السبت 27 ابريل 2024

نساء في الإسلام (30- 19)| أم كلثوم بنت عقبة

صورة تعبيرية

ثقافة10-4-2023 | 11:50

عبدالله مسعد

أمر الإسلام الرجال بحسن معاملة النساء، كما خص الإسلام المرأة بالحفظ والتكريم، وأحاطها بسياج من الرعاية والعناية، سواءً كانت أمًا، أو أختًا، أو بنتًا، أو زوجة، وأكد على أن الرجل والمرأة سواء في الإنسانية.

حيث أشار الله تعالى في القرآن الكريم إلى أن الرجل والمرأة خُلقا من أصل واحد، ولما بُعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انكر العادات الجاهلية التي كانت تضهد المرأة وتظلمها، وأنزلها مكانة رفيعة تليق بها كأم وأخت وبنت وزوجة، وسَن للنساء الحقوق التي تكفل لهن الحياة الكريمة والاحترام والتقدير، ومن هذه الحقوق حق المرأة في الحياة فقد كان العرب يؤدون البنات، فحرم النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا الفعل الشنيع، وجعله من أعظم الذنوب.


وخلال شهر رمضان نستعرض معا نماذج من النساء ومنهن الذين عاصرن النبي -صلى الله عليه وسلم- وبعض من مواقف حياتهن، ونبدأ اليوم بـ أم كلثوم بنت عقبة.


هى أم كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط بن ذكوان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى الأموى، وزوجة الصحابة الكرام "زيد بن حارثة، الزبير بن العوام، عبد الرحمن بن عوف، عمرو بن العاص".


وهى فتاة خرجت وحيدة من مكة قاصدة الهجرة إلى المدينة، لتكن فى صحبة المؤمنين وفى معية آخر المرسلين، أسلمت "أم كلثوم" وقت ما كانت الدعوة لازالت فى مكة وبايعت ولم يتهيأ لها الهجرة مع المؤمنين وقت هجرة الرسول (صل الله عليه وسلم)، إلا سنة سبع للهجرة، وكان خروجها زمن صلح الحديبية، وكان من الأمور الصعبة على أم كلثوم كفتاة وحيدة الخروج وحدها لتقطع الطريق إلى المدينة دون حماية فخرجت أم كلثوم رغم المخاطر من مكة وحدها.


خرجت من مكة وحدها، وصاحبها رجل من خزاعة، حتى قدمت الهدنة، فخرج فى أثرها أخواها الوليد وعمار، فقدما ثانى يوم قدومها، فقالا يا محمد، شرطنا أوف به.


فقالت أم كلثوم: يا رسول الله، أنا امرأة، وحال النساء إلى الضعف، فأخشى أن يفتنونى فى دينى، ولا صبر لى، فنقض الله العهد فى النساء، وأنزل آية الامتحان، وحكم فى ذلك بحكم رضوا به كلهم.


فامتحنها رسول الله (صل الله عليه وسلم) والنساء بعدها: "ما أخرجكن إلا حب الله ورسوله والإسلام، لا حب زوج ولا مال" فإذا قلن ذاك لم يرددن.


فى المدينة تزوجت أم كلثوم من أربعة صحابة، فتزوجت زيد بن حارثة الذى قتل يوم مؤتة، وبعده تزوجت من الزبير بن العوام، وولدت زينب ثم طلقها، فتزوجت مرةً أخرى من أغنى الصحابة عبد الرحمن بن عوف فولدت له إبراهيم وحميداً وإسماعيل، وعندما توفى عنها، تزوجها عمرو بن العاص وقد توفيت بعد شهر من زواجه وذلك فى فترة خلافة على.


كانت المرأة في الجاهلية مهانةً ولا قيمة لها، فقد كان الرجل هو السيد المتحكِّم في المرأة حسب هواه دون احترامٍ وتقدير، ولكنّ بعد أن جاء الإسلام رفع من شأنها وقدّرها وجعل لها المقام الأول في البيت، فالمرأة مخلوقٌ لطيفٌ، وحساسٌّ، وذو قدراتٍ محدّدةٍ خلقها الله تعالى بكيفيّةٍ معينّةٍ لتأدية بعض المهام التي تستطيع تحمّلها، وقد تكون المرأة؛ أمّاً أو زوجةً أو أختاً أو ابنةً، وفي جميع حالتها يجب مراعاتها واحترامها، وسنتحدّث في هذا المقال حول كيفيّة تكريم الله عز وجل للمرأة.

Dr.Randa
Dr.Radwa