شهدت مكتبه الإسكندرية ندوة بعنوان الثقافة وبناء الانسان روح التسامح بحضور الدكتور محمد المهدي أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر والدكتور نظير عياد أمين عام مجمع البحوث الاسلامية والقمص اثناسيوس جورج راعي كنيسة مارى مينا بالإسكندرية والدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر سابقا وأدار الجلسة  الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الاسكندرية .

أكد الدكتور أحمد زايد أن التسامح هو الأساس الذي تقوم عليه الحياة الاجتماعية وكل جوانب الحياة في المجتمع وتاريخ الأنبياء يزخر بقصص هائلة من التسامح، مضيفا أنه على الرغم من اختلاف بعض المحللين حول مفهوم التسامح إلا أنه يظل  مثلا أعلى وليس مجرد سلوك.

وأشار زايد إلى اهتمام مكتبة الإسكندرية بهذه القضيه حيث أقامت من قبل مؤتمر كبير عن التعايش وتأتي هذه الندوة على هامش معرض الكتاب ضمن استراتيجية المكتبة .

وانتقد زايد ما وصفه بالتباعد الاجتماعي الذي يشهده المجتمع حيث يتقوقع الكثيرون حول أفكارهم قائلا نحن نحتاج لأن نتسامح فيما بيننا فالانسانية تبقى .

وتحدث الدكتور محمد المحرصاوي عن جهود مشيخة الأزهر في السنوات الأخيرة، نشر ثقافة التسامح والسلام حيث نظم مؤتمر دولي عام 2017 عن الحرية والمواطنة في هذا المؤتمر رفض شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب مصطلح الأقلية الذي يشير إلى الانعزالية وطالب أن يتم استبداله بمصطلح المواطنة هذا المصطلح الذي يعتبر استدعاء لأول مجتمع أسسه الرسول في المدين.

وأضاف المحرصاوي أنه عقب ذلك بشهرين نظم الازهر الشريف مؤتمر حول السلام بحضور بابا الفاتيكان وفي عام 2018 كان شيخ الازهر في ضيافة بابا الفاتيكان وطرحت وثيقه الأخوة الإنسانية التي لم تكن صدرت عقب ذلك في فبراير 2019 ومن ثم أنشا حاكم حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد لجنه لتحقيق مبادئ الوثيقة.

وشدد المحرصاوي على أن مبادئ حقوق الإنسان الذي ينادي بها العالم الآن وضعها الإسلام منذ 1400 عام فهو دين الإسلام وحرية العقيدة واحترام عقيدة الآخرين كما أنه عالج قضية العنف .

وقال القمص اسنثيوس جورج إن التسامح يساهم في بناء الانسان وياتي ضمن المفاهيم الأساسية للمواطنة ودونها لن يكون هناك تنميه أو حياه وحوار وتعارف ولن تستقر بلادنا العزيزه مصر الا بالتسامح مشيرا إلى أن أهم ما يميز الإنسان هو التسامح وان السيد المسيح دعا الى التسامح.

وأكد أن التعايش ليس جديدا على مصر ومواطنيها يتعايشون مع منذ الاف السنين والتسامح هو الأبقى والأعظم وهو اساس العيش المشترك مضيفا أن المجتمع ينقصه في الوقت الحالي التسامح مما يسبب التفكك الأسري والانهيار المجتمعي.

و أشار  إلى أن الديانات ليست مجرد نصوص جامده ولكن لابد ان يتم تطبيقها بشكل ملموس موضحا أشكال التسامح سواء الثقافي او الديني وحريه العقيده والشعائر ورفض التمييز العنصري وعلى رأسهم التسامح الأخلاقي لأن كثير من الشباب لديهم رؤى اخلاقيه مختلفه يحتاجون لمن يضمهم وينصحهم وانتقد سلوك البعض بالحكم على عقيده الآخر ودعوات بعض المتطرفين برفض معايده المخالفين لها في العقيده وهذه الطبائع ليست مصريه وعلى الجميع أن يعلم أبنائه حب الاخر.

وأشاد الدكتور نظير عياد بدور مكتبة الاسكندرية في اقامو الندوة التي تناقش قضيه مهمه تهم المجتمع المصري موضحا ان الثقافه وبناء الانسان النتيجه المنطقية لها زرع التسامح في نفسه من اجل ايجاد انسان سوي في السلوك والتعاون والمقصد.

ولفت عياد إلى أن نصوص جميع الشرائع السماويه اتفقت فيما بينها على امور مشتركه وجاء الدين الاسلامي للتاكيد على انه يتوقف علي الحياه وهي الدين والعقل والنفس  والمال كما حرصت على تزكيه الانسان وتنبيه للتعامل مع هذه الكليات الذي يحقق من المحافظه عليها التسامح.

وتابع جميع الاديان تقف على قاسم المشترك حيث اتفقت على اساس عقائدي واهتمت ببناء العلمي والبدني تحقيق نوعا من التكامل داخل المجتمع موضحا ان النصوص الامويه اراد الله ان يتم تطبيقها إلى التطرف والعنف إما لديه خطأ في الوجهة او يعدب الى تحقيق مصلحه شخصيه او يحمل اجنده خارجيه.

وأكد الدكتور محمد المهدي ان الازهر الشريف اصبح مشتبكا مع المشكلات التي تواجه المجتمع وفي عام 2022 تم اختيار المركز العالمي للفتوى الالكترونيه كافضل مؤسسه حكوميه.
تحدث المهدي عن ظاهره الالحاد ونشاتها مشيره في عام 1950 صدر عدد لمجله التايمز يتطرق إلى أن البشريه في حاجه الى ان تتخلى عن الاديان وان تتوجه الى حياه انسانيه محايده وان يصبح البشر في القرن العشرين لا دينيين وتوقعه ان ينشر حاله من السلام بين البشر ويوقف الحروب.

واضافه ان المشروع جذب إعجاب المثقفين ولكن عند التخلي عن الاديان يصبح البشر أكثر قسوة ومع ذلك ما زالت هناك دعوات للالحاد واللا دينية.