الثلاثاء 4 يونيو 2024

ماذا ستجني مصر من لقاء السيسي وترامب؟

21-9-2017 | 07:39

كتبت- خلود الشعار

 

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، نظيره الأمريكى دونالد ترامب فى مقر إقامته بنيويورك، أمس، على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 72 في وﻻية نيويورك، وذلك لحرص مصر على أهمية تعزيز العلاقات المصرية الأمريكية في مختلف النواحي السياسية والعسكرية والاقتصادية والتجارية، فضلًا عن مناقشة القضايا التي تهم المنطقة العربية ذات الأبعاد الدولية وعلى رأسها قضية الإرهاب والصراعات والنزاعات وانتشار الأسحلة في الدول المختلفة وتأثيرها على السلم والأمن العام والدولي.

 

وبحسب محللون سياسيون، فإن لقاء الرئيس السيسي ونظيره الأمريكي كان مثمرًا للغاية خاصة بما يتعلق بدعم القاهرة لمواجهة الإرهاب واستئناف المساعدات المقدمة لمصر فضلا عن التطرق لقضايا المنطقة والتي تشغل رأس الرئيس المصري، ومناقشة آلية زيادة التعاون بين البلدين في كل المجالات.

 

زيادة التعاون بين البلدين

ومن جانبه، قدم الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال لقائهما الثنائى، مشيدًا بجهود الرئيس فى تحسين العلاقات المصرية الأمريكية، والنجاحات المحققة فى المجالات التعاونية بين الجانبين المبنية على الاحترام المتبادل.

 

وقال "ترامب" إنه يأمل في أن تستمر العلاقات فى التحسن أكثر فأكثر خلال الفترة المقبلة"، مشيرًا إلى إنه سيدرس بالتأكيد استئناف المساعدات العسكرية لمصر.

 

 

الدعم المصري للاستقرار

وبدوره، قال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، قال إن الرئيس الأمريكى أعرب عن تقديره للرئيس السيسى، مشيدًا بالعلاقات المتميزة بين البلدين، ومؤكدًا حرص الولايات المتحدة على تطويرها.

 

 وأضاف المتحدث الرسمى، أن الرئيس السيسى من جانبه قدم التعازى للرئيس "ترامب" فى ضحايا إعصار "إرما"، مؤكدًا أن الرئيس أكد أهمية العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أهمية قيام الجانبين بالعمل الدؤوب والمستمر للحفاظ على هذه العلاقات وتعزيزها، انطلاقًا من الاقتناع بمردودها الكبير والهام على مصالح البلدين والشعبين، بالإضافة إلى دورها فى تعزيز السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.

 

وأعرب الرئيس عن تطلع مصر لمزيد من التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة بشأن مختلف قضايا المنطقة، وخاصة مكافحة الإرهاب بما يمثله من خطر كبير على استقرار المنطقة والعالم.

 

مصالح وقتية

وفي هذا الإطار، قال الدكتور محمد محي الدين، المحلل السياسي، إن العلاقات المصرية الأمريكية تتمتع باستراتيجية خاصة منذ فترة طويلة، مؤكدًا أن هذه العلاقات مترسخة منذ مبادرة السلام التي نفذها الرئيس الراحل أنور السادات مع نظيره الإسرائيلي مناحم بيجن.

 

وعن التعاون العسكري، أوضح محي الدين لـ"الهلال اليوم"، أن تسليح الجيش المصري في الأغلب تسليح غربي، وتحديدًا أمريكي، وبالتالي فإن المصالح مع أمريكا لا تمثل مصالح وقتية، ولكنها طويلة الأمد ترتبط بالجيش المصري والذخائر وأعمال الصيانة الدورية للمعدات العسكرية، لافتًا إلى أن هذا شق هام جدًا في العلاقة بين البلدين لا يجب إغفالها.

 

الإرهاب وسياسة النفع المتبادل

وأضاف، أن أمريكا دولة عظمى لها مصالح متعددة في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك مصر دولة رائد لها العديد من المصالح في المنطقة أيضًا، مشيرًا إلى أن كل من الطرفين لها مصالح مختلفة في المنطقة لن تتحقق بشكل جيد وفعال إلا بالتعاون المشترك، مشيرًا إلى ضرورة إيضاح كافة الأمور التي تكون عالقة أو غير مفهومة مثل اقتطاع جزء من المعونة الأمريكية وتعطيل جزء آخر منها، فيجب أن يثمر عن هذا اللقاء إيضاح الموقف الأمريكي وكذلك المصري.

 

وشدد على ضرورة التعاون بين البلدين لمكافحة الإرهاب الذي يطال كثير من المجالات في مصر والعالم، بالإضافة إلى ضرورة التعاون والحفاظ على العلاقات بين البلدين، فضلًا عن اتباع سياسة النفع المتبادل وليس العمل في مصلحة دولة واحدة، مؤكدًا أن العلاقات المصرية الأمريكية ليست ممثلة في الرئيس الأمريكي ترامب، ولكن متمثلة في الراوبط والاتفاقيات والعلاقات المتبادلة.

 

أبعاء اللقاء

أما اللواء محمود زاهر، الخبير السياسي والاستراتيجي، فقالل” الهلال اليوم” إن لقاء الرئيس السيسي بترامب، بيّن بعض الأمور المتشابكة وركز على استعراض بعض القضايا، مثل قضية قطر والإرهاب، بالإضافة إلى ضرورة التعاون المشترك بين مصر وأمريكا، لافتًا إلى أن مصر لم تأخذ "معونات" من أمريكا ولكنها أموال مشروطة ضمن نصوص اتفاقية كامب ديفيد عام 1978  والتي لعب خلالها الرئيس الأمريكي "كارتر"  دورًا محوريًارئيسيًا.

 

وأكد أن مصر ليست بحاجة إلى المساعدات الأمريكية، ولكنها أموال مشروطة يجب تسليمها حتى لا يتم الإخلال بالإتفاقية الدولية للسلام، بالإضافة إلى علاض سبل مقاومة الإرهاب وفقًا لخريطة دولية تدعمها الولايات المتحدة.

وقال المحلل السياسي والاستراتيجي، إن هذا اللقاء هام جدًا وكذلك التعارف بين الرئيسين، والتحرك مع العالم هام أيضًا، وأن أي قرارات تتخذ من الجانبين يحسب لهذا اللقاء، مثلما حدث مع روسيا، ومن ثم أظهرت نتائج هذه اللقاءات، وكما حدث مع فرنسا أيضًا، وكذلك الصين التي اقتحمت المنطقة بأرقام استثمارية ضخمة خلال إنشاء العاصمة الإدارية وغيرها.