الأربعاء 15 مايو 2024

بلدة في جنوب إفريقيا انتشر فيها الكوليرا تحمّل الحكومة مسؤولية تفشي المرض

الكوليرا

عرب وعالم24-5-2023 | 13:53

دار الهلال

تجتمع عائلة في فناء منزلها في بلدة هامانسكرال قرب بريتوريا لتودّع قريبًا لها ذهب ضحية تفشي الكوليرا الذي أودى بحياة 15 شخصا في الأيام الأخيرة وهي تلقي باللوم على الحكومة في أكثر الاقتصادات الإفريقية تقدما لفشلها في حل مشكلات المياه المزمنة التي تساهم في انتشار الوباء.

لا يستطيع كاغيسو صديقي أن يتذكر متى كانت مياه الصنبور في هامانسكرال صالحة للاستهلاك. توفي قريبه مايكل صديقي البالغ 53 عاما بعد أسبوع من إصابته بالمرض.

ويقول كاغيسو (37 عاما) - بحسب تقرير أذاعته قناة (فرانس 24) الإخبارية - "مياه الصنبور بنية اللون وقذرة... لدى الجميع الحق في الحصول على مياه نظيفة. آمل بألا تذهب وفاة قريبي سدى".

سجّلت جنوب إفريقيا أول حالتَي كوليرا في فبراير عقب تفشي المرض في موزمبيق وملاوي المجاورتين، وهما البلدان الأكثر تضررا بهذا الوباء في العام 2023 وفقا للأمم المتحدة.

ومنذ الجمعة، توفي 15 شخصا من بين 34 شخصا أصيبوا بالكوليرا في مقاطعة غوتنغ حيث تقع هامانسكرال. ويوضح المدير العام لوزارة الصحة سانديل بوثيليزي أن العدوى تظهر "معدل وفيات مرتفعا للغاية".

من جهته، يقول موغوموتسي سيليكي وهو ناطق باسم نقابة التمريض "دينوسا" من أمام مستشفى اليوبيل الذي يتعامل مع معظم الحالات، إن الممرضين "مثقلون بالأعباء (و) لا يتلقون الدعم الكافي".

ويضيف "لدى كل ممرّض يدان فقط... وعندما لا يكون عددهم كافيا في مرحلة ما، يعاني المرضى".

ويستشري الغضب تجاه الحكومة في البلدة الصغيرة الواقعة على مسافة 50 كيلومترا شمال بريتوريا وحيث يواجه السكان انقطاع الكهرباء والمياه لساعات عدة في اليوم.

ويقول السكان إن تفشي الكوليرا هو إحدى العلامات على وجود خلل في معالجة مياه الصرف الصحي وضعف البنية التحتية للأنابيب والكسب غير المشروع للسلطات البلدية.

وعقب الاحتجاج العام، أعلنت الحكومة أنها ستحقق في أسباب أزمة مياه هامانسكرال.

ويصف "صديقي" كيف أصيب قريبه بالإسهال والقيء المستمر قبل أن يهزل جسمه ويصير عاجزًا عن المشي والنوم والاستحمام. وبعد نقله إلى المستشفى للمرة الثانية، توفي في غرفة الطوارئ. ويقول صديقي إن أزمة المياه "مشكلة كان يمكن حلّها منذ فترة طويلة".

وحضّت السلطات البلدية سكان هامانسكرال على عدم شرب مياه الصنبور، ووعدت بأن توزّع الصهاريج المياه لكن السكان يقولون إن هذه الصهاريج لا تظهر إلا مرة أو مرتين في الأسبوع.

وتقول روزا كوفاني وهي تحضر المياه من صهريج على طريق ترابي في بلدة مجاورة "ليس لدينا مياه، ليس لدينا منازل... ليس لدينا شيء".

وتضيف هذه المرأة البالغة (61 عاما) حاملة دلو ماء في يدها، أنها فقدت الأمل في رؤية صنبور مثبت في منزلها الذي هو عبارة عن كوخ جدرانه من صفيح.

من جهة ثانية، استفاد البعض من أزمة المياه وأقاموا متجرا لبيع المياه الصافية التي لا يستطيع الكثير من السكان تحمل كلفتها.

Dr.Radwa
Egypt Air