الخميس 16 مايو 2024

أستاذ علم نفس سلوكي توضح أسباب قلق الأمهات أثناء الامتحانات وتأثيره على الأبناء

د رحاب العوضي أستاذة علم النفس السلوكي

سيدتي24-5-2023 | 00:31

فاطمة الحسيني

 مع بدء الامتحانات تعلن البيوت المصرية حالة طوارئ، حيث تعيش الأمهات كالأبناء فترة صعبة فيها الكثير من القلق والتوتر الزائد على الدرجات التي سيحصل عليها الأبناء فى المراحل التعليمية المختلفة، والتي تحدد كل منها مستواه، الأمر الذي جعلنا نتساءل إلى أي مدى يؤثر قلق الأمهات على نفسية الأبناء، وهل يوجد مبرر منطقي لذلك أم مجرد عادة مجتمعية نفسية؟...

تقول الدكتورة رحاب العوضي أستاذ علم النفس السلوكي، أن أمر توتر الامتحانات أصبح مع الأسف عادة مصريه أصيله مثل الكثير من العادات السلبية المنتشرة بين الأسر، حيث تبنت بعض الأمهات منهج القسوة على أولادها أثناء المذاكرة والإصرار وصولهم لأعلى الدرجات، من أجل الاستعراض والتباهي  بالمهام والانجاز والتميز لدى الأم فترة الامتحانات ونجاحها في سباق الأمهات المهتمات بأولادهن، وكأن ترتيب الأولاد في المدرسة هو مقياس النجاح الوحيد، فضلاً عن التصورات الخاطئة عن مسؤولية الأم بأنها ستكون في منتهى الفشل إذا نقصت درجة واحدة من درجات طفلها، وسواءً كان الامتحان في مرحلة تحديد مصير مثل ما قبل الجامعة أو في المراحل التمهيدية، فإن القلق المبالغ فيه هو فعليًا من علامات فشل الأم.

وأضافت أستاذ علم النفس السلوكي، أن التوتر ليس له سبب نفسي أو منطقي، ولكنه مبني على مجموعة من الضغوط التي تمارس من المجتمع لربط التفوق الدراسي بالنجاح بكل أمور الحياة، لأن توتر الأم ينعكس بالفعل على نفسية أولادها ويجعلهم أكثر عصبية وقلقاً، بل قد يصل بهم إلي حد الحقد أو الغيرة القاتلة من نجاح أقرانهم وليست الغيرة الشريفة، وذلك لأنهم فقدوا الطمأنينة والثقة من مصدر الأمان الأول وهي الأم.

ونصحت العوضي الأمهات، بضرورة التعامل خلال أيام الامتحانات بمنتهى الهدوء والراحة النفسية مثل بقية الأيام، وعدم الضغط على أبنائها، وتوبيخهم بمصطلحات الفشل والكسل كنوع من أنواع التحفيز، حتى لا تدمر نفسيتهم، ذلك أن اجتيازهم المركز الأول من عدمه لا يعد مقياس حقيقي لنجاح الأبناء في الحياة، بل يجب الحرص على توفير الأجواء المناسبة التي تساعدهم على الدراسة والاستعداد الجيد لاجتياز اختبارات نهاية العام وتحقيق النتائج المرجوة، وأن تمنح كل أم طفلها الحب والقبول غير المشروط، فهذا سيشعره بالأمان ويكون بالنسبة إليه المحفز كي يصل لأعلى الدرجات بهدوء بعيدًا عن الضغط والقلق، وان تتعامل الأمهات مع الامتحانات أنها ليست نهاية العالم.