، خاصة ما يخص الأسرة، لاسيما أن الدراما أصبحت الآن فى كل بيت مصرى ويمكن من خلالها توجيه العديد من الرسائل للمتلقى عبر قصصها وحواديتها، بل إنها قادرة على تغيير قوانين أسرية بأكلمها، فالفن رسالة وليس مجرد عمل أو ترفيه...

ومن أهم تلك القضايا على الإطلاق ما يخص المرأة المصرية التى لا يكتمل المجتمع إلا بوجودها، فهل ناقشت الدراما ما يخص المرأة، وهل استطاعت التحدث بلسانها وعرض مشاكلها لعلاجها.. فى التحقيق التالى سألنا عدداً من مصادرنا ومن الجمهور عن رأيه فى تناول الدراما التليفزيونية لقضايا المرأة.. أم أن هناك قضايا أخرى ما زالت تستحق طرحها، كل ذلك فى التحقيق التالى...

 ممنممنممنممممنممنممنممنممنممن

يقول الناقد الفنى أحمد سعد الدين فى هذا الصدد: هناك الكثير من الأعمال المهمة جداً التى طرح الفن من خلالها كثيراً من قضايا المرأة، ومن وجهة نظرى أن الفنانة يسرا تعد نصيرة المرأة من خلال الأعمال التى ناقشت بها قضايا تهم المرأة، منها مسلسلا (قضية رأى عام) و(فى إيد أمينة).. كما تناولها مسلسل (أماكن فى القلب)، بطولة تيسير فهمى وهشام سليم، كما قدمت الفنانة نيللى كريم قضية مهمة من خلال مسلسل (ذات)، الذى أعتبره صرخة مدوية للمرأة، حيث ناقش المسلسل حال المرأة العاملة التى تعيل أسرة بمفردها دون أى مساعدة من زوجها، فمن المؤكد بعد مشاهدة مسلسل (ذات) أصبح هناك وعى كبير لدى الفتيات المقبلات على الزواج بعدم تكرار حياة ذات، وهناك الكثير من الأعمال الأخرى المهمة جداً التى طرح من خلالها الفن الكثير من قضايا المرأة.

يقول الناقد والمؤرخ الفنى الأستاذ محمد شوقى: إن الدراما المصرية قديماً لم تكن تقدم قضايا المرأة بشكل صريح، ولكنها كانت تهتم أكثر بالدراما الاجتماعية، وكانت تطرح قضايا المرأة داخل هذه الأعمال الاجتماعية، فكانت تقدم المرأة فى دور المرأة المعيلة لأسرتها فقط، ومع بداية الثمانينيات، خصوصاً مسلسل (الشهد والدموع) شاهدنا صورة المرأة التى توفى عنها زوجها فتكفلت هى بالمنزل وتربية الأبناء، ومع ذلك فأنا أرى أن هذا المسلسل لم يكن هدفه الأول إظهار قضايا المرأة، ولكنه كان مسلسلاً اجتماعياً أكثر، ثم مسلسل (هى والمستحيل) للنجمة صفاء أبوالسعود، والذى أراه من وجهة نظرى من أفضل المسلسلات التى ناقشت قضايا المرأة قديماً، ففى عشر حلقات تحدث المسلسل عن ضرورة تعليم المرأة، وكيف كانت المرأة إنسانة مهمشة ليس لها أى دور من دون العلم والتعليم، حتى إن كانت زوجة أو أماً، وهذا هو هدف المسلسل الرئيسي. ويضيف شوقى: أيضاً مسلسل (قلب من ذهب)، الذى يتحدث عن المرأة، وهى الأخت الكبيرة التى ضحت بكل شيء فى سبيل رعاية أخواتها بعد فقدان الأم والأب، أيضاً مسلسلا (ليلة القبض على فاطمة)، و(عصفور النار) اللذان قدما دور الفتاة فى تحدى الفساد والظلم حتى لو كان من أقربائها، واستطاعت أن تقف وحدها أمام قرية كاملة.. وكذلك النجمة الكبيرة سميرة أحمد التى قدمت مسلسلى (امرأة من زمن الحب)، (أميرة فى عابدين). واختتم شوقى بقوله: وحديثاً رأينا مسلسل (فاتن أمل حربى)، وهو من المسلسلات العظيمة جداً، الذى استطاع أن يعبر ويناقش أهم قضايا المرأة، وحقوق المرأة بعد الطلاق. لم يقتصر تحقيقنا على المتخصصين فقط، بل كان للجمهور رأى فى هذا التحقيق، فكان جوابهم كالتالى...

