قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن قمة دول الجوار التي تستضيفها مصر غدا تأتي في إطار الدور المصري لحل الأزمة في السودان، فمصر هي الدولة الأقدر على أن تساهم في هذا المجهود لأنها الأقرب للسودان، وتربط البلدين علاقات تاريخية وكانتا في يوم من الأيام دولة واحدة، مضيفا أن القبلية هي التي أدت لانفصال السودان عن مصر وهي نفس السبب الذي أدى لانقسام شمال وجنوب السودان.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن القبلية هي السبب المباشر الذي يلعب دورا في تقسيم دولة السودان، وهي أزمة تعاني منها أفريقيا جميعها، فالقبائل تؤدي لانقسام أجزاء الوطن الواحد، وفي تلك الحالة يلجأ الشهب إلى الجيش، مضيفا أن أزمة السودان هي انقسام الجيش نفسه وهذا أكبر تحدي في المأساة التي تشهدها البلاد.
وأضاف أن مصر بتاريخها الطويل سواء في أفريقيا عامة أو في السودان خاصة، يمكنها أن تساهم بالتعاون مع دول الجوار والأطراف المعنية في إيجاد سبيل للتسوية السلمية للأزمة وبدء التهدئة، موضحا أن مصر لها صلة مباشرة بكل الأطراف في السودان وتستضيف أكثر من 4 ملايين سوداني في مصر.
وأشار إلى أنه قضية الصراع السوداني الداخلي يمكن حلها بالعديد من المواءمات وتقسيم السلطة بين الأطراف بصورة ترضي الجميع، وفي هذه الحالة يمكن أن يكون الحل نوعا من الديمقراطية، مشيرا إلى أن المهمة صعبة وليست سهلة على الإطلاق، لكن مصر هي المرشح الأقدر على حل الأزمة والتفاوض مع كل الأطراف بشأنها وذلك بالتنسيق مع الدول الأخرى المجاورة للسودان لتشجيع الجميع على حل سلمي.
قمة دول الجوار
وتستضيف مصر غدا مؤتمر قمة دول جوار السودان، لبحث سُبل إنهاء الصراع الحالي والتداعيات السلبية له على دول الجوار، ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة .
وتأتي القمة في ظل الأزمة الراهنة في السودان، وحرصاً من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المُباشر للسودان، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، وتجنيبه الآثار السلبية التي يتعرض لها، والحفاظ على الدولة السودانية ومُقدراتها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل.