أكَّد مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام على عمق العلاقات بين مصر والهند، مشيرًا إلى أهمية التعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية والإفتائية على مستوى العالم للوصول إلى الاستفادة القصوى والمثلى لتبادل الخبرات ومواجهة التطرف.
جاء ذلك خلال استقبال - مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- اليوم الأحد، أجيت جوبتيه، سفير الهند بالقاهرة؛ لبحث أوجه تعزيز التعاون الإفتائي بين دار الإفتاء المصرية وجمهورية الهند.
وقال علام إن فتاوى دار الإفتاء المصرية تهدُف على مدار تاريخها إلى دعم استقرار المجتمعات والعيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد باختلاف عقائدهم وثقافاتهم، مضيفا أن هذا المنهج مستمد من المسلك النبوي الذي ظهر في وثيقة المدينة المنورة التي وضعها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عند قدومه إلى المدينة المنورة لتكون بذلك أول وثيقة للمواطنة الكاملة.
كما استعرض فضيلة المفتي بعضَ الجهود التي قامت بها دار الإفتاء المصرية لمكافحة التطرف والإرهاب، مشيرًا إلى إنشاء الدار مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة عام 2014، الذي أصبح أداة رصدية وبحثية لخدمة المؤسسة الدينية باعتبارها المرجعية الإسلامية الأولى في مجال الفتوى، وهو المرصد الذي تم تطويره ليصبح مركز سلام لدراسات التطرف، وهو مركز عالمي علمي وطني متخصص في دراسات التطرف ومواجهة الإرهاب، منبثق عن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.
وأوضح أن تأسيسه جاء كثمرة لجهود متوالية وخبرات طويلة وعمل دؤوب لدار الإفتاء في مجال مكافحة التطرف والإرهاب على المستوى المحلي والعالمي.
كما استعرض الدليل المرجعي لمواجهة التطرف ومكافحته، الذي وضعته دار الإفتاء ، واستغرق إعداده سنوات، والذي يتضمَّن تصورًا يشمل كلَّ ما يخص قضايا التطرف، مؤكدا أن هناك صلات متشابكة بين التنظيمات المتطرفة وجميع أفكار كتبهم، نلحظ من خلالها وجود هذا الرابط القوي، و أهدى فضيلة المفتي السيد " أجيت جوبتيه" نسخة من الدليل.
وعلى صعيد متَّصل تطرَّق فضيلة المفتي إلى الحديث عن إنشاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، عام 2015، التي تضمُّ حتى الآن أكثر من 80 دولة لتكون مظلة عالمية تجمع كافة المؤسسات والهيئات الإفتائية حول العالم للتعاون وتبادل الخبرات ومناقشة القضايا المهمة والمعاصرة، مشيرًا إلى أن الهند هي إحدى الدول الأعضاء بالأمانة.
كما أبدى المفتي استعداد دار الإفتاء المصرية الكامل لتقديم كافة أشكال الدعم العلمي والشرعي للمسلمين في الهند، وكذلك تدريب علماء الهند وطلابها على مهارات الإفتاء من خلال البرامج التدريبية التي وضعتها دار الإفتاء.
من جانبه، أبدى أجيت جوبتيه، سفير الهند في القاهرة، إعجابه الشديد بما حققته دار الإفتاء المصرية من نجاحات في قضايا مكافحة التطرف والإرهاب، والنهضة الكبيرة في تفكيك الفكر الضال، والتطور الرقْمي الهائل في منظومة العمل والخدمات الإفتائية التي تقدمها الدار، والاشتباك والتفاعل.
مع القضايا المعاصرة التي تشغل الناس، مشيرًا إلى أن الهند تتميز بتنوع ديني وثقافي واسع، ومع ذلك تنعم باستقرار كبير.
وفي نهاية اللقاء، وجَّه أجيت جوبتيه، دعوةً رسمية إلى فضيلة المفتي لزيارة الهند في إطار برنامج الزوار البارزين، وعقد اجتماع مع عدد من الشخصيات البارزة في مختلف المجالات ومناقشة سُبل تعزيز التعاون بين الهند ودار الإفتاء المصرية.