تشكِّل القراءة عاملًا مهمـًا في بناء وعي الفرد، وتتباين مؤشرات القراءة، في سنواتنا الأخيرة تبعـًا لعوامل عديدة تخص جميع أفراد المجتمع، ومع انطلاقة تأسيس جروب «نادي القراء المحترفين» كمساهمة بدور فعال للتنيشط والحث على القراءة، نلتقي مع الكاتبة «مرام شوقي» مدير جروب نادي القراء المحترفين لنتعرف معها على ملامح وسمات هذه الخطوة المهمة وكيف ستثمر وكيف سيكون حصادها في الفترة المقبلة نحو مستقبل القراءة خاصةً بين الشباب؟

 

وإلى نص الحوار:

 

كيف جاءت فكرة تأسيس جروب «نادي القراء المحترفين».. وما الدافع لذلك؟

الجروب من تأسيس دكتور عاطف عبيد - مدير دار بتانة  للنشر والتوزيع - عام 2017 وجاءت الفكرة لدعم وجمع محترفي القراءة لخلق جو من النقاشات وتبادل الآراء والكتب.

ويتلخص التَّوجُّه العام للنادي للانحياز فقط للمعرفة العامَّة، بغضِّ النظر عن أي انتماءٍ لدين أو مذهب أو طائفة ونوع اجتماعي، أو أي نوع آخر من أنواع التمييز، مع الالتزام التام والمُطْلَق بتصدير طاقة معرفية إيجابية، وحشد الهِمَم في بناء مجتمع معرفيٍّ راقٍ، ولا ينحاز النادي لكاتب ولا ناشر بعينه؛ وإنَّما يستوعب كلَّ الكتّاب والناشرين، ويقْبَلُ الاختلاف، ولا يسعى لتكوين «لوبي» لأيِّ فردٍ أو مؤسَّسة؛ وإنَّما يجمع القرَّاءَ في شتى صنوف المعرفة؛ لتبادل كل الأفكار والآراء، كما يَقبل النادي كلَّ الآراء والاقتراحات والأفكار فيما لا يتعارض مع حُرِّيَّات الآخرين.

وأيضـًا لربط أضلع مثلث الثقافة في مصر والعالم العربي وهم الناشر والكاتب والقارئ وتقريبهم من بعضهم البعض.

 

ما مدى تأثير جروب «نادي القراء المحترفين» على القُراء؟

يصل عدد أعضاء الجروب لـ 623 ألف عضو يتبادلون بشكل يومي الترشيحات ومراجعات الكتب والآراء المختلفة في القراءة؛ مما يعود بالنفع على بعضهم البعض ويعزز شغف المعرفة لديهم والاطلاع على الثقافات المختلفة، خاصة أن الجروب يجمع جنسيات مختلفة؛ مما يساعد على تبادل الخبرات المختلفة من شتى الثقافات.

 

ماذا أضاف «نادي القراء المحترفين» للقارئ من وجهة نظركِ؟

أضاف الكثير،  فمن خلاله يتعرف القراء على كُتَّاب جدد وأيضًا على المخضرمين منهم، كما أن الترشيحات والمراجعات تساعدهم للتعرف على ميولهم القرائية والاختيار ما بين كل المطروح بشكل أوضح لهم. بالإضافة إلى أن الجروب يقوم بعمل بث مباشر للكُتَّاب أسبوعيًّا للتعرف على الكاتب عن قرب وطرح تساؤلات القراء حول أعماله بشكل مباشر.

 

هل بالفعل حثَّ جروب «نادي القراء المحترفين» الجمهور على القراءة؟

منذ أيام كنت أطالع إحصائيات الجروب فوجدت أن حوالي 50% من أعضاء الجروب تترواح أعمارهم مابين الـ 18 والـ 40 عاما وهو عدد ممتاز من الشباب، وهنا توقفتُ قليلًا  وأدركت أن الأقاويل المنتشرة حول أن الشباب لا يقرؤون غير صحيحة بالمرة (ها هم الشباب مهتمون بجروبات القراءة) يتبادلون عليها الخبرات والآراء وحتى الصامت منهم، فإنه يقرأ ما يكتب من مراجعات فيجمع حصيلة معلومات ستساعده في المستقبل لاختيار الكُتب. «مجتمع يقرأ ينتج شباب مثقف وواعي».

 

ماهي رؤيتك لجروب «نادي القراء المحترفين» في الفترة المقبلة؟

في الفترة المقبلة نحاول التركيز على اللقاءات المباشرة مع الكُتَّاب خاصة الشباب منهم لإتاحة فرصة أكبر لهم لتعريف أنفسهم للقراء، بالإضافة للكُتاب الفائزين بجوائز هامة مثل الكاتب العماني زهران القاسمي الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية الذي سيكون معنا في بث مباشر سيتم إعلان موعده على الجروب.

 ونحن نولي اهتمامـًا  خاصـًا لكلاسكيات الأدب المعروفة ولا نُغفل الشعراء لتعريف الشباب الصغار بهم وذلك من خلال لقاءات مختلفة سنعلن عنها لاحقا على الجروب.

 

وهل أثَّر «نادي القراء المحترفين» على جذب فئات عمرية من الصغار للقراءة ؟

كما ذكرت من قبل الفئة العمرية الأكثر في الجروب هي فئة الشباب من عمر الـ 18 لـ 40 عاما، حتى أني أجد فئات عمرية صغيرة تقرأ بداية من سن الـ 11 عامـًا وهذا يسعدني كثيرًا ولكن هؤلاء الصغار يجب التعامل معهم بحذر بدون نقد لاذع حول نوعية قراءتهم فأنا أعتبر القراءة تدرج، ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة؛ لذلك يجب توخي الحرص في التعامل معهم حتى يعتادوا القراءة ويصعدوا السُلم درجة درجة.