أكد وزير العمل حسن شحاتة اليوم، أن الدولة المصرية تولي اهتماما كبيرا بملف مكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال، واتخذت العديد من الإجراءات التي حظيت بتقدير من كافة الشركاء الاجتماعيين في الداخل والخارج ، وأنها ملتزمة بكافة المعايير والاتفاقيات الدولية بهذا الشأن، موضحا أن الوزارة لديها الآن وحدة لمكافحة عمل الاطفال، مقرها ديوان عام وزارة العمل والمديريات التابعة بالمحافظات، وذلك لرصد كافة المشكلات والمعوقات ومواجهتها، وكذلك صدور القرار الوزاري رقم 215 لسنة 2021 لتعديل القرار رقم 118 لسنة 2003 الخاص بقائمة الأعمال والمهن الخطرة المحظور تشغيل وتدريب الأطفال بها حتى سن 18 سنة، والذي يقوم بتحديد نظام تشغيل وتدريب الأطفال والظروف والأحوال التي يتم فيها التشغيل وكذلك الأعمال والمهن والصناعات التي يحظر تشغيلهم فيها وفقًا لمراحل السن المختلفة بما يتوافق مع كافة الاتفاقيات والمعايير الدولية .
جاء ذلك خلال كلمة الوزير شحاتة ، والتي ألقتها نيابة عنه أمال عبد الموجود رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الدولية ،في افتتاح احتفالية اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال والتي نظمتها منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة ،اليوم الثلاثاء بالقاهرة ،تحت رعاية وزير العمل حسن شحاتة ، بحضور إيريك أوشلان مدير مكتب منظمة العمل الدولية في مصر ومدير فريق العمل اللائق لشمال أفريقيا ، وهان ماورتس شخايفلد سفير مملكة هولندا في مصر، و نيفين عثمان أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة ، ود. أماني عبد الفتاح مدير عام الإدارة العامة لشئون الطفل بوزارة التضامن نيابة عن وزيرة التضامن د. نيفين القباج .
وقال الوزير : "إن الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال يُعد حدث هام يعكس إدركنا جميعا لخطورة ظاهرة عمل الاطفال وعواقبها الاجتماعية والاقتصادية ، والجهود الحثيثة التي تقوم بها الجهات الوطنية بشكل فعال بما يساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف الخطة الوطنية لمكافحة اسوأ عمل الاطفال ودعم الاسرة من خلال الإسهام الفعال في القضاء علي ظاهرة عمل الأطفال بكافة أشكاله بحلول عام 2025 مع التأكيد علي توفير الحماية الاجتماعية الشاملة للأطفال المستهدفين وأسرهم ".
وأضاف الوزير: أن إعتبار الامم المتحدة احتفالها هذا العام تحت شعار (تحقيق العدالة الاجتماعية للجميع.. إنهاء عمل الأطفال) لحظة زمنية لإثبات إمكانية التغيير، وذلك من خلال تحفيز الحركة العالمية المتزايدة ضد عمل الأطفال، والتأكيد على الصلة بين العدالة الاجتماعية وعمل الأطفال ، وذلك من خلال إعادة تنشيط العمل الدولي لتحقيق العدالة الاجتماعية،حيث اننا لن نتمكن من انهاء ظاهرة عمل لأطفال الا من خلال معالجة الأسباب الجذرية لها.
وأشار الوير إلى مدي توافق جهود الحكومة المصرية مع التوجهات الأممية حيث تضمنت محاور استراتيجية مصر للتنمية المستدامة رؤية مصر 2030 ، محور للعدالة الاجتماعية الذي يهدف إلى بناء مجتمع عادل متكاتف يتميز بالمساواة في الحقوق والفرص الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وبأعلى درجة من الاندماج المجتمعي، مجتمع قادر على كفالة حق المواطنين في المشاركة والتوزيع العادل في ضوء معايير الكفاءة والإنجاز وسيادة القانون ، مشيداً بالجهود المبذولة على أرض الواقع من خلال العديد من المبادرات التي تتعاون في تنفيذها كافة الجهات الوطنية وبدعم من المنظمات الدولية والجهات المانحة وتحظي بمتابعة وإهتمام كبير من القيادة السياسية مثل مبادرة "حياة كريمة " و "تكافل وكرامة" و" مصر بكم اجمل" و "سكن كريم" و "التشغيل من أجل التدريب" و غيرها من المبادرات التي تؤكد علي حرص الحكومة علي دعم الفئات الاكثر احتياجاً والعمل على إرشاد الأسرة إلى بدائل لتحسين الدخل والتمكين الاقتصادي سواء خلال التدريب المهني ومدهم بالمهارات اللازمة، وكذلك العمل على توفير فرص عمل لائقة وريادة الاعمال لضمان المساهمة في الحد من ظاهرة التسرب من التعليم وعمل الاطفال.
