الجمعة 26 ابريل 2024

مساجد حول العالم (3ــ 30).. «المسجد الأقصى» أولى القبلتين وثالث الحرمين

المسجد الأقصى

ثقافة25-3-2023 | 14:01

همت مصطفى

تزخر الدول العربية ودول العالم الإسلامية، وغير الإسلامية أيضًا بالملايين من بيوت الله المساجد، والجوامع، وسُمّي المسجد مسجدا؛ لأنّه مكان للسجود، فيطلق عليه تسمية المسجد إذا كان صغير الحجم، أمّا إذا كبُر حجمه كبيرًا فيُسمى جامعًا لاجتماع عدد كبير من الناس للصلاة فيه، فيُقال لكل جامع مسجد، وليس كل مسجد جامع.


ونستعرض معكم، عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، أحد أهم وأشهر المساجد، والجوامع التاريخية، في دول العالم الإسلامي، والدول العربية .

 

ونلقي اليوم في جولة  من داخل ..«المسجد الأقصى»  أولى القبلتين، وثالث الحرمين 

المكانة  الدينية للأقصى

 

هو المسجد الذي أسري بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام إليه وهو أولى القبلتين، وثالث الحرمين حيث صلى إليه المسلمون طوال الفترة المكية، إضافة إلى 17 شهرا بعد الهجرة، قبل أن يؤمروا بالتحول شطر المسجد الحرام، كما أنه ثالث المساجد التي تشد إليه الرحال بعد المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة.

 

وظل المسجد الأقصى على مدى قرون طويلة مركزًا مهمًا لتدريس العلوم ومعارف الحضارة الإسلامية، ومركزا للاحتفالات الدينية الكبرى، ومكانا لإعلان المراسيم السلطانية وتعيين كبار الموظفين.

 

تاريخ بناء المسجد الأقصى

بني المسجد الأقصى،  قبل الميلاد بأكثر من ألفي سنة، فهو ثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام، ودليل ذلك ما رواه البخاري عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: «المسجد الحرام»، قال: قلت ثم أي؟ قال: «المسجد الأقصى» ، قلت: كم كان بينهما؟ قال: «أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة فصل، والأرض لك مسجد».

 

من الذي بنى المسجد الأقصى؟

 

لا يعرف على نحو دقيق، من الذي بنى المسجد الأقصى أول مرة، حيث اختلف المؤرخون فيما بينهم على من وضع اللبنة الأولى لبناء المسجد، فمنهم من قال إن النبي آدم أبو البشر هو من بناه، والبعض يقول إنه سام بن نوح، وآخرون ذهبوا إلى أن النبي إبراهيم هو من عمد إلى بناء المسجد الأقصى.

 

وترجح بعض الروايات أن أول من بناه هو آدم عليه السلام، واختط حدوده بعد 40 سنة من إرسائه قواعد البيت الحرام بأمر من الله تعالى، دون أن يكون قبلهما كنيس ولا كنيسة ولا هيكل ولا معبد.

تاريخ المسجد الأقصى

وكما تتابعت عمليات البناء والتعمير على المسجد الحرام، تتابعت على الأقصى المبارك، فقد عمره سيدنا إبراهيم، عليه السلام، حوالي العام 2000 قبل الميلاد، ثم تولى المهمة ابناه إسحاق ويعقوب عليهما السلام من بعده، كما جدد سيدنا سليمان عليه السلام بناءه حوالي عام 1000 قبل الميلاد.

 

وفي واحدة من أشهر الفتوحات الإسلامية عام 15 للهجرة (636 للميلاد)، جاء الخليفة عمر بن الخطاب من المدينة المنورة إلى القدس وتسلمها من سكانها في اتفاق مشهور بـ«العهدة العمرية»، وقام بنفسه بتنظيف الصخرة المشرفة وساحة الأقصى، ثم بنى مسجدًا صغيرًا أقصى جنوبي المسجد الأقصى.

وقد وفد مع عمر العديد من الصحابة، منهم أبو عبيدة عامر بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد وأبو ذر الغفاري.

أجر الصلاة في المسجد الأقصى

الصلاة في المسجد الأقصى مُضاعفة الأجر، وقد تعددت الروايات والأحاديث حول كم تعدل، فقد ورد أنها تعدل 500 صلاة، كما ورد أنَّها تعدل 250 صلاة، وقيل أيضًا إنّ الصلاة فيه تعدل 50 ألف صلاة، وهو ما يرى علماء أنه لا يصح لأنَّه يتجاوز فضل الصلاة في المسجد الحرام، ويؤكدون أنَّ أصح ما ورد في الصلاة في المسجد الأقصى هو الرواية التي تشير إلى أنّها بألف صلاة.

