ها هن النساء الأربع يجتمعن مرةً أخرى على رجل واحد بعد اثنين وعشرين عاما ؛ لن يختلف كثيراً إن كان الحاج متولى أو جعفر العمدة حتى لو لم يكن "عمدة" فهو عمدة السيدة ولن نتجادل كثيراً حوله تحكيمه العرفى ورضا الجميع به فهو "عادل" بين الجميع وكذلك بين نسائه كما كان متولى!!!
ولن تختلف جاذبية الأربع وعراكهن حول العمدة أو الحاج وكذلك كلامه "المعسول" ومكانة كل منهن مهما اختلفت الأقدمية فلكل منهن طابعها الخاص، وكذلك لن تختلف الاعتراضات السنوية حول محمد رمضان؛ بل سيضاف لها اختياره لتيمة الأربعة التى تجاوز فيها الفنان نور الشريف الذى اكتفى باعتراف فى الحلقات الأخيرة أنه تمنى لو اكتفى بواحدة ، ولكن رمضان اتعظ منه فجعل الملكة الأم تذكره دائما أن والده اكتفى بها خمسة وعشرين وتظل محتفظة بصورته تحكى عنه للجميع ، وكذلك اعترافه أنه لايدرى هل بالفعل يرضى الله بالزيجات الأربع؟
رغم كافة الاعتراضات التى تلاحق "رمضان" ، ورؤية الكثيرين له فى الخفاء ؛ وعدم اعترافهم بمشاهدته ، لكنهم سيضطرون إلى تجاوز حاجز الخوف والاعلان عن مشاهدته لأنه فى المقدمة ، ولو أنكر الجميع فمن يرونه؟
ومحمد رمضان الذى تلاحقه سنوياً دعوة المقاطعة ؛ رغم تغييره لجلده كل عام إلا أنه لايزال حافظاً على العهد مع جمهوره الأساسي الذى يريده قوياً عادلاً ناصراً للضعيف وفى ذات الوقت المنتقم الذى لايقبل إلا الثأر ، ذلك الجانب لن يغيب مهما تبدلت الأدوار فسيجد ضالته فى كل دور مهما كان.
لقد جمع مسلسل "جعفر العمدة" للمؤلف والمخرج محمد سامى كل ما يشتهيه الجمهور ، فها هو فى تعاونه الناجح مع رمضان يضيف كافة "الخلطات" الجاذبة فى عمل واحد ؛ فهناك البداية المثيرة والوليدان الغائبان بين القتل والخطف وتابعهما الانتقام ، والنساء الثلاث فى انتظار الرابعة ، وبين كل ذلك قصص الحب التى تجعل رمضان "جعفر روميو " يحب "دلال جولييت" ليحيطهما الثأر والانتقام حتى النهاية، وبعض الدجل والأعمال والاصابة بحالة الحب مع الرابعة ؛ ولامانع من بعض "الغيرة" الكامنة التى ربما تصبح قاتلة.
ومع كل ذلك ؛ الغائب الذى يتمنى الجميع أن يعود ، وكيف لا وهو الابن المفقود ؟؟؟ الذى سيفضح الكثير من الأسرار ، كما ستتكشف أخرى مع المزيد من الحلقات.
خيوط متشابكة ومتشعبة مهما كانت هشة ؛ إلا أنها جاذبة ولا تزال لجمهور متعطش للحكايات ، واستمتع سابقاً بالافلام الهندية التى تتجاوز كل المناطق والأكوان، ودراما الصابون التى "يتزحلق" فيها الاف الحلقات، والدراما التركية وصولا إلى الكورية ، هذا الجمهور ينتظر رمضان بتوليفته التى يعيدها مرة بعد أخرى فى ثوب جديد بأقنعة وتفاصيل يحسن اختيار تنفيذها، فيستقبلها الجمهور وكأنها جديدة.