تقول هاجر خالد (معلمة): العديد من الأعمال الفنية تناقش قضايا المرأة، ولكنى أحببت جداً مسلسل (فاتن أمل حربي)، الذى عرض فى السباق الرمضانى الماضى، ليس لأنه الوحيد الذى ناقش قضايا المرأة، ولكنه من وجهة نظرى الذى تحدث عن قوانين الأحوال الشخصية التى نتمنى أن تتغير فى يوم ما، ففى سياق المسلسل كان زوجها يعنفها باستمرار ليس تعنيفاً جسدياً فقط ولكن لفظياً أيضاً، وعندما لجأت للقضاء أصبح أمامها كثير من المشاكل، ولكل مشكلة قضية ووقت، وهذا الوقت يستنفد طاقة المرأة والأولاد أيضاً.

أما أميمة حسام (مهندسة زراعية) فتقول: منذ فترة وبالتحديد فى رمضان 2007، تم عرض مسلسل بعنوان (قضية رأى عام)، للنجمة يسرا، وكان هذا المسلسل يتحدث عن تعرض المرأة للاغتصاب، حيث كن 4 سيدات بينهن الطبيبة والممرضة، وغيرهما، على يد مجموعة من الشباب، وهو الأمر الذى دمر حياتهن، فمنهن من كانت من أبناء الصعيد وقرر أهلها قتلها؛ حفاظاً على شرفها، ومنهن من طلقها زوجها، وثالثة كتمت السر خوفاً من الفضيحة ولم تملك الشجاعة لأخذ حقها ممن قاموا بتلك الجريمة البشعة، ولكن رغم مشقة الأحداث وما تعرضت له هؤلاء السيدات إلا أن نهاية المسلسل كانت عادلة تماماً، فقد أُعدم هؤلاء الشباب، وهو الجزاء الذى يستحقه كل من تجرأ وانتهك سيدة لا تحق له.

وتضيف منة خميس (كاتبة روائية) بالقول: «على الرغم من أن مسلسل (لعبة نيوتن) وجدنا به البطلة توقع نفسها فى العديد من المشكلات، إلا أن العمل من وجهة نظرى ناقش قضية فى غاية الأهمية من قضايا المرأة، وهى اختلاف الآراء بين الزوجين وضرورة مناقشة كل أمور الحياة مع بعضهما البعض، فبسبب الاختلاف فى وجهات النظر وبسبب أن زوجها كان يستهزئ برأيها معظم الوقت خرجت هى لحياة أخرى لم تكن تعرف عنها شيئاً، ولكن هى وحدها أيضاً من تمكنت من حلها، وأيضاً مسلسل (فاتن أمل حربي)، الذى أعجبتنى جداً مناقشته لمعاناة المرأة المطلقة فى إيجاد سكن لها، وهجوم المجتمع عليها.

تقول حنان حمدى (ربة منزل): المسلسلات المصرية تعرضت لكثير من قضايا المرأة بالفعل، ولكنى أرى أنها لم تتمكن من التعرض لكل قضايا المرأة، فهناك الكثير من قضاياها لم تناقش بعد، وأتمنى فتح كل الملفات التى تهم المرأة والتنوع فى مناقشة الموضوعات التى تهمها.

إسراء سعد (محامية) تقول: أرى أن الفن لم يقصر فى عرض كثير من مشاكل المرأة على الشاشة، ولكن من بين تلك القضايا والمشاكل استوقفتنى حكاية (على الهامش)، التى قدمتها الفنانة نيرمين الفقى ضمن أحداث مسلسل (إلا أنا)، والتى تحدثت عن المطلقة غير الحاضنة، التى أفنت حياتها فى خدمة زوجها وأولادها لكنها فجأة انفصلت عن زوجها، ولم تجد المكان الذى تعيش فيه.. فهل من الطبيعى بعد كل هذا العمر فى بيت الزوجية تجد نفسها بعد الطلاق وحيدة وبلا مأوى أو مسكن لها، هذا الأمر يزعجنى إلى الآن، وأتمنى أن تغير الدولة قوانين من أجل المرأة والحفاظ على حقوقها.

إنجى محمود (مدرسة) تقول: أحب جداً مسلسل (ونحب تانى ليه)، الذى قدمته الفنانة ياسمين عبدالعزيز، فالمسلسل كان عبارة عن حالة من الحب تقول للمرأة إن الحياة لا تقف عند رجل واحد، أو اختيار كان خاطئاً من الأساس، فالحياة تمنحنا فرصة أخرى للحب بعد الطلاق وتمنح المرأة فرصة للزواج مجدداً من رجل يقدر قيمة المرأة ويعرف كيف يتعامل معها.