أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن التهديدات التي تواجه أوكرانيا في الوقت الحالي لم تعد تقتصر على الحرب التي تدور رحاها مع القوات الروسية أو كارثة انهيار سد كاخوفكا وما أعقبها من خسائر فادحة وإنما أصبح هناك تهديدا جديدا يلوح في الأفق متمثلا في تزايد فرص الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في العودة إلى البيت الأبيض مرة أخري خلال انتخابات الرئاسة العام القادم.
وأشار كاتب المقال جوناثان فريدلاند أنه من الواضح أن الرئيس ترامب، الذي مازال الأوفر حظا للفوز بترشيحات الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة القادمة، يساند الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأنه على أتم استعداد للانسحاب من المعركة الحالية التي تخوضها أوكرانيا بمساندة الدول الغربية من أجل الانتصار على الجانب الروسي.
ويضيف المقال أن الحرب في أوكرانيا بدأت تأخذ منعطفا خطيرا وأكثر قتامة إلى حد يصيب بالهلع، موضحا أن تلك التطورات تأتي في وقت يلمح فيها أعضاء بارزين في الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب عن رغبتهم الشديدة في توقف المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا، حيث أكد ترامب نفسه في تصريحات صحفية الشهر الماضي أن الولايات المتحدة ليس لديها ما يكفيها من الذخيرة لسد احيتاجاتها فكيف لها بتقديم كل تلك المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
ويشير الكاتب أنه في ظل تلك الظروف الحالكة مع استمرار المواجهات المسلحة بين القوات الروسية والأوكرانية تأتي كارثة انهيار سد كاخوفكا الأسبوع الماضي لتنذر بالمزيد من التهديدات التي مازالت تتكشف أبعادها وملامحها يوما بعد يوم.
ويوضح الكاتب أن انهيار سد كاخوفكا سوف يتسبب في العديد من المشاكل والأزمات منها على سبيل المثال تدمير مساحات شاسعة من أخصب الأراضي الزراعية والتي جعلت من أوكرانيا في وقت ما سلة طعام العالم بأسره وأكبر خامس دولة في قائمة الدول المصدرة للحبوب على كوكب الأرض والتي يعتمد عليها العديد من دول أفريقيا والشرق الأوسط في تلبية احتياجاتها من الغذاء. ويشير المقال في هذا الصدد أنه بعد انهيار سد كاخوفكا فقد باتت المنطقة المحيطة في جنوب البلاد مهدد بالتصحر خلال العام القادم نظرا لنفاد مياه السد التي كانت تستخدم في ري تلك المنطقة.
ويسلط المقال الضوء في هذا السياق على تصريحات الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي التي يقول فيها أن انهيار السد تسبب كذلك أن المياه المتسربة من خزان السد تحمل مواد ملوثة ومواد كيماوية وزيوت إلى جانب مواد سامة ومواد صرف صحي، موضحا أن تلك المياه المسربة تصب في أنهار وبحار مثل البحر الأسود مما يجعل الكارثة لا تقتصر فقط على أوكرانيا بل تصبح كارثة ذات أبعاد عالمية.
ويشير المقال في الختام إلى وصف الرئيس الأوكراني لكارثة انهيار سد كاخوفكا على أنه "قنبلة بيئية للدمار الشامل"، بينما يقوم البعض بتشبيه ما حدث في سد كاخوفكا بكارثة التسرب الإشعاعي في مفاعل تشيرنوبيل النووي.