قال رئيس جامعة الأزهر الدكتور سلامة داود ، إن أيام شهر ذي الحجة هي أعظم الأيام التي يحياها الإنسان، مشيرا إلى أنها جمعت مالم يجتمع بغيرها فقد جعل الله مواسم للطاعات وأوقات للعمل الصالح والتنافس على التقرب منه سبحانه وتعالى، كما في شهر رمضان الذي تجتمع فيه الصيام والصلاة والزكاة، ولكن تبقى أعظم تلك المواسم هو موسم الحج فهو أفضل أيام الدنيا، حيث يجتمع فيه كل أركان الإسلام من الصلاة والصوم والزكاة وأداء فريضة الحج.
وأشار داود في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - إلى أن تلك الأوقات المباركة ورد في فضلها آيات وأحاديث عدة، منها قول الله تعالى: "وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ" [الفجر: 1-2]، وكذلك "وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ" ، وفي الحديث الشريف قول النبي -صلّى الله عليه وسلّم- (إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ)، وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر. فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد" .
وفيما يتعلق بالأضحية، قال رئيس جامعة الأزهر إن تشريع الأضحية يؤكد على الرغبة الإلهية في إعلاء فكرة التراحم والتكافل الاجتماعي، وإسعاد الغير، وذلك من خلال ذبح الأضاحي وإطعام الفقراء والمحتاجين وإدخال البهجة والسرور على الناس، والتكفل بمن لا يستطيع ليصبح العيد عظيم الأثر في جميع النفوس.
وأوضح أن الحج إنما هو مطهر للنفس والذنوب، التي لها آثار خطيرة على القلوب، لافتا إلى أن الحج له فضائل عظيمة وأجور كبيرة، فمن أعظم فضائل الحج، أنه يكفر الذنوب والخطايا والسيئات، فيقول النبي: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد"، كما يقول النبي: "من حج فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه" أي خاليا من الذنوب والخطايا، وعلى المسلم في هذه الحالة أن يرجع الحقوق لأصحابها ويكفر عن ذنوبه التي بينه وبين العباد.