الأربعاء 15 مايو 2024

فاينانشيال تايمز: الاتحاد الأوروبي يبحث إمكانية استغلال الهندسة الجيولوجية في مكافحة تغير المناخ

تغير المناخ

عرب وعالم24-6-2023 | 10:56

دار الهلال

كشفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم السبت، أن الاتحاد الأوروبي يخوض حاليًا مباحثات ونقاشات علمية حول إمكانية استغلال الهندسة الجيولوجية في قضية مكافحة تغير المناخ.
واستهلت الصحيفة تقريرًا لها في هذا الشأن، نشرته عبر موقعها الإلكتروني، أن الاتحاد الأوروبي وافق للمرة الأولى على بحث إمكانية استغلال الهندسة الجيولوجية، وهي تقنية مثيرة للجدل تتضمن التلاعب بالطقس، من أجل مكافحة تغير المناخ.
وأوضحت الصحيفة أن المفوضية الأوروبية من المنتظر أن تدعو إلى بذل جهود دولية لتقييم "المخاطر والشكوك المتعلقة بالتدخلات المناخية، بما في ذلك تعديل الإشعاع الشمسي والبحث في كيفية تنظيمه عالميًا"، وذلك وفقًا لمسودة ورقة أطلعت عليها الفاينانشيال تايمز.
وسيكون هذا البيان هو المرة الأولى التي تعترف فيها هيئة حاكمة وطنية أو إقليمية رسميًا بالاهتمام المتزايد بعلم يتضمن بشكل أساسي التدخل في أنماط الطقس من أجل تبريد كوكب الأرض. ومن بين التقنيات الأكثر إثارة للجدل عملية تسمى "حقن الهباء الجوي الستراتوسفير"، كطريقة محتملة للحد من الاحترار المناخي عن طريق زيادة انعكاس ضوء الشمس، والتي تتضمن تحليق مركبة على ارتفاع يتراوح بين 20 و 25 كيلومترًا فوق سطح الأرض وإطلاق جزيئات بحجم ميكرون تعكس الشمس.
وبحسب الصحيفة، فإن الطائرات القادرة على حمل مثل هذه الأحمال على هذا الارتفاع لم يتم بناؤها بعد. لكن يُحسب أن العملية سيكون لها نتائج مماثلة للانفجارات البركانية، مثل تلك التي حدثت في جبل بيناتوبو في الفلبين في عام 1991، حيث أدت سحب المواد منها إلى تبريد عالمي من 0.3 درجة مئوية إلى 0.5 درجة مئوية خلال العامين التاليين، وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.
وتشمل الطرق الأخرى التي يتم البحث عنها تقنية "ترقق الغيوم الرقيقة" /أو ما يعرف باسم "ترقق السحب"/ للسماح لمزيد من الأشعة تحت الحمراء بمغادرة الغلاف الجوي وإطلاق المظلات الشمسية في الفضاء.
وفي هذا، أكدت الصحيفة البريطانية أن مقترحات الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن، والتي لا تزال غير ملزمة قانونيًا ومن الممكن تغييرها قبل نشرها، تظهر مدى القلق من أن البشرية لن تكون قادرة على الحفاظ على معدلات الاحترار العالمي ضمن الحد المستهدف عند 1.5 درجة مئوية.
وتابعت:" أن الهندسة الجيولوجية يمكن أن تشير أيضًا إلى التقاط الكربون وتخزينه، والذي يتم توسيع نطاقه كوسيلة لإخراج الانبعاثات من الهواء"، مشيرة إلى أن كل هذه الأساليب، التي لا تزال في مراحل التطور الجنينية، لا تزال غير خاضعة للحكم، خاصة مع الأخذ في الاعتبار فشل محاولة - بقيادة سويسرا وبدعم من عشرات الدول بما في ذلك المكسيك وبوركينا فاسو وكوريا الجنوبية - للتوصل إلى قرار بشأن تقييم تقنيات الهندسة الجيولوجية المعتمدة في جمعية الأمم المتحدة للبيئة في عام 2019.
أما عن نقاد هذه المقترحات، فقد حذروا من أن التدخل في المناخ الطبيعي للكرة الأرضية يمكن أن يضر بطبقة الأوزون ويعيد توزيع تأثير تغير المناخ عبر النظم البيئية ويسبب توترات جيوسياسية، كما أنه إذا توقف فجأة، يمكن أن يتسبب في تكرار مفاجئ للاحتباس الحراري الذي سيكون أكثر حدة وخطورة.. حسبما أفادت الصحيفة.