 ومن دخل الأقصى فأدى الصلاة في أي مكان فيه -سواء تحت شجرة من أشجاره، أو قبة من قبابه، أو فوق مصطبة من مصاطبه، أو داخل قبة الصخرة، أو الجامع القبلي- كتبت له صلاة في المسجد الأقصى، فالأمر فيه سواء، ولا فرق في الصلاة بين مكان وآخر فيه، فالفضل فيه كله.

  قبة الصخرة 

ويُطلق اسم المسجد الأقصى المبارك على كامل المساحة شبه المستطيلة التي تبلغ 144 دونما، وما فيه من منشآت أهمها قبة الصخرة التي بناها عبد الملك بن مروان عام 72 للهجرة (691 ميلادي)،  مع الجامع القبلي، والتي تعد واحدة من أروع الآثار الإسلامية، ثم أتم الخليفة الوليد بن عبد الملك البناء للجامع القبلي في فترة حكمه، التي امتدت من عام 86 إلى 96 للهجرة (705 – 714 ميلادي).

 

وبقيت قبة الصخرة إلى اليوم على شكلها الأصلي، أما الجامع القبلي فإن بناءه الحالي يختلف عن بناء الأمويين، حيث بني المسجد عدة مرات في أعقاب زلازل تعرض لها على مدى القرون الماضية، بدءًا من الزلزال الذي تعرض له أواخر حكم الأمويين عام 130 للهجرة (747 للميلاد) ومرورًا بالزلزال الذي حدث في عهد الفاطميين عام 425 للهجرة (1033 للميلاد).

  المساحة والشكل وعدد الأبواب بالأقصى

  • تبلغ مساحة المسجد الأقصى حوالي 144 دونما «الدونم ألف متر مربع)، ويحتل نحو سدس مساحة البلدة القديمة في القدس، ويعد باب المطهرة أحد أبواب المسجد الأقصى «الجزيرة».
  • شكله مضلع أو شبه مستطيل، وطول ضلعه الغربي 491 مترا، والشرقي 462 مترا، والشمالي 310 أمتار، والجنوبي 281 مترا، وفي صدر الجامع قبة، كما أن له 11 بابا، 7 منها في الشمال وباب في الشرق واثنان في الغرب وواحد في الجنوب.

 

 عدد مآذن المسجد الأقصى

 

وللمسجد الأقصى 4 مآذن، والعديد من القباب والمساطب التي كانت مخصصة لأهل العلم والمتصوفة والغرباء، ومن أشهر هذه القباب قبة السلسلة، وقبة المعراج، وقبة النبي،  بالنسبة للأروقة فأهمها الرواق الشمالي المحاذي لباب شرف الأنبياء، والرواق الممتد غرباً من باب السلسلة إلى باب المغاربة، كما يوجد به مزولتان شمسيتان لمعرفة الوقت.

  معالم المسجد الأقصى

  • يتكون المسجد الأقصى من عدة أبنية، ويحتوي على عدة معالم يصل عددها إلى 200 معلم، منها مساجد وقباب وأروقة ومحاريب ومنابر ومآذن وآبار، وغيرها من المعالم.
  • ويشمل المسجد الأقصى كلا من قبة الصخرة المشرفة «القبة الذهبية» الموجودة في موقع القلب منه، والجامع القِبْلِي «ذي القبة الرصاصية»،  الواقع أقصى جنوبه ناحية القِبلة.
  • يضم الجامع القبلي 7 أروقة « رواق أوسط وثلاثة أروقة من جهة الشرق وثلاثة من جهة الغرب»،  وترتفع هذه الأروقة على 53 عموداً من الرخام و49 سارية من الحجارة.
  • يوجد في ساحة الأقصى الشريف 25 بئراً للمياه العذبة، 8 منها في صحن الصخرة المشرفة و17 في الساحات السفلى، كما توجد مواقع للوضوء.
  • وأما أسبلة شرب المياه،  فأهمها سبيل قايتباي المسقف بقبة حجرية رائعة لفتت أنظار الرحالة العرب والأجانب الذين زاروا المسجد، إلى جانب سبيل البديري وسبيل قاسم باشا.
  • وتوجد عدة مصاطب يصل عددها إلى أربعين، ترتفع عن الأرض بدرجة أو درجتين، وتستخدم للجلوس والصلاة وتدريس العلم الشرعي (الحديث الشريف والسيرة النبوية والتفسير والثقافة الإسلامية والفقه بالإضافة اللغة العربية والرسم)، وتستوعب كل الأعمار وكلا الجنسين، ويبلغ عددها 35 مصطبة، بني بعضها في العصر المملوكي، ومعظمها في العصر

 

 

 

 

 

 

Dr.Randa
Dr.Radwa