أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم، أن الصين أحرزت تقدمًا كبيرًا في بناء قاعدة بحرية تابعة لها في كمبوديا وتقترب من استكمال رصيف يمكن أن ترسو فيه حاملة طائرات، وفقًا لصور الأقمار الصناعية، الأمر الذي يمثل تحديًا كبيرًا للقوة البحرية الأمريكية.
وذكرت الصحيفة في مستهل تقرير، نشرته عبر موقعها الالكتروني، أن الصور التي التقطتها شركة (بلاك سكاي) BlackSky، وهي شركة صور تجارية أمريكية كانت تراقب البناء في قاعدة ريام البحرية، تُظهر رصيفًا شبه كامل يشبه بشكل لافت للنظر في الحجم والتصميم للرصيف الذي يستخدمه الجيش الصيني في قاعدته الخارجية الوحيدة في جيبوتي.
وتعتقد وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن الصين تبني منشأة في كمبوديا لتعزيز قدرتها على إبراز قوتها البحرية في حين نفت الصين وكمبوديا وصول جيش التحرير الشعبي إلى القاعدة.
وأوضحت الصحيفة أن الصين تمتلك قوة بحرية أكبر من الولايات المتحدة ولكنها تفتقر إلى شبكة دولية واسعة من القواعد والمرافق اللوجستية اللازمة للعمل كقوة بحرية "مائية زرقاء" يمكنها الإبحار حول العالم. ولذلك، فإن الوصول إلى قاعدة على خليج تايلاند سيوفر أيضًا ميزة إستراتيجية للصين.
وقال مسئول استخباراتي أمريكي سابق (في تصريح خاص للصحيفة):" كان هناك نقاش داخل الحكومة الأمريكية حول ما ستفعله الصين بالضبط بالقاعدة ولماذا يمكن أن تكون أفضل من أي قاعدة لها في بحر الصين الجنوبي أو جزيرة هاينان".
وقامت الصين على مدى العقد الماضي ببناء عدد من القواعد العسكرية على الشعاب المرجانية والأراضي المستصلحة في بحر الصين الجنوبي. لكن وجود قاعدة في دولة أخرى يمكن أن يعقد أي رد عسكري أمريكي في حالة نشوب صراع.. بحسب قول الصحيفة.
وأضاف المسئول السابق أنه في حال اندلاع حربًا بين الولايات المتحدة والصين، سيمكن للولايات المتحدة فقط قصف القواعد في بحر الصين الجنوبي. لكن في حالة هذه القاعدة، سنضطر إلى قصف الأراضي الكمبودية ".
وبدوره، قال دينيس وايلدر، خبير كبير سابق في وكالة المخابرات المركزية في الجيش الصيني: إن قاعدة ريام سيكون لها "أكبر قيمة إستراتيجية في سياق التوترات في بحر الصين الجنوبي حال اندلاع مواجهة عسكرية". وأضاف وايلدر: "من شأن ذلك أيضًا أن يوسع ويعزز القدرات التشغيلية البحرية للصين تجاه الممرات الملاحية الاستراتيجية لمضيق ملقا - وهي نقطة اختناق حيوية في أي صراع مع الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين".
مع ذلك، قال متحدث باسم السفارة الصينية في الولايات المتحدة إن كمبوديا صرحت بأن دستورها يحظر القواعد العسكرية الأجنبية على أراضيها وأن البناء يهدف إلى تعزيز قدرة كمبوديا.. مشيرًا إلى أن الصين وكمبوديا أجرتا في مارس الماضي مناوراتهما البحرية الأولى في المياه الإقليمية الكمبودية. وترد الصين بشكل متكرر على الانتقادات بالقول إن للجيش الأمريكي مئات المنشآت العسكرية حول العالم، بما في ذلك في آسيا.
وتوصلت واشنطن مؤخرًا إلى اتفاق مع مانيلا من شأنه أن يتيح للجيش الأمريكي الوصول إلى أربع قواعد جديدة في الفلبين ، وسيصبح لويد أوستن هذا الأسبوع أول وزير دفاع أمريكي يسافر إلى بابوا غينيا الجديدة، في زيارة تأتي بعد توقيع البلدين على اتفاقية أمنية ستتيح للبنتاجون الوصول إلى القواعد في البلاد.