هى "الأقلّية الأكثر اضطهادًا في العالم"او"أتعس أهل الأرض جميعًا"، وغيرها من الأوصاف، ارتبطت بأقليّة عرقيّة تعتنق الديانة الإسلامية، وتدفع ثمن ذلك الانتماء قتلًا وتشريدًا.
* الروهينجا أقلية مسلمة:
يعيش مسلمو الروهينجا في جمهورية ميانمار (بورما)، يواجهون اليوم حملات إبادة وتطهير عرقي ممنهجة على يد الأغلبية البوذية التي تسكن البلاد، في الوقت الذي يقف فيه العالم عاجزًا عن إنقاذهم، بينما تشارك حكومة البلاد في حملة العنف وتدير ظهرها للانتقادات ودعوات إيقاف "المذبحة".
*تبريرات حكومية:
وتأتي التبريرات الحكومية للأحداث ضمن إطار ضرورة "استهداف المسلحين"، إلا أنّ حقوقيين أكّدوا أنّ الاستهداف بالأسلحة الثقيلة يطال المدنيين، مع اتهامات باغتصاب النساء وقتل الأطفال بصورة متعمدة.
وقد اكدت تقارير إعلامية نُشرت مؤخرًا تحدّثت عن نزوح أكثر من 123 ألف شخص خلال الأسبوعين الماضيين إلى بنغلاديش، هربًا من أعمال العنف.
*أصول عربية:
يعيش مسلمو الروهينجا في ميانمار دون جنسية، حيث ترى الحكومة أنهم مهاجرون غير قانونيين من بنجلاديش، إلا أنّ الروهينجا يرفضون هذه الاتهامات ويؤكدون أنهم يقطنون المنطقة منذ مئات السنين.
كما تشير المراجع التاريخية إلى أن أصول الروهينجا تعود إلى القبائل العربية التي وفدت إلى آسيا للتجارة في القرن الثامن الميلادي.
* لغة خاصة:
للروهينجا لغة خاصة تتبع اللغات الهندوأوروبية، وهي تعتمد أبجدية تعد حديثة نسبيًا، وهي أبجدية معترف بها من قبل "المنظمة الدولية للمعايير".
يبلغ عدد مسلمى الروهينجا نحو 1.33 مليون نسمة، كما تصنفهم الأمم المتحدة على أنهم من أكثر مجموعات اللاجئين المعرضين للاضطهاد في العالم.
*تجريد وحرمان من الجنسية:
جردت حكومة بورما أفراد الروهينجا من حقوق المواطنة على أراضيها، وكان ذلك عام 1982،كما سمحت بالاستيلاء على ممتلكاتهم بشكل تعسفي..وتحرمهم من التمتع بجنسيتهم الاصلية.
ومنذ عام 2011 تزايد التوتر بين الطوائف الدينية في البلاد، بالتزامن مع حل المجلس العسكري الذي حكم ميانمار لنحو نصف قرن، كما تزايدت خلال السنوات الأخيرة الدعوات لاضطهادهم من قبل حركات بوذية متطرفة، مثل حركة "رهبان بوذيون قوميون".
*مخيمات للمشردين:
قالت منظمة "ريفيوجيز إنترناشيونال" عام 2014، إنّ هناك أكثر من 140 ألف روهينجي يعيشون في مخيمات للمشردين داخل ميانمار، حول عاصمة ولاية راخين في جنوب غربي البلاد، معتمدون بشكل كامل على المساعدات الدولية.
وتتجدد سنويًا أحداث العنف ضدّ مسلمي الروهينجا، إلا أنّ الاشتباكات التي اندلعت مؤخرًا تعد الأعنف منذ عقود، إذ أسفرت عن مقتل نحو 400 شخص.
*تعتيم إعلامي :
قامت الأقمار الصناعية بتوثيق صور، بثتها منظمة هيومن رايتس ووتش، لحرق أكثر من 700 مبنى من الخشب، في أكثر من 17 موقعًا من قرية" شين خارلي"، وهو ما يمثل 99% من مباني القرية.
ويتهم مسؤولو ميانمار “جيش إنقاذ الروهينجا في أراكان” بعمليات الحرق، وأوضح الجيش النظامي أنه يقوم بعملية تطهير ضد إرهابيين متطرفين.
كما أشارت صحيفة “الإندبندنت” إلى أن حكومة ميانمار تمنع وسائل الإعلام والمراقبين من الوصول القرى المنكوبة.
* تعليق المساعدات:
قام برنامج الغذاء العالمي بتعليق أعماله في ولاية أراكان بميانمار، إثر هجوم عسكري مضاد شنه الجيش النظامي على مناطق المسلمين.
وقد أدت الاشتباكات إلى مقتل نحو 400 شخص، وفرار 58 ألفًا و600 من الروهينجا إلى بنغلادش، خلال أسبوع من بدء الهجوم المضاد.
وكانت الهجمات الأخيرة لـ"جيش إنقاذ الروهينجا في أراكان" على نقاط أمنية، تسببت بواحدة من أعنف موجات العنف ضد أقلية الروهينجا المسلمة خلال عقود.
ونقلت منظمات إغاثية شهادات ناجين من الروهينجا تحدثت عن اعتقالات وذبح أطفال وقطع رؤوس وحرق بشر أحياء في الأكواخ، نفذها جيش الحكومة، بحسب صحيفتي "ذي إندبندنت" و"ديلي تيلجراف" البريطانيتين.