يحتفل العالم اليوم الأحد الموافق 23 إبريل باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، ويوافق هذا الاحتفال ذكرى وفاة أعظم الأدباء العالميين، وأبرزهم هو الكاتب العالمي الإنجليزي الشهير «وليم شكسبير»، الذي تحتفي به الأوساط الثقافية وبمنجزاته الأدبية خاصةً في الكتابة المسرحية.
يعد شكسبير من أشهر أدباء المسرح العالمي عبر التاريخ حيث تحولت مسرحياته إلى أعمال ملحمية جسدها المسرح وأنار بها، وزادت شهرتها، فعرف عن شكسبير أنه طبيب الرواية، لأنه كان يقوم بالفحص والتدقيق في الكثير من رواياته ويقوم بتنقيحها، وإعدادها لفريقه المسرحي قبل العمل عليها.
تتسم أعمال شكسبير المسرحية بالسهولة في الكتابة وانتقاء الألفاظ والتعبيرات اللغوية، وقسَّم النقاد أعماله إلى ثلاثة أقسام ما بين (الملهاة والمأساة والمسرحيات التاريخية).
ريتشارد الثاني ملك إنجلترا.. أشهر أعماله التاريخية
ومن أشهر أعماله التاريخية مسرحية: «ريتشارد الثاني ملك إنجلترا» والتي كتبت تقريبًا في عام 1595م، ورصدت المسرحية حياة الملك ريتشارد الذي حكم إنجلترا ما بين عامي 1377م – 1399م، وتعد هذه المسرحية هي أول أجزاء رباعية مسرحية تلاها خلفاء ريتشارد الثاني وهم هنري الأول، وهنري الرابع والخامس.
مأساة هاملت
كتب شكسبير مسرحية مأساة هاملت في عام 1601م، وتعد هذه المسرحية من أعظم مسرحياته العالمية في عالم السوداوية، التي تحكي قصة أمير دنماركي يقع فريسة لإجرام عمه ويصدم بضعف والدته وأن والده قد قُتل على يد عمه، فيدخل هاملت في صراع قوي مع نفسه ويقع في حيرة شديدة وشعور بالضياع ما بين إتخاذ قرار الانتقام مع العلم أن هذا القرار سيدمر كل من حوله أم يستسلم لمعاناته، وقد صور شكسبير هاملت في هذه الملحمة المسرحية الوضع الإنساني الذي يكمن في داخله القسوة والجبروت والضعف والتردد في ذات الوقت.
وكانت مسرحية مأساة شكسبير تواكب فترة مهمة في مشوار حياته الأدبي أطلق عليها النقاد حالة النضج الأدبي، لأنها من أعظم نصوصه التراجيديا التي تميل إلى الكوميديا السوداء والتي كانت تظهر مأساة عمق رؤية هذه المرحلة لدى وليم والتي أكسبته براعة الحبكة والصناعة الدرامية، واستطاع شكسبير أن يصل إلى حد الإتقان في المزج والدمج ما بين الفكر الإنساني والعواطف البشرية، بإضافة الشعر والمواقف المؤثرة
حلم ليلة صيف.. أدب الملهاة
وتعد مسرحية «حلم ليلة صيف» أبرز أعماله وليم شكسبير في أدب الملهاة، وهي عبارة عن نسيج درامي شديد التعقيد مكونة من ثلاث عوالم خفية متداخلة ما بين البشر والجن، وقد رصد وليم شكسبير في هذه المسرحية تصوراته عن العواطف التي تحكم الجميع مثل الحب والغيرة والكراهية والبغض في عالم البشر والجن معًا، ووضعها شكسبير في إطار من الكوميديا والرومانسية بصورة معبرة وعميقة.
روميو وجولييت
ومن أعظم وأشهر أعمال شكسبير المسرحية مسرحية «روميو وجولييت» ويعتبرها النقاد من أهم ما قدمه شكسبير للمسرح، نظرًا لأنها لاقت شعبية كبيرة في كل العالم، وعرضت في الكثير من مسارحه، وتم ترجمتها إلى لغات عديدة، وصارت هذه المسرحية متعلقة بأي قصة حب يشار بها إلى الشخص العاطفي أو المغرم، كم أن مشاهد روميو وجولييت ألهمت الكثير من الرسامين لرسم مشاهد المسرحية، ونتج عن ذلك تراث من اللوحات العالمية الشهيرة.
في أواخر أيامه اتجه وليم شكسبير إلى كتابة النصوص الرومانسية التي تحتوي على عدة مفاهيم ممزوجة بروح التفاؤل، ودمج العاطفة بالفن والميول إلى العوالم الخفية كالجن والسحر والخيال ليضيف شكسبير مرحلة مختلفة في تغيير إتجاهاته الأدبية التي اعتاد عليها.
كما أدخل أيضًا الشعر الغنائي بصورة أكبر مما كان معتاد عليها في كتاباته السابقة وكانت تتحدث مسرحياته في أواخر أيامه عن وجع الفراق بين العشاق ولوعة الحب ولم الشمل، وقد رأى بعض النقاد أن هذا الأسلوب الجديد لوليم شكسبير ما هو إلا تغيير في الأذواق فقط وليست في التوجهات أو الفكر الشخصي للكاتب.
أعماله الشعرية
نظّم شكسبير عدد من القصائد من ابرزها «سوناتا شكسبير» وهي عبارة عن مجموعة مؤلفة تغطي مواضيع مثل مرور الوقت، والحب والجمال، وتعد قصيدة «فينوس وأدونيس» أول قصيدة يقوم بكتابتها وتعتبر من القصائد الطويلة التي بلغ عدد سطورها 1250 سطرًا، وكما كتب أيضًا قصيدة «الحاج المغرم»، و«العنقاء والسلحفاة»، وغيرها.
وفاته
رحل شكسبير عن عالمنا في مسقط رأسه بستراتفورد في 23 إبريل من عام 1616م عن عمر يناهز 52 عامًا ودفن بكاتدرائية الثالوث الأقدس بإنجلترا بعدما قدم للمسرح ما يقرب من 39 نصًا مسرحيًا، و158 قصيدة وقد ترجمت أعماله الأدبية جميعها إلى كل لغات العالم مما يجعله من أعظم أدباء المسرح على مر التاريخ بما تركه من نصوص آثرت المسرح الإنجليزي والعالمي، وأضافت عليه تطورات فكرية، ورؤى جديدة مازالت تدرس في الأكاديميات والجامعات حتى الآن.