قال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبد الله باتيلي أن تفويضه من مجلس الأمن لتولى المساعي الحميدة للأمين العام للأمم المتحدة جاءت بهدف جمع الأطراف الليبية وتمكينها من تجاوز الركود الحالي، وقيادة البلاد إلى الانتخابات التي سوف تعطي الشرعية لمؤسسات البلاد.
وأوضح باتيلي - خلال المؤتمر الصحفي الذى عقده اليوم السبت، والذي نقلته قناة "العربية الحدث" - أن إعطاء الشعب الليبي فرصة اختيار قادته من خلال صناديق الاقتراع يعد السبيل الوحيد إلى السلام والاستقرار في البلد، مؤكدا ضرورة إجراء الانتخابات لإعادة بناء المؤسسات العامة الشرعية التي تمثل الشعب الليبي وتخدمه.
وحذر من أن الترتيبات المؤقتة المتتالية والحكومات الانتقالية المستمرة إلى ما لا نهاية هي سبب عدم الاستقرار في البلاد؛ ما يعرض مستقبل ليبيا الخطر، لافتا إلى أن إطالة أمد هذا الوضع لن يؤدي إلا إلى استمرار الانهيار الاقتصادي والاضطرابات السياسية والاجتماعية وتفاقم حالة انعدام الأمن، وتقويض لأمن أراضي ليبيا ووحدة شعبها.
وأشار رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى أنه أجرى العديد من المشاورات الداخلية المكثفة مع جميع الأطراف الليبيين منذ وصوله طرابلس؛ بهدف الوقوف على أهم التحديات التي تواجه الشعب والبلاد، مؤكدا أن مشاوراته تضمنت مباحثات مع مسؤولي الحكومات الإقليمية؛ لبحث سبل إيجاد مخرج لهذا الانسداد السياسي الحالي في ليبيا وعلى رأسهم مصر وتونس والجزائر والدوحة وأبو ظبي والرباط وغيرها.
ولفت إلى أن الأبعاد الإقليمية والدولية للأزمة الليبية وواضحة للجميع، حيث أصبحت ليبيا خلال العقد الأخير ساحة للنشاطات الدولية والإقليمية، موضحا أن مشاوراته حثت على التحدث بصوت واحد، والعمل لمساعدة الأمم المتحدة على دعم الحوار الليبي- الييبي؛ بهدف إنهاء الانسداد الحالي والاستجابة لنداء الشعب وتطلعاته نحو إجراء الانتخابات.
وأشار إلى أن أكثر من 2.8 مليون ليبي سجلوا عام 2021 على قائمة مفوضي الوطنية العليا للانتخابات؛ لينقلوا رسالة واضحة للقادة الحاليين بضرورة الإسراع في إجراء الانتخابات بالبلاد، وأن عملية تأجيلها خيبة أمل حقيقية لهم، مؤكدا أن المشاورات مع القادة شددت على الضرورة الملحة لاستكمال القاعدة الدستورية والمتطلبات القانونية الأخرى للانتخابات.