كتبت : أميرة صلاح
مرض «داء الكلب» هو فيرس مُعد ينتقل إلى الإنسان عن طريق عضة من كلب مُصاب بالفيرس، وقد يؤدى إلى الوفاة إذا أهمل الإنسان فى أخذ التطعيم والمصل المناسب خلال الـ٦ ساعات الأولى من وقت الإصابة، هكذا يوضح الدكتور أحمد عبد الفتاح، مدير مستشفى حميات العباسية، قائلا: «إن فترة حضانة الفيرس تأخذ أياما وقد تصل لسنة على حسب مكان الإصابة إذا كانت فى الساق أو الرقبة»، مشيرا إلى أن نسب الوفاة نتيجة الإصابة بهذا الفيرس قليلة جدا.
ويستطرد الدكتور «عبد الفتاح» بأن مرض داء الكلب عبارة عن فيرس مُعد ينتقل إلى الإنسان عن طريق عضة كلب من خلال الأعصاب ليصيب المخ، لذلك تظهر أعراضه على حسب مكان العدوى، مثلا لو كانت العضة فى الذراع أو الرقبة فهى تعتبر قريبة من المخ فيصل الفيرس بسرعة، أما لو كانت العضة فى الساق فتأخذ شهورا أو قد تصل لسنة لتصيب المخ.
وتظهر أعراض هذا المرض، حسب الدكتور عبد الفتاح، بعد وصول الفيرس للمخ، وهنا تكون هذه الأعراض عبارة عن المراحل الأخيرة من المرض، وتظهر على هيئة التهاب المخ، سخونية بسيطة، صداع، هياج، قلق، تشوش، فرط النشاط، صعوبة البلع نتيجة تقلص المرئ، الخوف من الماء (رهاب الماء) بسبب صعوبة البلع، وتشنجات، وبعد ظهور هذه الأعراض تكون نسبة الوفاة تقارب ١٠٠٪.
مدير مستشفى حميات العباسية قال أن علاج مرض داء
هو علاج وقائى فى الأساس وليس علاجيا، لأنه ما أن يصل إلى المخ يؤدى إلى الوفاة، لذلك يجب على الإنسان الذى تعرض لعضة كلب أن يذهب خلال الـ٢٤ساعة الأولى ويفضل أول ٦ ساعات لأقرب مستشفى للحصول على التطعيم ضد مرض الكلب وهنا تكون نسبة نجاح التطعيم تصل لـ٩٧ ٪، ويوجد أيضا «مصل الكلب» الذى يعطى للمُصاب إذا كانت العضة فى الرقبة أو فى الذراع، أو الجرح غائر بشكل كبير، فيقوم الطبيب بتحديد مكان الإصابة وإعطاء المصل فى مكان العضة نفسها وكذلك فى العضل، ويكون هذا المصل بمثابة أجسام مناعية لمحاربة الفيرس، هذا بخلاف التطعيم الذى يكون عبارة عن حقنة تؤخذ فى الكتف ٥ مرات بداية من يوم الإصابة، ثم بعدها بثلاثة أيام، ثم بعدها ٧ أيام، ثم بعدها بـ١٤ يوما، ثم بعدها بـ٢٨ يوما، وأحيانا نعطى بعدها بـ٥٦ يوما على حسب الحالة.
وعن الحالات التى تعرضت لعضة الكلب خلال العام الماضي، قال الدكتور عبد الفتاح أن وزارة الصحة وفرت المصل والتطعيم فى كافة المستشفيات، إلا أن مستشفى حميات العباسية تستقبل عددا كبيرا منهم، فقد وصل إجمالى الحالات التى تعرضت لعضة كلب خلال العام الماضى ١٥٠٣ حالة، وإذا أهمل المُصاب أو لم يتمكن من أخذ التطعيم أو المصل فى أقرب وقت فقد يؤدى به بنسبة كبيرة إلى الوفاة، إلا أن نسب الوفيات تعتبر قليلة فتتراوح بين حالتين إلى ثلاث حالات كل شهر، لذلك يجب أن يكون هناك حملات توعية لتجنب حدوث وفيات