سجلت أسعار الذهب ارتفاعات مستمرة لتصل إلي مستويات تاريخية بشكل يومي منذ بداية الأسبوع وذلك في ظل ارتفاع الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن وتحوط ضد التضخم قبل الانخفاض المرتقب في سعر صرف الجنيه وفق التحليل الفني لجولد بيليون، وبلغ سعر الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً سجل اليوم 2450 جنيه للجرام وهو أعلى سعر تاريخي للذهب، بينما وصل سعر الجنيه الذهب اليوم إلى 19600 جنيه.
وبحسب التقرير الفني، فمنذ بداية شهر ابريل ارتفعت أسعار الذهب في مصر بنسبة 11% ليربح 240 جنيه للجرام، بينما ارتفع سعر جرام الذهب منذ بداية عام 2023 وحتى اليوم بنسبة 45% ليربح 760 جنيه للجرام.
الطلب على شراء الذهب يتناسب طردياً مع ارتفاع الأسعار وهو ما نشاهده حالياً في أسواق الذهب المحلية، فعلى الرغم من تراجع أسعار الأونصة عالمياً تحت المستوى 2000 دولار للأونصة، إلا أن السعر المحلي مستمر في الارتفاع وتسجيل مستويات قياسية بسبب تزايد الطلب الكبير، وارتفاع الطلب ناتج عن الرغبة في التحوط ضد التراجع المرتقب في سعر صرف الجنيه مقابل الدولار وما قد ينتج عن هذا من موجة تضخم جديدة بسبب انخفاض القيمة الشرائية للعملة المحلية.
سعر الذهب عالمياً
يستمر التذبذب في أسواق الذهب العالمية للجلسة الرابعة على التوالي وذلك في ظل غياب البيانات الاقتصادية الهامة إلى جانب تصريحات أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي التي اعادت التركيز على معدلات التضخم وعلى أهمية استمرار الفيدرالي في محاربتها الأمر الذي قلل من فرص مكاسب الذهب، وفق التحليل الفني لجولد بيليون وارتفعت أسعار الذهب الفورية اليوم الخميس بشكل طفيف بنسبة 0.5% ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 2003.81 دولار للأونصة، وذلك بعد أن شهد تراجع أمس ليسجل أدنى مستوى في أسبوعين عند 1969.16 دولار للأونصة قبل أن يقلص مكاسبه ويغلق عند المستوى 1994.58 دولار للبرميل.
وتراجعت أسعار الذهب أمس وكسرت مستوى الدعم 1980 دولار للأونصة لتسجل أدنى مستوياتها في أسبوعين، وهو ما شجع المشاركين في الأسواق على عودة الشراء مستغلين تراجع الأسعار ليقلص الذهب من خسائره ولكن أغلق تحت المستوى 2000 دولار للأونصة، و هو محور التداولات هذا الأسبوع في ظل غياب البيانات الاقتصادية الهامة التي كانت تدعم الذهب خلال الأسابيع الماضية، لتتحرك الأسواق في الفترة الحالية وفقاً لمعتقداتها إلى جانب تصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي التي أعادت فرص رفع الفائدة إلى الأضواء مجدداً.
أما عن مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الفيدرالية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية فقد تراجع اليوم بنسبة 0.2% وذلك بعد أن ارتفع المؤشر يوم أمس وسجل أعلى مستوى هذا الأسبوع ولكنه قلص مكاسبه عند الاغلاق.
عضو الفيدرالي الأمريكي كريستوفر والر صرح نهاية الأسبوع الماضي أن البنك الفيدرالي في حاجة إلى مواصلة رفع أسعار الفائدة بسبب ارتفاع مستوى التضخم، وأشار إن الإنتاجية والتوظيف مستمران في النمو بوتيرة قوية بينما يظل التضخم مرتفعا للغاية ولا ينبغي للمستثمرين توقع انخفاض أسعار الفائدة في أي وقت قريب. وأضاف أنه يجب أن تظل السياسة النقدية متشددة لفترة طويلة من الوقت أطول مما تتوقعه الأسواق.
أما عن عضو الفيدرالي جيمس بولارد فقد أكد على الحاجة إلى رفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم على خلفية البيانات الأخيرة التي تظهر أن التضخم لا يزال مستمراً كما يبدو أن الاقتصاد مستعداً لمواصلة النمو حتى لو كان بطيئًا.
كان كل من عضوي الفيدرالي والر وبولارد صريحين للغاية حيث أشار كلاهما إلى الحاجة إلى الاستمرار في رفع أسعار الفائدة حتى بعد الارتفاع المتوقع لسعر الفائدة 25 نقطة أساس في مايو.
وفقاً لهذا تُظهر العقود الآجلة لصندوق الاحتياطي الفيدرالي أن الأسواق تقوم بتسعير احتمال بنسبة 85٪ أن يقوم البنك الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في مايو، واحتمال بنسبة 28٪ لرفع مماثل في اجتمال يونيو. وهي قفزة كبيرة في التوقعات من احتمال الأسبوع الماضي البالغة 5٪ لارتفاع الفائدة في يونيو. لكن الأسواق لا تزال ترى احتمال آخر بنسبة 62٪ أن يوقف البنك الاحتياطي الفيدرالي زياداته في أسعار الفائدة في اجتماع يونيو وفق gold Bullion.
و ظل التضخم في أسعار المستهلكين في بريطانيا مرتفعاً بشكل كبير في مارس، بينما تراجع التضخم في منطقة اليورو الشهر الماضي ولكن القراءات الجوهرية ظلت مرتفعة بشكل يدل على استقرار التضخم، مما عزز التوقعات برفع أسعار الفائدة من البنك المركزي البريطاني والبنك المركزي الأوروبي.
التوقعات باستمرار البنوك المركزية العالمية برفع الفائدة في ظل استمرار التضخم عند مستويات غير مريحة تسببت في ضعف أسواق الذهب خلال هذا الأسبوع، فبعد تسجيل المعدن النفيس أعلى مستوياته منذ 13 شهر عند 2048.76 دولار للأونصة خلال الأسبوع الماضي عاد الذهب إلى التراجع والتذبذب حول المستوى 2000 دولار للأونصة.
من جهة أخرى تستمر عوائد السندات الحكومية الأمريكية في الارتفاع بدعم من توقعات رفع أسعار الفائدة، حيث ارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات منذ بداية الأسبوع بنسبة 1.2% ليسجل أعلى مستوى في شهر عند 3.637%.
أيضاً ارتفع العائد على السندات الحكومية لأجل عامين والتي تعد الأكثر تأثراً بتغير توقعات أسعار الفائدة خلال هذا الأسبوع بنسبة 2.2% وسجلت أعلى مستوى في 5 أسابيع عند 4.2820%.ارتفاع العائد على السندات الحكومية يؤثر بشكل سلبي على الذهب كون المعدن النفيس لا يقدم عائد مما يجعل الاستثمار في السندات يعد استثمار أفضل.