السبت 1 يونيو 2024

مكاسب مصر الاقتصادية من مشاركة السيسي في اجتماعات الأمم المتحدة

17-9-2017 | 20:02

كتبت- خلود الشعار

 

لفت خبراء اقتصاديون، إلى أهمية مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومردودها الإيجابي على المجالات الاقتصادية والاستثمارية في البلاد، مرجعين ذلك لأهمية مصر في الشرق الأوسط وموقعها الاستراتيجي، مؤكدين أن الرئيس سيلتقي عددًا من المستثمرين والقيادات الاقتصادية الرسمية وغير الرسمية من مختلف دول العالم.

 

ومن المقرر أن يلتقي الرئيس السيسى، بعد قليل، بمقر إقامته في نيويورك ، كلاوس شواب، رئيس ومؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي لبحث التطورات الاقتصادية.

 

ووصل الرئيس السيسي، اليوم، إلى مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة للدورة الـ 72 الأسبوع الجاري.

 

ويلقي الرئيس بيان مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء المقبل بتوقيت نيويورك.

 

وتسعى مصر للمشاركة في هذه الجمعية، لتفعيل دورها الدولي في مختلف الجهات، وذلك لتعزيز الجهود المبذولة للوصول إلى حلول سياسية للأزمات الإقليمية والدولية الراهنة، فضلًا عن مناقشة القضايا الاقتصادية والتنموية والاجتماعية محل الاهتمام الدولي، بالإضافة إلى لقاءات الرئيس مع رؤساء وزعماء الدول المختلفة لتدعيم العلاقات المشتركة بينهم، سواء اقتصاديًا أو سياسيًا أو المشروعات القومية العملاقة، وتفعيل دور المستثمرين للمشاركة بها، وتعزيز العلاقات الثنائية مع مصر وتبادل الرؤى حول التعامل مع التحديات الراهنة على المسرح الدولي وتنسيق المواقف بشأن الموضوعات المطروحة على جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

 

المجتمع الدولي

الدكتور مجدي عبد الفتاح، الخبير الاقتصادي، قال إن مشاركة مصر ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذه الاجتماعات لها طابع هام جدًا، نظرًا لمكانة مصر السياسية والجغرافية في منطقة الشرق الأوسط.

 

وتابع عبد الفتاح لـ"الهلال اليوم"، أنه من المهم مشاركة مصر في هذه الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولا يمكن فصل هذا الأمر عن المستوى الاقتصادي، لأنه جزء من الأوضاع السياسية سواء داخليًا أو خارجيًا مما يؤثر بالطبع على الأوضاع الاقتصادية.

 

وأضاف، أن دعم مصر اقتصاديًا مرتبط بالعلاقات السياسية، ولذا لا يمكن فصل السياسة عن الاقتصاد، مشيرًا إلى أن مصر في حاجة ماسة للانفتاح على العالم أكثر من ذلك، تحديدًا على المستوى الاقتصادي، لأن هذه العلاقات لها شقين، وهم أن هذه العلاقات فرصة للتعرف على سياسات مصر الجديدة وشكلها، بالإضافة إلى أنها فرصة لزيادة العلاقات الدولية، خاصة عقب أزمة الصراعات مع جماعة الإخوان الإرهابية خلال الفترة الماضية.

 

الاستفادة من المشاركة

وأشار إلى، أن مصر تقترب أكثر من العلاقات الخارجية، وتكتسب خبرة تتماشى مع الفترة الحالية، وتحتاج إلى تحسين وتطوير أدائها خلال السنوات المقبلة، مؤكدًا أن كل مكسب سيحققه رئيس الجمهورية خلال هذه الزيارة هو إضافة لمشروع التطور، لأن مشروع التطور الاقتصادي في البلاد طويل الأمد، وفي غاية الصعوبة، فإن كل خطوة به تراكمية.

 

وأوضح، أن أن مصر ستقدم في الجمعية العامة للأمم المتحدة تقرير وافي عن أوضاعها الداخلية وشكلها، وهذا التقرير سيحتوى على احتياجاتها وإمكانياتها المتاحة، وكيف تستطيع دول العالم المساعدة؟، مضيفًا أن دول العالم ستبحث عما إذا كانت تريد المشاركة لدولة ما اقتصاديًا، فضلًا عن إنهم في نفس الاحتياج الذي تبحث عنه مصر، فهذا الأمر ليس بمثابة دعم أو منح لمصر، ولكنه وجود الاستراتيجي للقاهرة في مواجهة الإرهاب.

 

ولفت إلى أن دعم الشراكة مع مصر فيما يخص الجزء الاقتصادي جزء مهم في السياسة العالمية، وكيفية إعادة ترتيب جزء الشرق الأوسط، وبالتالي دعم القاهرة مبنيًا على الرؤية الاستراتيجة للسياسة الخارجية خلال السنوات المقبلة وليس لتقديم منح ومساعدات.

 

 

أهمية المحافل الدولية

الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، قال إن المشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لها مردود إيجابي على الأصعدة كافة، مؤكدًا أن التمثيل الرسمي له شكل وتعامل مختلف مع الدولة.

 

وأضاف النحاس، لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس سيجتمع مع معظم رؤساء الدول والوفود والحكومات والممالك لمختلف دول العالم، وبالتالي فإذا كان هناك خلاف أو سوء تفاهم في أمر ما فسيتم تجاوزه وتوضيح الرؤى والعمل على حلها، مؤكدًا أن الأمر سيعود بالنفع على العلاقات التجارية بين البلدين فيما بعد.

 

العائد الاقتصادي

وتابع:" أن إزالة اللبس وتوضع وجهات النظر مع الدول الأخرى سيؤثر بالإيجاب على حركة رجال الأعمال والعاملين المصريين الموجودين في هذه الدول، فضلًا عن التبادل الاقتصادي والميزان التجاري، لافتًا إلى أن المردود الإيجابي يظهر فيما بعد، وليس في وقت المشاركة، حيث أنه خلال هذه المشاركة سيتم طرح القضايا، كما أن الأمم المتحدة لن تحث مصر على النجاح اقتصاديًا، ولكن سيتم عرض وضعها اقتصاديًا مما سيساهم في تحقيق المشاركة مع الدول المختلفة.

 

وأوضح، أن مشاركة مصر في الجمعية العامة للأمم المتحدة بمثابة "لقطة" تظهر من خلالها أمام العالم، والذي سيكون له عائد إيجابي سيظهر بمرور الوقت، بالإضافة إلى تسويه علاقة مصر مع بعض التي قد تكون متخذة موقفًا سلبيًا مع مصر تجاريًا واقتصاديًا أو سياحيًا على سبيل المثال، وبالتالي هذا الأمر سيزول بمجرد التفاهم من خلال هذه الاجتماعات.

واعتبر الاجتماعات فرصة جيدة لإزالة الجليد بين القاهرة وباقي الدول من خلال المناقشات والمباحثات، التي من شأنها أيضًا دعم مصر على كافة الأصعدة واتخاذ القرارات الهامة التي تشارك بها البلاد دوليًا، فضلًا عن توجيه الدول الأوروبية لاتخاذ قرار هام بشأن منطقة الشرق الأوسط مثل "وقف العدوان الإسرائيلي على فلسطين أو سوريا" وغيرها من القرارات السياسية الهامة.