كما أشار "شحاتة" الي التطوير المستمر لمنظومة التفتيش ( تفتيش عمل وسلامة وصحة مهنية ) و الحملات التفتيشية وندوات التوعية المختلفة التي يقوم بها فريق عمل التفتيش بمديريات القوى العاملة علي مستوى 27 محافظة التابعة للوزارة على مستوى جميع المحافظات، و الي ذلك التنسيق مع جميع اعضاء اللجنة التوجيهية للخطة الوطنية من خلال الحرص على استمرار عقد اجتماعات اللجنة التوجيهية التي كان اخرها الاجتماع الماضي الذي عقد في فبراير 2023 ..
واستعرضت كلمة الوزير بعض النقاط الرئيسية التي تتطلع مصر الي العمل عليها وبذل مزيد من الجهود في الفترة القادمة منها: ضرورة الاسراع في البدء في التقييم النصفي للخطة الوطنية وذلك للوقوف على نقاط القوة وكذلك تحديد الفجوات لنخرج بالعديد من التوصيات التي يمكن اعتبارها خارطة طريق لكافة الجهات الوطنية لتحقيق المزيدمن الكفاءة والفاعلية اثناء استكمال تنفيذ الخطة الوطنية، واهمية دعم الوزارة من اجل استكمال حوسبة التفيش والتي تعتبر اهم الآليات لحوكمة منظومة التفتيش في مصر سواء تفتيش العمل او السلامة والصحة المهنية وسيتم استعراض ذلك تفصيلا من خلال احد العروض في احتفال اليوم، فضلاً عن ضرورة التركيز في الفترة القادمة على تضافر الجهود الوطنية في مجال التدرج المهني لضمان مزيد من الحماية للاطفال المتدرجين ومنع تعرضهم لأي شكل من اشكال الاستغلال ، وأهمية العمل سويا على ايجاد مزيد من الحلول و المبادرات المبتكرة لدعم الاسر الفقيرة لايجاد مصادر دخل مستدامة تؤمن احتياجتهم اليومية وتجعلهم مواطنين منتجين وفاعلين دون الحاجة الي اللجوء الي عمل الاطفال والتسرب من التعليم ..
وتقدم الوزير بالشكر والتقدير للشركاء الاجتماعيين على اهتمامهم بقضية مكافحة اسوأ اشكال عمل الاطفال لاسيما للسفارة الهولندية على دعمها لعدد من المشروعات بالتعاون مع منظمة العمل الدولية والتي تعالج بالفعل العديد من الأولويات لدي الحكومة المصرية ، كما ثمن الوزير الشراكة الوطيدة و الدعم المستمر من فريق مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة تحت قيادة السيد/ أريك اوشلان - مدير مكتب منظمة العمل بالقاهرة وخاصة فريق عمل مشروع الإسراع بالقضاء على عمل الأطفال في سلاسل توريد القطن وعلى رأسهم مروة صلاح - مدير مشروع والذي ساهم بشكل كبير في دعم السياسات العامة و بناء القدرات المؤسسية ودعم سبل التعاون بين الشركاء المعنين بالقضاء على عمل الأطفال مع التركيز بشكل خاص على سلاسل توريد القطن في مصر.
حضر اللقاء من وزارة العمل : خالد أبو بكر رئيس الإدارة المركزية للرعاية ، وغادة إبراهيم رئيس الإدارة المركزية للسلامة والصحة المهنية ، والسيد الشرقاوي مدير عام تفتتيش العمل ، ورشا عبد الباسط مدير عام الشئون الاقليمية والدولية ، وأمنيه عبد الحميد مساعد فني بمكتب الوزير .