دعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيوجوتيريش إلى ضرورة تفعيل الآليات الدولية لحماية الأطفال في مناطق الصراعات في العالم واعتبارها جريمة حرب تستوجب مساءلة كل متورط فيها أو محرض عليها.
وأكد أن حماية الأطفال سيتم تضمينها ضمن مهام عمليات حفظ السلام الأممية " كأولوية أولى " والعمل على تطهير مناطق عودة النازحين فيما بعد انتهاء الصراعات المسلحة من الألغام المزروعة وبخاصة المدارس والمستشفيات.
جاء ذلك في جلسة خاصة عقدها مجلس الأمن الدولي اليوم ضمن فعاليات المجلس الخاصة في شهر يوليو الجاري والذي ترأسه بريطانيا حيث استعرض مجلس الأمن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة للعام 2022 الذي يرصد أوضاع الأطفال في مناطق الصراعات مقارنة بالعام 2021 .
ودعا جوتيريش إلى وضع ميثاق دولي لتجريم استخدام الأطفال " كدروع بشرية " خلال الصراعات المسلحة والذي ألمحت تقارير مراقبي الأمم المتحدة ارتفاعه بنسبة 90 ضعفا في مسارح العمليات الروسية- الأوكرانية منذ اندلاع الحرب بين البلدين في 24 فبراير 2022.
كما دعا دول العالم إلى وضع آليات لمراقبة ضمانات حماية الأطفال في المناطق التي كانت تشهد صراعات مسلحة وتحولت إلى " مراحل انتقالية " في إدارتها بما يمكن ملايين النازحين من أطفال تلك الدول من العودة الآمنة إلى مناطق سكناهم الأصلية .
ورسم تقرير الأمين العام للأمم المتحدة صورة قاتمة لأوضاع الطفولة في مناطق الصراعات المسلحة في العالم حيث كشف التقرير عن ارتفاع نسبته 112 في المائة في عدد عمليات الهجوم على المدارس والمستشفيات بنحو 1163 مدرسة و637 مستشفى في مناطق الصرعات المسلحة في العالم التي حدد التقرير أسوأها على الترتيب وهى كل من: أوكرانيا وبوركينا فاسو وإسرائيل وميانمار ومالي وأفغانستان .
ورصد التقرير -الذي عرضته فيرجينيا جامبا الممثل الخاص للأمين العام للطفولة خلال الجلسة - ارتفاعا بنسبة 26 % في معدل استهداف مناطق يتواجد فيها أطفال بالعبوات الناسفة المرتجلة الصنع التي يزرعها المتقاتلون في المناطق السكنية خلال الاشتباكات.
ووجه ممثلون لمنظمات حماية الطفولة من المشاركين في الجلسة الأممية اليوم انتقادات إلى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش لفشل الأمم المتحدة في محاسبة الأطراف المتورطة في ارتكاب انتهاكات بحق الأطفال في كل من إسرائيل والمناطق الفلسطينية.
ووضع التقرير إقليم الحوض التشادي بغرب إفريقيا كأسوأ إقليم في العالم يشهد صراعات مسلحة تترتب عليها مخاطر حياتية للأطفال وذلك خلال العام 2022 ، وفي هذا الصدد كشف الأمين العام للأمم المتحدة عن ضرورة الحاجة إلى وضع ترتيبات لحماية أطفال جمهورية مالي التي تعد إحدى دول الحوض التشادي بعد الانسحاب النهائي لقوات حفظ السلام الأممية منها مع نهاية العام الجاري بموجب القرار الأممي رقم 2690 حيث رصدت الأمم المتهدة 1024 حالة انتهاك صارخ للأطفال في مالي على مدار العام 2022 .
واعتبر التقرير الصومال والكونغو الديمقراطية ومناطق في سوريا هي الأشد وطأة على حياة الأطفال في المناطق التي تشهد فيها صراعات مسلحة إلى جانب كل من: هاييتي والنيجر وشمال نيجيريا وأفغانستان .
ودعا المشاركون في الجلسة طرفي الصراع المسلح الدائر حاليا في السودان إلى تجنيب الأطفال أي شكل من أشكال الاعتداء أو التعدي على حقوقهم أو تعريض حياتهم إلى الخطر وذلك على ضوء تقارير صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة " يونيسيف " الذي رصد 330 واقعة قتل و1900 حالة إصابة لأطفال سودانيين في مناطق اشتباكات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وذلك خلال الفترة من 15 أبريل - 6 يونيو 2023 .
وعرّف التقرير الأممي الأطفال " بأنهم كل من هو تحت 18 عاما وذلك بحسب تعريف العهد الدولي لحقوق الطفل الصادر عن الأمم المتحدة ، والذي أكد وقوع أشكال متعددة من الانتهاكات لأصحاب تلك الفئة العمرية في مناطق الصراعات المسلحة في العالم من أبرزها الاختطاف والانتهاك الجنسي الذي يصل إلى حد الاغتصاب والتعذيب والتجنيد بالسخرة لحمل السلاح ونقل المفرقعات والمواد الخطرة ، مشيرا إلى أنه خلال الفترة من يناير و حتى نهاية ديسمبر 2022 وثق التقرير 27 ألفا و 180 واقعة انتهاك للأطفال في مناطق صراعات متفرقة على خارطة العالم شملت 24 دولة وذلك في مقابل 2880 واقعة انتهاك للطفولة رصدتها الأمم المتحدة فيما قبل العام 2022 .