تصدّر حفل تتويج الملك تشارلز الثالث، وسائل الإعلام حول العالم، وبخاصة أنه الحدث الأول من نوعه في بريطانيا منذ أكثر من سبعين عامًا
وقال تقرير نشرته شبكة “CNBC” الأمريكية، إن حفل التتويج سوف يُكلف البلاد أكثر من 145 مليون دولار أمريكي.
لكن الاحتفال البريطاني الكبير يتوقع أن يُنعش الطلب على العديد من القطاعات والخدمات في بريطانيا، وذلك بسبب توافد الآلاف خلال عطلة نهاية الأسبوع على وسط العاصمة لندن، كما تم إعلان يوم الإثنين يومًا للعطلة الرسمية في المملكة المتحدة احتفاءً بالمناسبة ومن أجل تمكين الناس من المشاركة في الاحتفالية ومتابعتها، سواء في الشوارع أو عبر وسائل الإعلام.
وبدأ التتويج، الذي يديره رئيس أساقفة كانتربري يوم السبت السادس من شهر مايو الحالي، وسيستمر ثلاثة أيام من الاحتفالات في جميع أنحاء لندن والمملكة المتحدة، وتبلغ الاحتفالات ذروتها في العطلة العامة يوم الاثنين الثامن من مايو.
وهذه الاحتفالية هي الأولى من نوعها منذ 70 عامًا، حيث سيتم تنصيب الملك تشارلز البالغ من العمر 74 عامًا بعد أن أصبح هو الملك على بريطانيا رسميًا في 8 سبتمبر 2022، أي يوم وفاة الملكة إليزابيث الثانية.
وتقول “سي إن بي سي” إنه بينما يُتوقع أن يحتفل الملايين بهذه المناسبة التاريخية، فإنها تأتي بالتزامن مع أزمة اقتصادية صعبة تعاني منها المملكة المتحدة، فيما ينتقد بعض البريطانيين هذه الاحتفالية المكلفة التي تأتي أيضًا بالتزامن مع أزمة ارتفاع كبير في تكاليف المعيشة.
وقالت “سي إن بي سي” إن قصر باكنغهام الملكي في لندن لا يقدم رقمًا دقيقًا لتكلفة حفل التتويج، ولم يستجب لطلب الشبكة التعليق على هذه التكاليف أو الإفصاح عن أية أرقام.
وبحسب الشبكة فانه “يتردد بأن الملك تشارلز نفسه سعى إلى احتفال أكثر تقليصًا، مع احتفال أقصر وأصغر وأقل تكلفة وأكثر تمثيلًا”.
ومن المقرر أن يحضر حفل “وستمنستر آبي” ما يقرب من ألفي ضيف من كبار الشخصيات، وهو نحو ربع العدد الذي حضر حفل تتويج الملكة الراحلة.
ومن المتوقع أن تتراوح تكلفة إجراءات عطلة نهاية الأسبوع، التي تشمل “موكب الملك” وحفل موسيقي مرصع بالنجوم في حدائق وندسور، ما بين 50 مليون جنيه إسترليني و100 مليون جنيه إسترليني (63-125 مليون دولار أميركي)، وذلك بحسب تقديرات شبكة “بي بي سي” التي قالت إنها ليست من مصدر رسمي.
ويتم تمويل المناسبة، مثل معظم الأحداث العامة، من قبل الحكومة البريطانية، مع مساهمة قصر باكنغهام أيضًا بحصة غير معلنة.
في غضون ذلك، تُقدر تكلفة العطلة الرسمية التي تم استدعاؤها للاحتفال بالحدث في 8 مايو على اقتصاد المملكة المتحدة بمبلغ 1.36 مليار جنيه إسترليني إضافي في الإنتاجية المفقودة.
لكن الحكومة، من جانبها، تصر على أن هذه المناسبة ستجلب الملايين للشركات، ولا سيما قطاعات البيع بالتجزئة والسياحة والضيافة التي تضررت بشدة. ووفقًا لبعض التقديرات، عادة ما يتم تعزيز مبيعات التجزئة بنحو 15% يوميًا في أيام العطل الرسمية.
وقالت “يو كيه هوسبيتاليتي”، وهي جمعية تجارية لصناعة الضيافة، إن تتويج الملك يمكن أن يجلب 350 مليون جنيه إسترليني لهذا القطاع. وأضافت أن ذلك، بالإضافة إلى عطلتين أخريين في بريطانيا في مايو، بالإضافة إلى مسابقة الأغنية الأوروبية في ليفربول في 13 مايو، يمكن أن تولد دفعة إجمالية قدرها 1 مليار جنيه إسترليني.