أكد الرئيس الموريتاني محمود ولد الشيخ أن ما يلوح في خضم الأزمات التي تجتاح العالم من بوادر تغيرات جيوستراتيجية عميقة، تؤكد الحاجة الماسة لرص الصفوف وتجاوز الخلافات لتطوير العمل العربي المشترك الذي يقوى به ويتعزز به الحضور على الساحة الدولية، مشيرًا إلى أنه بقدر ما يتعزز هذا العمل تتحسن القدرة الجماعية على الصمود في وجه مختلف التحديات وتحقيق التنمية والاستقرار.
وأشاد ولد الشيخ - في كلمته خلال افتتاح فعاليات القمة العربية 32 بالمملكة العربية السعودية - بما يتطلع له خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده من دور ريادي وفعال لخدمة قضايا العربية، معربًا في الوقت ذاته عن الشكر للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون على إسهامه في الدفع قدمًا بالعمل العربي المشترك خلال رئاسته للدورة الماضية من القمة العربية، وبالجهود الدؤوبة التي يبذلها الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في سبيل تطوير عمل الجامعة العربية.
وأشار إلى أن الوضع الراهن في دولة فلسطين المحتله وما يشهده العالم العربي من نزاعات وتحديات مصيرية يؤكد ضرورة تطوير العمل المشترك، معربًا عن إدانة بلاده للاعتداءات الإسرائيلية في فلسطين، مجددًا التأكيد على التمسك بالحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وحول التطورات في كل من ليبيا واليمن، أكد تمسك بلاده بالحلول التي تحفظ الوحدة الترابية وترسي دعائم الاستقرار في البلدين، معربًا عن تفاؤله بما يلوح من انفراج في البلدين.
وحول تطورات الأوضاع في السودان، دعا ولد الشيخ إلى بذل كافة الجهود الممكنة لوقف الأعمال القتالية بشكل دائم وفعال في السودان وخلق ظروف مناسبة لتقديم الدعم الإنساني وتأسيس حل سياسي شامل في هذا البلد، مشيدًا بالجهود العربية المبذولة في هذا الصدد وخاصة برعاية السعودية للمحادثات بين الأطراف السودانية، معربًا عن أمله في أن يصل الاتفاق الذي تم التوصل إليه إلى رسم خارطة طريق تضمن وحدة السودان وسلامة أراضيه وحق مواطنيه في الأمن والاستقرار.
وأشاد ولد الشيخ، في كلمته، بعودة جمهورية سوريا للحضن العربي، معربًا عن أمله أن تستعيد بشكل كامل دورها المحوري التاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك.
وأكد الرئيس الموريتاني، أن العمل العربي المشترك لا يقوى إلا بقدر قوة الشراكات الاقتصادية بين البلدان العربية، مشددًا على ضرورة تعزيز التبادل الاقتصادي البيني بين الدول العربية تمهيدًا لإقامة سوق عربية مشتركة تؤسس لتنمية مستدامة وشاملة في الفضاء العربي.
وأشار ولد الشيخ في هذا الصدد إلى الأهمية التي توليها بلاده لانعقاد الدورة الخامسة للقمة العربية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في نواكشوط مطلع نوفمبر المقبل، معربًا عن أمله في أن تكون محطة متميزة في مسارات العمل المشترك.