الأحد 28 ابريل 2024

العشر الأٌول من ذي الحجة (١)

مقالات19-6-2023 | 22:49

حَقِّق هدفَك بنيل أعلى الدرجات من الله عز وجل، وسافر إليه سبحانه في هذه العشر.
العشر الأول من ذي الحجة هي من أعظم مواسم الطاعات أجرًا، والسؤال: لمَ جعل الله (عز وجل) لنا مواسم للطاعات؟ 
لأنها تجذب الإنسان إلى التوبة، وإلى مزيد من العبادة والإقبال عليه (عز وجل)، ومعلوم أن العمر محدود، والإنسان قد يألف التقصير والكسل، فتأتي هذه المواسم ليتضاعف فيها الأجر، ويكثر فيها الخير، ويتوب الله فيها على عبادة.
من هنا نقول : حَقِّقْ هذا الهدفَ المنير بحسن إقبال على الله (عز وجل) بألوان العبادات والطاعات المختلفة، وكن مستثمرًا لها، لا مستهلكًا.
إليك هذا المثال:
إذا افترضنا أن هناك طالبًا أراد السفر  لبلد ما، وهو يقصدها لهدف واحد لا يزيد عليه، وهو الحصول على شهادة عالية، مع اعتبار أن هناك فترة محددة من الزمان لن يمكث أكثر منها،  فإنه إذا أراد أن يحقق هدفه ستجده يُحسِن التفكير ومن ثم يُحسن الاختيار، فهو في بلد غريب أمامه عشرات الخيارات، ستجده لا يتحرك حركة أو يتصرف تصرفًا إلا إذا خدم هدفه الكبير الذي سافر من أجله، فإذا أراد سكنًا ستجده يبحث عن  سكن قريب من جامعته التي يدرس فيها، وإذا أراد أن يصاحب واحدًا ستجده يتخير الصديق المتفوّق، وإذا أراد أن يتعرف لغة البلد التي فيها ستجده يتحدث مع من يتقن لغة هذا البلد، وإذا أراد بحثًا أو دراسة ستجده يقرأ ما يقرّبه من الوصول إلى هدفه، لا يتشتت ولا يبتعد عنه، وهكذا ستجده يتخير كلَّ ما من شأنه أن يُعينَه على الدراسة للوصول إلى تحقيق هدفه.
نحن الآن في هذه العشر الأول من ذي الحجة، هدفنا هو السبق إلى فعل الخيرات، هدفنا هو السبق إلى نيل أعلى الدرجات، هدفنا هو نيل رضا الله (عز وجل).
فاعتبر نفسك وكأنك مسافر هذه الأيام العشر لتحقيق هذه الأهداف.
 من هنا ينبغي أن يستثمر كل إنسان منا طاقاته وقدراته وإمكاناته المتاحة لفعل الخيرات ونيل عظيم الأجر في هذه الأيام العشر، والذي نصّ عليه سيدنا رسول الله(صلى الله عليه وسلم) حين قال: "مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟" قَالُوا: وَلاَ الجِهَادُ؟ قَالَ: "وَلاَ الجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ".
فاللهم وفقنا لحسن استثمارها واغتنامها.

Dr.Randa
Dr.Radwa