يعد التفرقة بين مفهومي الحب والتعود مع شريك الحياة، أمراً ليس سهلًا على الإطلاق، خصوصا إذا كانت تلك المشاعر جديدة على المرأة، فيمكن أن تكون العلاقة قوية لكنها لا تعد حبًا، ومن الممكن أن نعتاد شريك الحياة دون أن نحبه، فكيف نفرق بين الحب والاعتياد في العلاقات الرومانسية، وأيهما أقوى في التعبير عن المشاعر العاطفية....
تقول الدكتورة منار عبد الفتاح استشاري الصحة النفسية، إن المشاعر الإنسانية شيء معقد للغاية، ويعد الحب والتعود وجهان لعملة واحدة، لا ينفصلان عن بعضهما، فكلاهما بمثابة نوع من العواطف والمشاعر المليئة بالحب والإعجاب والتعلق، ولكنها قد تختلف باختلاف الشخص الموجه إليه تلك العواطف، فالحب والتعلق للابن يعد مشاعر فطرية لا تكتشف بل هي غريزة طبيعية بين الأم وطفلها، وكذلك بالنسبة لحب الأهل والأقارب، أما بالنسبة للأصدقاء وحب شريك الحياة فالأمر يختلف تماماً، وينطوي على الكثير من المزايا والعيوب والتباين بين المفهومين، وذلك لأن:
- الحب هو شعور بأن الشخص يمكنه فعل كل شيء بكامل حريته، ولا ينطوي على أي نوع من الأنانية، بل مليء بالطاقة المتجددة والاستعداد لمواجهة العالم من اجل الحبيب، دون أي قيد، أما التعلق والاعتياد فهو نوعاً من الأنانية والتحكم بالشخص المتعلق به.
- في بعض الأحيان يتحول التعود على الشخص لنوع من الحب والإدمان، لدرجة إصابتنا بالقلق والاكتئاب لمجرد عدم تخيل فكرة غيابه.
- التعود يجعل الكثير من الأشخاص يتغاضون عن عيوب الطرف الأخر، لمجرد إرضاء ذاتهم وعدم تحملهم فكرة فراق من تعودوا على لقائهم وطباعهم، وذلك مهما كلفهم ذلك من تضحيات أو أزمات في سبيل الحفاظ على الشخص المتعود عليه.
- الحب يولد الحماس والشغف، لمعرفة كل شيء عن من تحبه، أما التعود فالأمور تكون اقل حماساً وتعمقاً لأن ما يهم الشخص المتعلق هو في معرفة الجانب الجيد فقط أو ما اعتاد رؤيته به، لكي يعود أثر هذه السعادة عليه ليس إلا، مما قد يدفعنا بالارتباط بأشخاص غير أسوياء بسبب تعودنا على وجودهم بشكل محدد في حياتنا دون تعمق وتركيز حقيقي للشخصية.
- يقوم الطرف الذي يعاني من التعلق بمحاصرة شريك الحياة بكافة الطرق والتلاعب به، من خلال المكالمات والرسائل اغلب اليوم، لأنه يحاول أن يبعده عن كل من يهتم به ويحبه كأنه يريد أن يكون له فقط ، كنوع من حب التملك.