بقلم : د. ناهد عبد الحميد - مديرة ملتقى الهناجر الثقافى
نجحت وزارة الهجرة بقيادة الوزيرة النشيطة السفيرة نبيلة مكرم فى ربط المصريين بالخارج بوطنهم, حيث كرمت الدولة عددا من النابغين والعلماء والخبراء والباحثين من أبنائها بالخارج خلال مؤتمر مصر تستطيع, إيمانا من الدولة بأهمية أدوات البحث العلمي فى تنميتها، جاء ذلك خلال الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لجامعة الإسكندرية والتى تخرج فيها أجيال كثيرة منها العالم المصري يحيى المشد، وعبد الوهاب المسيري، والشيخ نعينع، وعمالقة الفن والإبداع محمود عبد العزيز، وإيمان البحر درويش, وفاروق حسني، وقد أقيم الحفل داخل القاعة الكبرى بمكتبة الإسكندرية بحضور كوكبة من السادة الوزراء وعدد من النواب ومجموعة من الباحثين والأكاديميين داخل مصر وخارجها, ليثبتوا أن العلم حجر الأساس والتقدم والتطور، كما حضر عدد من القناصل والدبلوماسيين, وعضوات المجلس القومي للمرأة بالإسكندرية بدعوة من الوزيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصرين فى الخارج, برعاية رئيس جامعة الإسكندرية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي ومدير مكتبة الإسكندرية, وبمشاركة رائعة من وزير الكهرباء والطاقة المتجددة, ووزير الإنتاج الحربي وأساتذة الجامعة.
كرم المؤتمر السير مجدي يعقوب أحد أهم أعمدة القوى الناعمة المصرية الوطنية وجراح القلوب العالمي, والذى يعد نموذجا للعلم والعطاء والإنسانية، حيث رفع اسم مصر في شتى المحافل الدولية, وأعطى الجراح المصري سمعة رفيعة، لم يكتف د. مجدى بما حقق من نجاحات شخصية وما قدمه في مجالات الطب وجراحة القلب بل حرص على أن يصنع تجربة جديدة على أرض مصر, فأنشأ مركزه المتميز لعلاج القلب بأسوان ليكون نقطة إشعاع للعلم وصرحا طبيا كبيرا ووطنيا مميزا في أقصى جنوب مصر، كما ضم المؤتمر عددا من خيرة علماء مصر في الخارج وأحد النماذج المشرفة من طيور مصر المهاجرة منهم د. هشام العسكرى، أستاذ نظم العلوم والاستشعار عن بعد بمصر والولايات المتحدة الأمريكية, والذي نجح فى توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، حيث كان المؤتمر مناسبة للتعرف على إسهاماته المتميزة في تصميم الأطلس الشمسي لمصر، كما كشف المؤتمر عن وجود تنسيق بينه والسير مجدي يعقوب للاستفادة من خبراته فى استخدام الطاقة الشمسية المتجددة فى المركز ووحدة البحوث الجديدة ومحاولة استخدامه في كل المشروعات الجديدة التي تشهدها مصر في عهد سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى, والذي يؤكد باستمرار أن أبناء مصر هم القادرون على تغيير وجه الحياة بها من خلال المشروعات القومية الكبرى وعبر الاستفادة من البحوث العلمية والتطبيقية.
من هنا نستطيع أن نقول وبكل قوة وفخر نعم مصر تستطيع بجامعة الإسكندرية التى مر خمسة وسبعين عاما على إنشائها، حيث بدأت بكليتي الحقوق والآداب في عام 1938، ثم كلية الهندسة عام 1941, حتى صدر المرسوم الملكي 1942 بإنشاء جامعة الملك فاروق الأول بالإسكندرية لتبدأ الدراسة بها العام الجامعي 1942-1943، وتسعى جامعة الإسكندرية دوما منذ إنشائها إلى خدمة أبنائها من المحافظات المجاورة في كافة المجالات العلمية والبحثية، كما تهدف في المقام الأول إلى تعظيم الاستفادة من البحث العلمي ودعم المشروعات التي تتوافق مع استراتيجية الجامعة، كما حرصت الجامعة منذ إنشائها على إبرام العديد من الاتفاقيات والتعاون مع الجامعات والمعاهد المتخصصة والمصنفة عالميا، وإعداد البرامج والدرجات العلمية المشتركة بمرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا، بالإضافة إلى تبادل أعضاء هيئة التدريس وإرسال البعثات العلمية من أجل الاستفادة القصوى لأبنائها علميا وأكاديميا.
يذكر أنه كان لعميد الأدب العربي طه حسين كلمة مهمة خلال افتتاح الجامعة قال فيها: "قديما يا مولاي قال هيرودوت مصر بلد العجائب وها نحن في خضم حرب عالمية على مرمى منا تتصارع عند العالمين, ونحن نؤسس جامعة من أجل المعرفة والمستقبل والسلام"، وهانحن الآن نحتفل بهذه الكلمات والإسهامات العلمية والثقافية لهذه الجامعة، ونأمل في خلق أجيال قادرة على التعامل مع معطيات العصر ومواجهة تحديات المستقبل، أجيال تمتلك أدوات عصرية تمكنها من صياغة مستقبل يليق بهذا البلد العظيم .