أكد سفير المهام الخاصة لوزارة الخارجية الروسية ورئيس الأمانة العامة لمنتدى التعاون الاقتصادي والإنساني الروسي - الأفريقي أوليج أوزيروف ، أن القمة الروسية - الأفريقية الثانية التي ستعقد في مدينة سانت بطرسبرج هذا الأسبوع تهدف إلي تعزيز العلاقات بين روسيا والدول الأفريقية بشكل نوعي وأن تنتقل من مرحلة عودة روسيا إلي القارة الأفريقية في قمة سوتشي عام 2019 إلي مرحلة تطورها علي أساس المنفعة المتبادلة مع جميع الدول الأفريقية والمنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي.
وأضاف أوزيروف - في حوار خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الأحد/ - أن العلاقات الروسية الأفريقية شهدت خطوات متسارعة بعد القمة الأولي عام 2019 ولكن التداعيات السلبية لتفشي وباء /كوفيد -19/ والأزمة الأوكرانية لم تعط لموسكو الفرصة لدفع العلاقات الثنائية إلي الامام بشكل واسع .. معربا عن أمله أن تشهد القمة المقبلة مرحلة نوعية جديدة بين روسيا والدول الأفريقية.
وأوضح أنه بالرغم من هذه التحديات إلا أن روسيا بدأت في تنفيذ مشروعات كبري في مصر علي سبيل المثال تحديث قطاع السكك الحديدية وتصدير عربات جديدة للقطارات ومشروع المنطقة الصناعية الروسية التي تعد الأولي من نوعها لموسكو في أفريقيا .. معربا عن اعتقاده بأن نجاح هذه المشروعات سيجعل روسيا تنفذ مشروعات أخري في القارة. وعن المنطقة الصناعية الروسية ، أكد أوزيروف أن هذه المنطقة ستصبح البوابة الجديدة لروسيا إلي القارة مع الوضع في الاعتبار أن أغلب الدول الأفريقية قد وقعت علي اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية ، مضيفا أن موسكو تدرس سبل الاستفادة من هذه المنطقة لتصدير منتجاتها إلي القارة فضلا عن إقامة مشروعات مشتركة مع مصر يتم تصدير منتجاتها أيضا إلي أفريقيا.
وأوضح أن المنطقة الصناعية الروسية ستصبح نموذجا مثاليا لإقامة مناطق مماثلة في القارة وكثيرا من الدول الأفريقية تتابع باهتمام كبير تنفيذ هذا المشروع الرائد .. مشيرا إلي أن إمكانية التعاون مع مصر في إقامة مراكز متخصصة علي سبيل المثال لتخزين وتصدير المنتجات الغذائية الروسية مثل الحبوب ثم نقوم بتوزيعها في الدول الأفريقية خاصة منطقة القرن الأفريقي التي تواجه أكبر مشكلة للجوع ، حيث يوجد 25 مليون شخص يحتاجون إلي الغذاء .
وأكد سفير المهام الخاصة لوزارة الخارجية الروسية ورئيس الأمانة العامة لمنتدى التعاون الاقتصادي والإنساني الروسي - الأفريقي أوليج أوزيروف ، علي اهتمام الدول بالانضمام لدول البريكس التي تمتلك الخبرة في إقامة أنظمة جديدة ومستويات مختلفة من التعاون خاصة في ظل الأزمة المالية الحالية التي تتطلب إيجاد الحلول في مجال تعزيز التجارة الثنائية بدون استخدام الدولار واليورو ؛ وهذا الموضوع سيكون محل بحث خلال القمة المقبلة في سانت بطرسبرج ..
مشيرا إلي أن قمة البريكس التي ستعقد بعد ثلاث أسابيع في جنوب أفريقيا بعد القمة الروسية – الأفريقية ، ستبحث مسالة انضمام أعضاء جدد للتكتل . كما أكد أن علاقات روسيا مع الدول الأفريقية علاقات تاريخية يرجع تاريخها لبعض منها مثل أثيوبيا للقرن 19 ولكن بلا شك فأن التطور الحقيقي بدأ بعد انتصار الثورات التحريرية ضد الاستعمار في أواخر الخمسيات والستينيات من القرن الماضي ، مشيرا إلي أن موسكو ستواصل دعم هذه العلاقات التي ولدت في هذه الفترة خاصة وأننا نحتفل هذا العام بالذكري ال 60 لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية التي أصبحت الآن الاتحاد الأفريقي.
وعن التعاون الروسي في الدول الأفريقية ، قال أوليج أوزيروف إن هناك اهتماما كبيرا من الدول الأفريقية لبناء المحطات النووية ومشروعات أخري في ضوء احتياجها لمصادر الطاقة التي تعد شرطا ضروريا لتطوير الصناعات المختلفة في القارة ، مضيفا أن القمة المقبلة ستناقش تنفيذ مشروعات أخري من بينها إقامة مراكز للمنتجات الروسية.
وأوضح أن روسيا تمتلك القاعدة الجيدة للتعاون الاقتصادي مع الدول الأفريقية حيث نفذ الاتحاد السوفيتي 385 مشروعا للبنية التحتية من مصانع ومدارس وجسور وغيرها في القارة في أواخر الثمانينات ؛ ولكن مع الأسف لم تنفذ المشروعات الكبرى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بسبب الوضع الاقتصادي الداخلي في روسيا الاتحادية ولكن بدأ تطور جديد في التعاون الاقتصادي الثنائي خلال الفترة من عام 2005 إلي عام 2008.
وأكد علي رغبة موسكو في بناء علاقات مباشرة مع القارة الأفريقية في ضوء الظروف الجديدة بعد الحرب الأوكرانية في مجالات مختلفة مثل المجال المصرفي والمجال اللوجستي خاصة بناء وتطوير الموانئ في القارة الأفريقية ، فضلا عن تنفيذ مشروعات في مجال التعليم خاصة التعليم الأهلي ودراسة اللغة الروسية ، مشيرا إلي أن الآلاف من الطلاب الأفارقة يدرسون في المعاهد والجامعات الروسية..
مؤكدا علي رغبة روسيا تعزيز التعاون في مجال التعليم الأهلي مع الدول الأفريقية الذي يعد شرطا أخر لتطوير الصناعات في القارة. وأعرب عن اعتقاده بأن أفريقيا ستصبح قطبا مهما للصناعات ذات المستوي العالي في المستقبل في ضوء امتلاك القارة الموارد مثل الذهب والنفط والغاز وما ينقصها هو توفير الطاقة والكوادر ..
مؤكدا علي استعداد روسيا تقديم الدعم للدول الأفريقية لتوفير الطاقة والكوادر من أجل تطوير الصناعات. وعن مساهمة روسيا في الأمن والسلام ، قال أوزيروف إن القمة الروسية – الأفريقية سوف تبحث هذه المسالة وأن موسكو ستواصل دعمها للدول الأفريقية نحو تعزيز الاستقرار ، مشيرا إلي مساهمة روسيا في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وتقديم الدعم للدول الأفريقية في الأمم المتحدة فيما يخص المشاكل الأمنية والحرب ضد الإرهاب.