المغرب يستضيف المؤتمر الأول للدبلوماسية الاقتصادية كرافعة للتكامل الإقليمي في المنطقة الأورومتوسطية
عبدالقادر الخصاصي
ينظم الاتحاد من أجل المتوسط بتعاون مع مركز السياسات للجنوب الجديد ندوة حول الدبلوماسية الاقتصادية كأداة للتكامل الإقليمي في المنطقة الأورومتوسطية، في 20 و21 يوليو 2023، في مقر مركز السياسات للجنوب الجديد (PCNS) في تكنوبوليس - الرباط.
في هذا السياق، سيتقاسم عدة شخصيات بارزة ودبلوماسيون وخبراء وأكاديميون وجهات نظرهم وخبراتهم مع المشاركين الشباب لتطوير رؤية مشتركة حول الطريقة التي يمكن للدبلوماسية الاقتصادية من خلالها أن تضيف قيمة مضافة إلى التكامل الاقليمي الذي يسعى المنظمون لتحقيقه بين دول البحر الأبيض المتوسط و تفعيل أهداف الشراكة والتعاون بين ضفتي المتوسط.
وبحسب نائب الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط الدكتور عبد القادر الخصاصي، سيتم تمثيل أكثر من عشرين دولة من ضفتي البحر الأبيض المتوسط في هذه الندوة من خلال كبار الدبلوماسيين و الخبراء في الاقتصاد والعلاقات الدولية وممثلي مراكز التفكير و البحوث و العديد من المنظمات الدولية لفائدة العشرات من المستفيدين الشباب من عوالم الدبلوماسية والاقتصاد.
ووفقًا للدكتور الخصاصي فإن هذا المؤتمر يهدف إلى جعل الخبرة في خدمة الجيل الجديد من المسيرين و القادة كإحدى أدوات القوة الناعمة الساعية للتقدم الاقتصادي والتكامل الإقليمي.
وأضاف الدكتور الخصاصي أن اختيار المغرب لاستضافة هذه النسخة الأولى يأتي اعتبارا لعراقة الدولة المغربية و دبلوماسيتها التي تعد من أعرق الدبلوماسيات بالعالم ذات التقاليد القوية و الحضور الوازن على الصعيدين الدولي و الاقليمي، كما ذكر بأن المغرب كان لديه منذ قرون دبلوماسية قديمة مرتبطة بتبادلاته الاقتصادية مع شركائه في أوروبا وإفريقيا وحتى أمريكا والقارات الأخرى هذا بالاضافة لكون المغرب هو أول بلد في العالم يعترف باستقلال الولايات المتحدة وهذا الاعتراف بالإضافة إلى أبعاده السياسية كان له أسباب تجارية واقتصادية قوية.
و على الصعيد الحاضر، أضاف الدكتور الخصاصي أن المملكة تلعب وفقا للرؤية الملكية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله دورا مركزيا في معادلات العلاقات بين الشمال والجنوب والجنوب جنوب و يضل المغرب من بين أكثر الدول نشاطا على مستوى الاتحاد من أجل المتوسط على مختلف الأصعدة و من أكثرها عملا من أجل تعزيز التنمية المشتركة والتكامل الإقليمي بموجب مبدأ فائز فائز.
و في هذا الصدد، ينظر المنظمون إلى المغرب على أنه أحد المروجين الرئيسيين للدبلوماسية الاقتصادية من خلال خلق أوجه التآزر في المنطقة الأورومتوسطية، فضلاً عن كونه بلدا محوريا و فاعلا رئيسيا لتحقيق التكامل الاقتصادي الإفريقي والمتوسطي الشامل و النافع.
من جهة أخرى تندرج الدعوة لهذه الندوة في سياق أصبح فيه العالم على دراية بالفرص والتحديات الهائلة الناتجة عن التفاعلات الإنسانية والاقتصادية المرتبطة بتأثيرات الثورة الصناعية الرابعة ، حيث تقف الدبلوماسيات العالمية عند مفترق الطرق لتطوير آلياتها الاقتصادية في زمن التكتلات الكبرى والطموحات الجيوسياسية الناشئة في جميع أنحاء العالم.
و تهدف الندوة كذلك لمناقشة تحديات التجارة وتشجيع الاستثمار و تشجيع الابتكار والتحول الرقمي باعتبارها عناصر أساسية من أدوات التطور خاصة بعد الجائحة و في اطار تداعيات الحرب بأوكرانيا.
و تنظم الندوة هذه، في سياق تتشكل معالمه باستمرار من خلال تسريع الترابط وإعادة تشكيل سلاسل القيمة حيث تعتبر هذه الأدوات ذات أهمية قصوى لصانعي السياسات الخارجية لأنها تفتح آفاقًا جديدة للتكامل والتعاون الإقليمي وشبه الإقليمي.
وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد من أجل المتوسط (UfM) يهدف إلى تعزيز التكامل الإقليمي عبر آلياته المختلفة كقوة دافعة لبناء توافق في الآراء حول جداول الأعمال الإقليمية في منطقة البحر الأبيض المتوسط للعمل نحو تحقيق نمو كبير و تطوير نماذج للتنمية الاقتصادية المربحة لكل الدول الأعضاء بالاتحاد من أجل المتوسط. و من جهة أخرى فإن اختيار الشريك المغربي ، وهو مركز السياسات للجنوب الجديد (PCNS) ، يأخذ في الاعتبار قيمة هذا الشريك الأفريقي، الذي يعمل على المساهمة في تحسين السياسات الاقتصادية والاجتماعية العامة التي تتحدى الجنوب، لا سيما حول حوض البحر الأبيض المتوسط وجنوب المحيط الأطلسي ، في إطار علاقة شاملة مرتبطة مع بقية دول العالم.
كل هذه المكونات تنم على أن هذه الندوة ، التي ستجمع حوالي ثلاثين مشاركًا أوروبيًا متوسطيًا وعشرات المشاركين المغاربة ، ستكون فرصة هامة لتوضيح القضايا المتعلقة بالعلاقة بين الدبلوماسية والاقتصاد فيما يتعلق بالتكامل الإقليمي في البحر الأبيض المتوسط حيث سيكون المغرب النموذج الايجابي الذي يمكن التركيز على تجربته خلال هذه الندوة.