عندما انبهر الجمهور بلافتة "الدخول مجانا" تخيلوا أنهم ضحكوا على الآخرين ؛ لكنهم لم يلتفتوا إلى أن الخروج بفلوس! ويبدو أن الفكرة تطورت مع حفلات "ويجز" لتصبح اللافتة أحضر الحفلة وادفع بعدها "بالتقسيط" ! ويبدو أن القدماء لم يفكروا ماذا لو حضر من لا يملك ثمن الخروج؟ والذى تطور ليصبح ماذا لو لم يدفع القسط؟
الموقع الخاص بحفلة ويجز يتيح التذاكر لمن هم فى الثانية عشر وما بعدها وهم الشريحة التى يستهدفها ويجز بتذكرته المقسطة ، وكذلك هم من يعجبهم فكرة التقسيط على اعتبار انها "جديدة". وهى مناسبة لمن يريد أن يحضر الحفلة وربنا يسهل بعدها !! ، فكرة جديدة جعلت التذكرة بالتقسيط على ثلاثة أشهر بدون فوائد ، وبنفس أسعار الحفلة خمسمائة.. سبعمائة وخمسين... لـ ألف جنيه !
وها هو التقسيط لأول مرة يطال الحفلات لفئة عمرية لاتزال تحصل على مصروفها! وهى بأى صورة لا تمتلك أى من قرارتها ! ولكنها حفلة ويجز وما أدراك ما الحفلة!
لذلك يمكن أن يتضمن الموقع أسئلة على نمط قيمة مصروفك ؟ هل لديك مصادر أخرى؟ ربما يطرح فكرة الضامن ، فبالتأكيد لابد وأن يوجد من يضمن ثمن التذكرة ؛ خاصة بعد حضورها وانتهاء الحفل! فمن يضمن الدفع بعد حضور الحفل؟ هل الأب أم الأم ؟ خاصة أن الولاية للأب ، أم ستوجد ولاية حفلاتية مثل الولاية التعليمية؟ وأى جهة نتجه لها لمثل هذا الإجراء؟ وماذا لو لم يتم دفع الأقساط بعد كل هذا؟ هل من المكن أن نجد غارمات ويجز ... وأمهات تحتاج أن تقضى العيد بعد حفلة ويجز؟
لذلك رغم السخرية التى لحقت بالفكرة عبر السوشيال ميديا ، وحالة الكوميديا التى أحاطت بها ؛ إلا أنها ستحقق ما تريد، وستصل إلى شريحة ستذهب للحفلة ، فالخطوات متاحة لمزيد من ملايين جمهور ويجز الذين لن يترددوا فى الذهاب!
المفارقة أن التقسيط ؛ ارتبط بالاحتياج الضرورى وفى ذات الوقت القدرة على السداد ! وبالتالى تتوالى الأسئلة: هل انت فى احتياج ؟؟ ألا يوجد بدائل ؟؟ وغيرها الكثير لنصل عند التأكد من حالة أن البحر من ورائكم وتقسيط الحفلة من خلفكم ، للسير على نحو الموقع.
ولكن يبدو أن الحالة التقسيطية ستتجاوز المفهوم الاقتصادي البسيط ؛ وستمتد لما بعد "الحفلة"!! ولا مانع من النظر لفئات عمرية أقل من الأثنى عشر عاما ؛ لتتوالى المنتجات والخدمات والفئات! فالجمع بين حفلة ويجز والتقسيط سيجعل الفكرة تمتد وتتوغل بين الحفلات والرحلات والاجازات تحت شعار استمتع أولا وادفع ثانيا!!! ليدخل عالم "الأقساط" عوالم اخرى بكل الوانه المبهرة وتأثيرته التى تلعب بالعقول قبل المشاعر ، لنتساءل ترى من سيحصل على التقسيط القادم؟