تبذل الدولة جهودًا كبيرة للنهوض بالقطاع السياحي والأثري، من خلال أعمال التطوير والاهتمام بالمواقع والأماكن الأثرية والسياحية حتى تتواكب مع الطفرة الحضارية الكبيرة التي تشهدها الجمهورية الجديدة، وهو ما يساهم في زيادة أعداد السائحين الوافدين إلى مصر التي تعد واحدة من أهم المقاصد السياحية على مستوى العالم.
وأظهرت الدولة اهتماما كبيرا بالمواقع الأثرية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي المسئولية، فتم افتتاح المتحف القومي للحضارة المصرية الذي يعد الأول من نوعه في مصر والعالم العربي.
ويقدم نظرة شاملة على الحضارة المصرية من عصور ما قبل التاريخ وحتى اليوم، وكان حدث موكب المومياوات إلى المتحف حدثا عالميا أظهر قدرة الدولة المصرية واهتمامها بالآثار وتاريخها العظيم، والاحتفالية الأسطورية المهيبة لافتتاح طريق الكباش بمدينة الأقصر، أقدم ممر تاريخي بالعالم، وغيرها من الأماكن الأثرية الأخرى.
وتعد منطقة الأهرامات رمزا للسياحة والحضارة المصرية على مر العصور، لذلك أطلقت الدولة خطة لتطوير منطقة أهرامات الجيزة وتحسين الخدمة المقدمة للزائرين، وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص، الذي يعد شريكا رئيسا في النهضة التنموية الكبيرة التي تشهدها الدولة المصرية.
وأكد المهندس عمرو جزارين رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة أوراسكوم بيراميدز للمشروعات، أن الشركة انتهت من تنفيذ 90% من كافة الأعمال الإنشائية لتطوير منطقة الأهرامات، مؤكدا أن المنطقة جاهزة للتشغيل بكامل طاقتها خلال أقل من شهر واحد.
وأشاد المهندس عمرو جزارين - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط - بالدعم الكبير من القيادة السياسية للقطاع الخاص، مشيرا إلى أن الشركة تعتبر مشروع تطوير منطقة أهرامات الجيزة مشروعا قوميا، وتم تنفيذه بالشكل الذي يليق باسم مصر.
وأوضح أنه تم تنفيذ مبنى لاستقبال السائحين والزائرين وفقا لأحدث النظم العالمية مع مراعاة البعد التاريخي والأثري لمنطقة الأهرامات، مشيرا إلى أن المبنى يدعو إلى الفخر كونه سيصبح واحدا من أفضل مراكز استقبال السائحين بالمناطق الأثرية على مستوى العالم.
وأكد أن الهدف من المبنى هو تجهيز السائح لزيارة منطقة الأهرامات، مشيرا إلى أن المبنى يضم قصصا للملوك معلقة على الحوائط، وجداريات تتضمن شرحا وافيا للمنطقة، فضلا عن دور سينما لعرض فيلما وثائقيا للسائحين عن قصة بناء الأهرامات بصوت عالم الآثار المصري دكتور زاهي حواس والممثل العالمي الممثل العالمي كيفن كوستنر، وهو الأمر الذي يقدم نبذة عن الحضارة المصرية ومنطقة الأهرامات بشكل أكثر من رائع.
وأشار إلى أنه تم بناء مبنى VIP للزيارات وهو أيضا مجهز بشكل كبير لاستقبال الوفود السياحية، وتقديم استعراض لرحلة زيارة الأهرامات، وفقا لأحدث النظم والتطورات العالمية.
وحول اهتمام الدولة بالتحول الأخضر، والتأكيد على ضرورة الحفاظ على الآثار المصرية، أكد المهندس عمرو جزارين أنه تم تحديد مسار لرحلة السائح بمنطقة الأهرامات عبر 7 محطات تهدف إلى تقديم الأهرامات بصورة مختلفة، مشيرا إلى أن التنقل بين المحطات السبع سيكون من خلال أتوبيسات كهربائية للحفاظ على المنطقة الأثرية.
وأضاف أنه في كل محطة تم إنشاء منطقة خدمات مجهزة بأماكن لتقديم المشروبات الخفيفة، وحمامات وبازارات لشراء الهدايا، ومركز طبي لتقديم الإسعافات الطبية السريعة للسائحين إذا تطلب الأمر ذلك.
وحول اهتمام الدولة بذوي الهمم، أكد عمرو جزارين أنه تم مراعاة ذوي القدرات الخاصة بقوة بداية من شباك التذاكر حيث تم تخصيص مكان لهم، كما أن الشركة تستهدف لأول مرة توظيف شباب من ذوي الهمم الذين لديهم القدرة على استقبال السائحين وتقديم معلومات عن الرحلة داخل الأهرامات، مشيرا إلى أن ذلك سيتم بعد إجراء اختبارات لهم والتأكد من قدرتهم على تنفيذ هذا الدور.
وأوضح أن المشروع ساهم في توفير العديد من فرص العمل للشباب المصريين، مشيرا إلى أنه بخلاف العمالة المباشرة في الشركة، فهناك عمالة عديدة غير مباشرة من الصناعات المختلفة، موضحا أن السياحة هي قاطرة الصناعة، حيث أن وراءها 140 صناعة أخرى.
وحول الممشى السياحي من المتحف المصري الكبير إلى منطقة الأهرامات، أكد أنه يجري التنسيق لتنفيذ الاستعدادات المطلوبة لموقع نزول الممشى بمنطقة الأهرامات، حتى يتناسب مع أعمال التطوير الموجودة بالمنطقة، ويتم تزويده بمكان لاستقبال السائحين.
وشدد المهندس عمرو جزارين على أن مشروع تطوير منطقة الأهرامات يستهدف بشكل كبير تحسين الصورة الذهنية لدى السائحين الذين يقومون بزيارة المنطقة، محذرا في الوقت نفسه من العمالة غير الرسمية التي تعمل بالمنطقة وبشكل عشوائي مما يؤثر على تشويه صورة السياحة المصرية لدى السائحين، مؤكدا في الوقت نفسه على قوة الدولة المصرية في إعادة الانضباط للمنطقة والابتعاد عن الأسلوب القديم الذي كان يسيء لسمعة السياحة المصرية.
وأكد أن منطقة أهرامات الجيزة تعد واحدة من أهم المزارات السياحية على مستوى العالم وليس في مصر فقط، كما أنها تعد عنوانا للسياحة المصرية في الخارج، مشيرا إلى أن مشروع تطوير منطقة الأهرامات أصبح يليق باسم الدولة المصرية.