قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة رئيس الوزراء العراقي مصر ولقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي به ومباحثات اللجنة المصرية العراقية العليا وتوقيع الاتفاقيات المشتركة تأتي في إطار العلاقات الاستثنائية التي تربط بين مصر والعراق، مضيفا أن العلاقات المصرية العراقية لها أكثر من مستوى للتعاون على مستوى العلاقات الثنائية سياسيا واقتصاديا وشعبيا.

وأضاف في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هناك بين مصر والعراق على مستوى ثلاثي مع الأردن، فهناك قمم ثلاثية تجمع الدول الثلاث وقادتها بشكل دوري، بهدف توحيد الموقف والتشاور الثلاثي ودعم التعاون وخاصة على المستوى الاقتصادي ودعم البنية التحتية، مضيفا أن مصر تدعم وحدة واستقرار العراق وإعادة إعماره وتولي اهتماما بتعزيز التعاون معه في كل المجالات.

وأشار إلى أن هناك جالية مصرية كبيرة في العراق وكانت تتواجد بشكل أكبر في الفترات السابقة، وكان المصريون مشاركين بقوة في العراق والعمل به، مؤكدا أن هذا كله والتاريخ المشترك، موضحا أن هناك حرص من الجانبين المصري والعراقي على تعزيز التعاون والعلاقات الثنائية بجانب التنسيق المشترك في القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستوى العربي والعالمي.

وأوضح بدر الدين أن تبادل الزيارات بين مسئولي البلدين يتم باستمرار وعلى فترات متقاربة، فرئيس الوزراء العراقي زار مصر قبل نحو ثلاثة أشهر، وتتكرر الزيارة اليوم كما عقدت اللجنة المشتركة، مشيرا إلى أن هذا يدعم التعاون وتنفيذ المشروعات المتفق عليها بين الجانبين، كما أن هناك دور متوقع مهم لمصر في ملف إعادة إعمار العراق، والاتفاقيات المشتركة التي تم توقيعها اليوم تعزز هذا الدور والتعاون بين البلدين.

اللجنة المصرية العراقية

وتوجه المهندس محمد شياع السوداني، رئيس وزراء جمهورية العراق، بالشكر على ما لمسه خلال زيارته لمصر من كرم الضيافة وحسن الاستقبال، والرغبة الجادة والمُخلصة في إنجاح أعمال اللجنة الوزارية، وصولاً إلى اجتماع اللجنة العليا المشتركة، والتي انتهت بتوقيع 11 مذكرة تفاهم في عدة مجالات، فضلاً عن محضر الاجتماع المشترك.

وأشار رئيس وزراء العراق إلى أن مذكرات التفاهم التي تم توقيعها، والرؤى والأفكار التي تم طرحها، تمثل خارطة طريق للعلاقة بين الحكومتين للمرحلة القادمة، والتي تأتي ترجمة لإرادة ورغبة جادة من جانب قيادتي البلدين، في تطوير العلاقات بين العراق ومصر، وفتح المجال للتعاون الاقتصادي، والتبادل التجاري، واستثمار الفرص الواعدة، لافتاً إلى أن العلاقة بين البلدين تمتد إلى عمق التاريخ، والحضارة التي يمثلها بلاد الرافدين ووادي النيل، وهو ما يحتم على البلدين تعزيز هذه العلاقة وتطويرها في مختلف المجالات.