الثلاثاء 16 ابريل 2024

أم يوسف وأبو كريم!!!

مقالات18-5-2023 | 20:16

لم يكن سوى يوسف؛ ابنها الذى تعرف عليه وعلى يومياته العاملون بإذاعة الشرق الأوسط بسبب مكانتها وشخصيتها وجاذبية حديثها، فقد كانت أما تشعر بالكثير من المشاعر المختلطة وحديثها الصادق كان مفتاح الدخول للقلب؛ فالصدق يعرف جيدا الطريق، وأتصور أنها تعاملت معه بذات الانضباط والحب الذى رسمته لحياتها ومشوارها الإعلامي، فقد كانت "خلطتها" تبدو للوهلة الأولى مجموعة من المتناقضات التى لا تجتمع ولكنها استطاعت جمعها، لذلك تساءلت هل كانت تتخيل وهى تتحدث عن ذلك الصغير ويومياته أن خبر وفاتها على مدى أربع وعشرين ساعة سيكتفى بأنها  "أم مطرب الراب ابيوسف"؟؟؟ وليست الإعلامية صديقة حياتى التى كانت تتجول بصوتها وترسم طريقا فى شوارع الإعلام المصرى الذى كان قمرا وكانت إحدى نجماته!!! أما هو فلم يكن طوال هذا المشوار سوى "يوسف" !!!.

حالة غريبة تفرضها نجومية الأبناء فى صورتها الحالية والتى يوازيها جهل بقدر  وتاريخ الآباء، وكأن بريق نجوميتهم  حائطا يحجب الرؤية!!، فقد توالت الأخبار بذات اللقب والدة مطرب الراب، ولم ينتبه الإعلام على مدى يوم كامل لقدرها؛ لدرجة أنه وضعت فى بعض البرامج التليفزيونية والمواقع صورة ليست لها!!!.

واستطاعت البوستات السوشيالية لعدد من الشخصيات الإعلامية أن تمنحها بعض مكانتها وتلفت النظر  لها  ولتاريخها ومحطاتها الإعلامية؛ ليدرك الإعلام التى كانت إحدى رائداته من فقد!! ويتصدر  اسمها الخبر وتتوالى صورها التى ليست بالكثيرة ولكنها لها وليست لغيرها!!!.

وليتبدل الحال وتصبح العناوين : ما لا تعرفه عن صديقة حياتى أن "مطرب الراب ابنها"!!!.

تلك الدورة الخبرية لما حدث وثق بصورة محددة على مدى الساعات أزمة الاعلام  الكبيرة على عدة مستويات، ومعرفة قدر  "الكبار" !! ماحدث ذكرنى بالمخرج الكبير محمد عبد العزيز صاحب العلامات  السينمائية التى صنعت جانبا من تاريخ السينما المصرية، ولم يشفع له كل ذلك ليكتفى البعض بتعريفه على أنه  "أبو كريم عبد العزيز" !!!.

كان المعتاد أن يكون فلان ابن فلان، فهذا هو التدرج الطبيعى للعلاقات؛ خاصة إن كانت المعادلة تحمل طرفى نجومية على اختلافها زمنياً وبحسب المجال، واختيار الكبار الحياة فى هدوء لا يعنى أن نتجاهل تاريخهم فى لحظة ونكتفي أنهم أبو فلان أو أم علان!!.